لا تتظاهر محترفة التنس المصرية ميار شريف بأنها خبيرة في ملف سجل المملكة العربية السعودية في مجال حقوق المرأة، بخلاف قولها: “أعلم أنه ليس الأفضل”.

ما قالته شريف، التي ظهرت لأول مرة في بطولة ويمبلدون هذا الأسبوع، هو أنها تعتقد أنه يمكن اتخاذ خطوات إيجابية في هذا المجال إذا اتبعت رياضة التنس مسار الغولف والرياضات الأخرى من خلال التعامل مع المملكة أو المنافسة فيها.

تقول شريف في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس إن “حقوق المرأة في العالم العربي بحاجة إلى التحسن.. إذا بدأت في تغيير هذا من الخارج عن طريق إدخال البطولات، وبدأت في خلق جو مختلف، فسيكون هذا مفيدا”.

وتضيف شريف “إذا وضعت نساء يرتدين التنانير في الملعب، فربما ترى فتاة شابة من السعودية المباريات هناك وتقول أريد أن ألعب التنس.. أريد أن أكون مثل هؤلاء الفتيات.. وهذه طريقة لتغيير طريقة العقلية”.

شريف ليست وحدها التي تأمل في هذا النوع من التأثير في السعودية، البلد الذي تقول جماعات حقوق الإنسان إن النساء فيه ما زلن يواجهن التمييز في معظم جوانب الحياة الأسرية، وتعتبر فيه المثلية الجنسية من المحرمات الرئيسية، كما هو الحال في معظم أنحاء الشرق الأوسط. 

تقول لاعبة التنس الشهيرة والمدافعة عن حقوق الإنسان بيلي جين كينغ: “لا أعتقد أنك ستتغير حقا ما لم تشارك”.

وأضافت في تصريحات الأسبوع الماضي “بخلاف ذلك فإن هذا يعني أن الخطوة مجرد محاولة للغسيل الرياضي، حيث تستغل السعودية ودول أخرى مثل روسيا والصين وقطر الرياضة لتحسين صورتها العامة”، مشيرة إلى أن “من الواضح أن التنس سيكون هو التالي”.

تقول أسوشيتد برس إن اتحاد لاعبي التنس المحترفين يعمل على إبرام صفقة لإقامة نهائيات بطولة الجيل القادم، وهي بطولة استعراضية سنوية للاعبي التنس الشباب، في السعودية. 

وتضيف أن زيارة رئيس اتحاد لاعبات التنس المحترفات ستيف سيمون إلى المملكة مع بعض اللاعبين في فبراير الماضي واعترافه الأسبوع الماضي بأن منظمته “ستستمر في إجراء محادثات” مع السعوديين، تجعل الأمر يبدو كما لو أن بطولة السيدات ستقام هناك أيضا.

تقول اللاعبة الروسية داريا كاساتكينا، التي وصلت لنصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة 2022 وصرحت العام الماضي بأنها مثلية الجنس، إن “المال يتحدث في عالمنا الآن”.

في السنوات الأخيرة، شرعت السعودية بإجراء إصلاحات اجتماعية واسعة النطاق، بما في ذلك منح المرأة الحق في قيادة السيارات، وتخفيف القوانين المتعلقة بولاية الرجل على المرأة.

ومع ذلك لا يزال يُطلب من الرجال والنساء ارتداء ملابس محتشمة، ولكن تم تخفيف القيود بشكل كبير وكذلك همشت صلاحيات شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كما تم تخفيف إجراءات الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، حيث بات بإمكان الرجال والنساء حضور عروض الأفلام والحفلات الموسيقية، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات فقط.

ومع ذلك، لا تزال المملكة تعاقب العلاقات الجنسية المثلية بالإعدام أو الجلد، على الرغم من ندرة الملاحقات القضائية، وكذلك تحظر السلطات جميع أشكال مناصرة مجتمع الميم، بل ومصادرة الألعاب والملابس الملونة بألوان قوس قزح.

وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل جزئيا، تدرك النساء في السعودية وأماكن أخرى في العالم العربي الفجوة بين حياتهن وحياة النساء في المجتمعات الأقل تقييدا. 

لكن النساء السعوديات اللواتي يسعين للحصول على بعض الحرية لأنفسهن تعرضن للعقاب، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وتضيف أنه “حتى مع قيام السلطات بسن الإصلاحات، إلا أنها شنت حملة قمع شديدة ضد أي شكل من أشكال المعارضة السياسية، واعتقلت ناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهن من المنتقدين وحكمت عليهن بالسجن لفترات طويلة وكذلك فرضت حظر سفر عليهن، أحيانا لمجرد نشرهن بضع تغريدات”.

تقول بطلة التنس العالمية فيكتوريا أزارينكا، في تعليق على محاولات السعودية الدخول في عالم التنس، إنه “يمكن النظر إلى الأمر من منظور سلبي وإيجابي.. وأنا لا أعتقد أن الأمور سوداء وبيضاء”.

وتضيف: “نحن بحاجة إلى مساعدة مالية لتحسين مستوى الجوائز.. لكن يجب أيضا أن ننظر للمسألة من باب: كيف يمكننا أن نكون مفيدين؟ وأين يمكن أن نذهب لإحداث التغيير؟”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version