أكدت فصائل المقاومة في جنين أن العدوان الأخير على المدينة ومخيمها دليل على فشل الاحتلال في الوصول إلى رجال المقاومة والقضاء عليهم، بينما أعلنت الجزائر تقديم منحة مالية بقيمة 30 مليون دولار لإعادة إعمار جنين بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤوليتها عن عملية “كدوميم” التي قالت إنها رد سريع على عدوان الاحتلال وتغوله في مخيم جنين.

وانسحب جيش الاحتلال -الأربعاء- من جنين إثر عملية اقتحام استمرت يومين وأسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا ومقتل جندي إسرائيلي، فضلا عن خسائر كبيرة بالبنية التحتية.

وأكدت فصائل المقاومة في جنين -في بيان مصور- أن المقاومة قالت كلمتها عبر “صليات الرصاص والعبوات المتفجرة وكمائن الموت” وافتتحت المعركة بكمين حارة الدمج والسينما والجابريات، وواصلت بكل بسالة التصدي لهذا العدوان الغاشم على أكثر من محور.

وتابعت “ما حدث في معركة (بأس جنين) شكل صدمة للقريب والبعيد، وما كان هذا النصر إلا بعد سنين وجهد ودماء واصل فيه المجاهدون الليل بالنهار في الإعداد والتجهيز”.

وأضافت الفصائل أنها ستواصل الإعداد والتجهيز على كافة المستويات للتصدي للاحتلال عند كل اقتحام واعتداء، مؤكدة أن ما بعد معركة “بأس جنين” ليس كما قبله.

وشددت الفصائل الفلسطينية على أن خيار المقاومة باق لديها ما بقي الاحتلال، مؤكدة وحدة كافة فصائل المقاومة في مخيم ومدينة جنين.

منحة جزائرية

وفي سياق متصل، قال بيان للرئاسة الجزائرية “الرئيس عبد المجيد تبون قرر منح مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية، وذلك على إثر الاعتداء الهمجي الإجرامي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة”.

وأضاف البيان الجزائري أن الاعتداء الإسرائيلي خلف العديد من الضحايا بين الأشقاء الفلسطينيين العزل، وألحق دمارا في البنى التحتية مع تشريد العديد من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم بحثا عن ملاجئ آمنة.

وشدد على تضامن الجزائر الدائم مع نضال الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال، ومطالبته بحقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

من جانبه، تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببالغ الشكر والتقدير للرئيس تبون على قراره منح المساهمة المالية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن عباس أعرب عن تقديره لتبون وحكومته وشعب الجزائر الشقيق على الدعم السياسي والاقتصادي الذي تواصل الجزائر تقديمه لدعم الشعب الفلسطيني، ونصرة قضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال” دون الإشارة إلى إجراء اتصال بينهما.

عملية “كدوميم”

وفي وقت سابق، أكد جيش الاحتلال مساء أمس الخميس مقتل أحد جنوده بالرصاص في العملية التي نفذها فلسطيني قرب مستوطنة كدوميم غرب نابلس شمالي الضفة الغربية.

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن الجندي القتيل من لواء “جفعاتي” وكان قد أعلن قبل ذلك عن مقتل منفذ العملية.

وأضاف أن المهاجم فتح النار على قوات الأمن بعد أن أوقفت السيارة التي يستقلها لتفتيشها بالقرب من مستوطنة كدوميم، قبل أن يفر من مكان الحادث ويجري تتبعه وإطلاق النار عليه.

وقالت مصادر للجزيرة إن العملية أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة حارس بالمستوطنة التي يقيم فيها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش نفذ عمليات تمشيط في محيط هذه المستوطنة للاشتباه بوجود مرافقين للمهاجم.

وأظهرت صور قوات إسرائيلية كبيرة تقوم بتمشيط المنطقة بحثا عن مسلحين فلسطينيين آخرين محتملين.

من جهة أخرى، أفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال اعتقلت والد وشقيق منفذ الهجوم.

كتائب القسام تتبنى

في غضون ذلك، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إن عملية كدوميم جاءت لتؤكد من جديد جاهزية القسام والمقاومة للرد على العدوان على أي بقعة.

وأضاف -في تصريح أدلى به مساء اليوم- أن عمليات القسام في مستوطني كدوميم وعيلي وفي تل أبيب تؤكد جاهزيتها للرد على العدوان في أي مكان، قائلا إنه “عندما قالت كتائب القسام إن جنين ليست وحدها كانت تعي ما تقول جيدا”.

وكانت “القسام” أعلنت قبل ذلك مسؤوليتها عن عملية كدوميم، وأكدت استشهاد منفذها أحمد ياسين هلال غيظان من قرية قبية غرب رام الله.

وأضافت هذه الكتائب أن العملية “رد سريع على عدوان الاحتلال وتغوله على أهلنا وشعبنا في مخيم جنين” وتابعت أنها جاءت لتقول لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن “القسام” كادت أن تطرق باب بيته.

وقد أشادت حركة حماس بهذه العملية، وقالت إنها تأتي في إطار الرد المتواصل على عدوان الاحتلال وجرائمه المستمرة.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن “العملية الفدائية” بين قلقيلية ونابلس تطبيق عملي لما أعلنته المقاومة أن مخيم جنين لن يقاتل وحده.

وأضاف قاسم “على الاحتلال أن يبقى دائما في حالة انتظار لردود المقاومة على جرائمه بحق شعبنا ومقدساته”.

بدورها، باركت حركة الجهاد الإسلامي هذه العملية ووصفتها بالبطولية، وقالت إنها تأتي ردا على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

كما أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعملية كدوميم، وقالت إنها تأتي ردا على جرائم الاحتلال في جنين، وأضافت في بيان لها أن الشعب الفلسطيني ماض في عملياته البطولية والنوعية لصد مخططات الاحتلال.

في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي إن الحكومة ستعمل على تسريع خطط بناء 1100 وحدة استيطانية بالقرب من موقع الهجوم في مستوطنة كدوميم.

وأضاف سموتريتش “أقول لحماس إنني لست خائفا منها، وسأواصل العمل في الحكومة للسماح لقواتنا بتدميرها”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version