أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) إرسال قوة العمليات الاحتياطية لغرب البلقان إلى كوسوفو لمواجهة الاضطرابات الأخيرة في شمال كوسوفو، حيث أصيب 30 من أفراد القوات الدولية لحفظ السلام التي يقودها الحلف.

كما أعطى الناتو تعليماته بتقليص فترة الجاهزية اللازمة لنشر كتيبة احتياطية أخرى متعددة الجنسيات من مدة أسبوعين إلى أسبوع واحد فقط، في حال الحاجة إلى تعزيز القوات الدولية.

وحث ستيوارت مونش قائد قوات الناتو في مدينة نابولي الإيطالية جميع الأطراف على وقف العنف وتجنب الأعمال التي تقوّض السلام في كوسوفو، مؤكدا أن إرسال القوات “إجراء احترازي لضمان أن تكون لديها الإمكانيات التي تحتاجها لحفظ الأمن”.

من جهته، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء الاعتداءات “غير المقبولة” على قوة حفظ السلام التابعة للحلف في كوسوفو من قبل المتظاهرين الصرب، داعيا بريشتينا وبلغراد للعمل من أجل “التهدئة”.

وقال ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي بأوسلو، “ندين بشدة هذه الاعتداءات غير المبررة ضد قواتنا في شمال كوسوفو” والتي أدت إلى إصابة نحو 30 جنديا من قوة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور).

وحذر من أن “العنف يعيد كوسوفو والمنطقة بأسرها إلى الوراء” ويهدد تطلعات دول البلقان للتقرب من حلف شمال الأطلسي، وقال إنه “يتعين على بريشتينا وبلغراد اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة الوضع بالامتناع عن أي سلوك غير مسؤول جديد والانخراط في حوار ييسره الاتحاد الأوروبي، وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم”.

ولا يزال المتظاهرون الصرب يتجمعون أمام بلدية زفيكان في شمال إقليم كوسوفو، غداة صدامات شهدتها المدينة أدت إلى إصابة 19 مجريا و11 إيطاليا من جنود قوات حفظ السلام التابعة للناتو (كفور)، ونحو 50 بين المتظاهرين.

وتأتي تظاهرات الصرب في هذه المنطقة رفضا لتنصيب رؤساء بلديات جدد من الأقلية الألبانية في 3 بلديات بعد انتخابات قاطعتها الأقلية الصربية، ولم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 4%.

خفض التصعيد

وفي روسيا، قالت وزارة الخارجية إن خفض التوتر في كوسوفو يحتاج لاتخاذ خطوات حاسمة، وأضافت أن قوات حفظ السلام التابعة للناتو في كوسوفو لم تظهر فقط افتقارها إلى المهنية بل أصبحت عامل تصعيد أيضا.

وأكدت الوزارة أن موسكو تدعو الغرب لعدم استفزاز بلغراد والتأثير على سلطات بريشتينا بشأن الوضع في كوسوفو، ووقف إلقاء المسؤولية على الصرب بشأن الحوادث في كوسوفو.

وفي بلغراد، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن 52 من المتظاهرين من الأقلية الصربية في كوسوفو أصيبوا في المواجهات التي جرت مع قوات حفظ السلام شمالي كوسوفو.

وجاءت تصريحات الرئيس الصربي خلال استقباله سفيري الصين وبيلاروسيا في بلغراد حيث أطلعهما على آخر التطورات شمال كوسوفو.

تدابير تهدئة

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه اتصل برئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي وبالرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وطالبهما باتخاذ تدابير لتهدئة الوضع في شمال كوسوفو.

وأكد بوريل، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي يدين أعمال العنف محذرا من أنها قد تؤدي إلى وضع خطير. وقال إنه يتوقع من سلطات كوسوفو أن تخرج قوات الشرطة من محيط البلديات في الشمال كخطوة أولى، وأن يهدأ المحتجون.

وتشهد كوسوفو (الإقليم الذي أعلن استقلاله عام 2008) مواجهات متكررة بالشمال حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدّي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بأكملها.

ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version