أغلقت إسرائيل الطرق في البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، مصدرة توجيهات للسكان هنا بالبقاء بالقرب من الملاجئ، وذلك بعد الضربات الجوية التي أسفرت، فجر الثلاثاء، عن مقتل قادة من الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى نساء وأطفال ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان أنه يتابع هذه المعلومات.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة، التي تديرها حركة حماس، نقلته وكالة فرانس، بمقتل فتاة لترتفع الحصيلة إلى 13 قتيلا، في حين  “أصيب نحو 20 مواطنا بجراح مختلفة حتى اللحظة” من جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة بالجهاد المدرجة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.

ووفق رويترز، نددت مصر بما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، إذ كانت القاهرة توسطت عدة مرات في السابق لوقف إطلا النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القطاع. 

وفي مؤشر على أنها تتوقع تصعيدا وشيكا، أغلقت إسرائيل الطرق في البلدات الإسرائيلية بالقرب من غزة، وأصدرت توجيهات للسكان هناك بالبقاء بالقرب من الملاجئ، وقالت إنها تستدعي بعض جنود الاحتياط. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي بطاريات صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية وهي تُنقل بالشاحنات إلى الجبهة الأمامية.

وقد يتوقف نطاق أي تصعيد على مشاركة نشطاء حركة المقامة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع، كما فعلوا في حرب عام 2021. وفي تحذير للحركة، قال يسرائيل كاتس عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر لمحطة 103 إف.إم. الإذاعية في تل أبيب إن مثل هذه المشاركة ستجعل قادة حماس هدفا للاغتيالات.

وفي وقت شهدت فيه الضفة الغربية المحتلة والقدس عنفا في الشوارع خلال العام الماضي، زادت عمليات تبادل إطلاق النار عبر حدود غزة، وكان أحدثها في أعقاب وفاة خضر عدنان أحد قادة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي بعدما دخل في إضراب عن الطعام أثناء احتجازه بأحد السجون الإسرائيلية.

وذكرت الجهاد أن القادة الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية هم جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين. والحركة المدعومة من إيران مدرجة في قوائم غربية للمنظمات المشتبه في تورطها في أعمال إرهاب.

وقال مسؤولون طبيون إن عشرة مدنيين بينهم أربعة أطفال وخمس نساء قتلوا أيضا في الضربات التي استهدفت مناطق سكنية في القطاع المكتظ حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني على مساحة 365 كيلومترا مربعا.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير عن مقتل مدنيين، في حين أبلغ متحدث باسم الجيش الصحفيين “نحن على علم بوقوع بعض الخسائر وسنعرف المزيد مع مرور اليوم”.

40 طائرة شاركت بالضربة

وقال الجيش الإسرائيلي إن 40 طائرة مقاتلة شاركت في الضربات الجوية التي وصفها “بالدقيقة”. وأضاف المتحدث “كان تضافرا بين المعلومات والتوقيت والطقس”.

وتابع أن الجيش استهدف عشرة مواقع لتصنيع الأسلحة والبنية التحتية من بينها ورش لصناعة الصواريخ وموقع لصناعة الخرسانة المستخدمة في تشييد الأنفاق، فضلا عن مجمعات عسكرية تابعة للحركة.

وأفاد مصدر أمني فلسطيني أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة غارات عنيفة على أهداف في قطاع غزة، من بينها منازل لقياديين في حركة الجهاد الإسلامي.

كما شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لسرايا القدس في مناطق مختلفة في قطاع غزة.

تفاصيل عن القتلى 

وفي بيانات منفصلة تم فيها تقديم تفاصيل عن كل من شخصيات حركة الجهاد الإسلامي الذين قتلوا، أكد الجيش الإسرائيلي أنه “سيواصل العمل من أجل أمن المدنيين في دولة إسرائيل”.

ولفت الجيش إلى أن غنام كان “من بين أعضاء المنظمة الأعلى رتبة” والذي “أوكلت له مهمة تنسيق نقل الأسلحة والأموال بين منظمة حماس الإرهابية” وحركته.

وأفادت إسرائيل أن البهتيني كان “مسؤولا عن الصواريخ التي أُطلقت تجاه إسرائيل في الشهر الماضي”.

وأما عز الدين، وهو في الأصل من سكان جنين في شمال الضفة الغربية، فكان مؤخرا “يخطط ويوجّه لعدة هجمات تستهدف” مدنيين إسرائيليين في الضفة الغربية. وأُفرج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، وأبعدته إسرائيل إلى غزة.

وأفاد مصدر في الجهاد الإسلامي فرانس برس بأن عز الدين كان ضمن وفد من الحركة سيتوجّه إلى القاهرة لحضور اجتماع الخميس، أُلغي اثر الضربات الإسرائيلية. 

ولفت هيشت إلى أن الجيش أصدر أوامر للسكان الإسرائيليين المقيمين على مسافة 40 كلم أو أقل عن الحدود مع غزة للمكوث في الملاجئ حتى مساء الأربعاء.

وأفاد الجيش لاحقا بأن قواته دخلت نابلس في شمال الضفة حيث أفاد سكان فرانس برس عن سماع دوي انفجارات خلال عملية الدهم.

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه “المجزرة المروعة ضد أهلنا في قطاع غزة.

وطالب الأمم المتحدة بإدانة “العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء شعبنا وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها قادة إسرائيل، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version