عقب شيوع الأنباء عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وعنصر أمن مصريّ بتبادل إطلاق نار على الحدود، السبت، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إّنها تُظهر ثغرة في السياج الحدوديّ أُحدثت من الجهة المصريّة قبل وقوع الاشتباك. 

لكن هذه الصورة منشورة في الحقيقة في نوفمبر 2022 مرفقة بأخبار عن حادثة تسلّل وسرقة في المنطقة الحدودية آنذاك.

يظهر في الصورة ما يبدو أنه سياج حدودي بأسلاك شائكة، وفيه ثغرة.

صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع من يونيو 2023 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر “الثغرة التي تسلّل منها المسلّحون (..)”.

وشارك هذا المنشور مئات المستخدمين على موقعي فيسبوك وإنستغرام بعد وقت وجيز على إعلان الجيش الإسرائيلي العثور صباح السبت على جثّتي جنديّين إسرائيليين قُتلا بالرصاص عند نقطة حراسة قرب قاعدة حاريف العسكريّة، التي تبعد نحو مئة كيلومتر من جنوب قطاع غزّة.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي ثالث وعنصر الأمن المصريّ الذي أطلق النار عليهم.

وفي القاهرة، أفاد متحدّث باسم الجيش المصري بأنّ عنصر أمن من صفوفه كان يُطارد مهرّبي مخدّرات وبأنّه اخترق الحدود.

وحسب الرواية المصريّة فإنّه “في أثناء المطاردة، قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادَلَ إطلاق النيران، ممّا أدّى إلى وفاة ثلاثة أفراد من عناصر التأمين الإسرائيليّين وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصريّ أثناء تبادل إطلاق النيران”.

وعدا عن التحقيق الجاري بالتعاون مع الجيش المصري، فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقًا لتوضيح كيف تمكّن المهاجم من عبور الحاجز الذي يرتفع أمتارًا عدّة على طول الحدود بين البلدين، حسب متحدّث عسكري.

وفي هذا السياق نُشرت هذه الصورة على مواقع التواصل على أنها تُظهر “الثغرة” التي أحدثها “المهاجمون” من الجهة المصريّة من الحدود، علماً أن بياني الجيشين المصري والإسرائيلي لم يتحدّثا سوى عن عنصر أمن واحد من الجهة المصريّة، وإن كان الجيش الإسرائيلي أشار إلى “عمليّات بحث لتحديد ما إن تمكّن مهاجمون آخرون من دخول الأراضي الإسرائيليّة”.

ما حقيقة الصورة؟

أما الصورة فلا شأن لها بكلّ ذلك.

فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها مُقتطعة من فيديو منشور في مواقع إخباريّة إسرائيليّة في نوفمبر من العام الماضي.

ونُشر الفيديو مرفقاً بخبر عن تسلّل لصوص إلى منطقة إسرائيلية حدوديّة، وما أثاره ذلك من قلق بين السكّان بشأن الإجراءات الأمنيّة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version