حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في تقرير حديث نشر، الخميس، من هول معاناة الأطفال السودانيين، وقالت إن “مستقبل السودان في خطر”، نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ووصل عدد الأطفال النازحين بسبب الحرب في السودان إلى أكثر من مليون طفل فيما قتل أكثر من 330 طفلا وأصيب 1900 على الأقل بجراح وفق تقارير موثوقة تلقتها منظمة اليونيسف.

وأشارت المنظمة الأممية إلى تعذر الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، مما يترك أكثر من 13 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وقالت ممثلة اليونيسف لدى السودان، منديب أوبراين، إن “مستقبل السودان في خطر، ولا يمكننا قبول استمرار فقدان ومعاناة أطفاله. يعيش الأطفال في كابوس لا ينتهي، يحملون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم يد في صنعها، يقعون في مرمى النيران، يتعرضون للإصابة والإساءة والنزوح والأمراض وسوء التغذية”.

وأكدت أوبراين أن اليونيسف مستعدة لدعم الأطفال السودانيين بالتعاون مع شركائها، ولكنها شددت على الحاجة إلى ضمان الوصول الآمن غير المقيد والأمن في جميع المناطق التي يحتاج فيها الأطفال إلى مساعدة عاجلة.

وأعربت اليونيسف عن القلق بشكل خاص بشأن الوضع في دارفور. وقالت إن انقطاع الاتصالات المستمر والقيود المفروضة على الوصول تؤدي إلى محدودية المعلومات الموثقة حول الوضع.

ويقدر أن حوالي 5.6 مليون طفل يعيشون في ولايات دارفور، ومن المقدر أن نحو 270 ألف طفل نزحوا حديثا بسبب القتال حتى الآن.

وقالت المنظمة الأممية المعنية بدعم الأطفال إن الوضع في ولايتي غرب ووسط دارفور يتسم بالقتال النشط والوضع الأمني السيء ونهب إمدادات ومرافق الإغاثة.

ويتوقع أن نحو 15 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في ولاية غرب دارفور.

وفي ولاية وسط دارفور، لا تعمل خدمات التلقيح وسلسلة التخزين الباردة. وتم نهب وتدمير اللقاحات والإمدادات، مما يعرض الأطفال إلى خطر كبير للإصابة بالأمراض.

وفي ولاية شرق دارفور، أدى نقص الموارد الصحية، بما في ذلك نقص الكهرباء والأوكسجين وحاضنات الأطفال العاملة، إلى وفاة ستة أطفال في “مستشفى الضعين”، خلال شهر مايو الماضي.

ودعت اليونيسف جميع أطراف النزاع إلى إعطاء الأولوية لسلامة ورفاه الأطفال، وضمان حمايتهم، وتمكين وصول الإغاثة الإنسانية بدون عوائق إلى المناطق المتضررة.

إدانة أميركية

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، أن الولايات المتحدة تدين “بأشد العبارات” ما وصفتها بانتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان و”العنف المروع” في السودان خلال الحرب المستمرة منذ شهرين تقريبا في البلاد.

وقال المتحدث، ماثيو ميلر، في بيان إن الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص من تقارير عن أعمال عنف عرقي ترتكبها قوات الدعم السريع شبه العسكرية وجماعات مسلحة متحالفة معها في غرب دارفور.

وتسبب القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بنزوح أكثر من 2.2 مليون شخص ومقتل ما لا يقل عن ألف شخص.

وأضاف ميلر “الفظائع التي تحدث اليوم في غرب دارفور ومناطق أخرى تذكير مشؤوم بالأحداث المروعة التي جعلت الولايات المتحدة تخلص في 2004 إلى أن إبادة جماعية ارتكبت في دارفور”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدين على وجه التحديد مقتل والي غرب دارفور، خميس أبكر، الأربعاء، بعد أن اتهم قوات الدعم السريع وقوات أخرى بارتكاب إبادة جماعية.

وقال ميلر إنه في حين أن الفظائع “منسوبة في المقام الأول إلى قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة التابعة لها، فإن القوات المسلحة السودانية فشلت في حماية المدنيين وأفادت تقارير بأنها أثارت الصراع من خلال تشجيع التعبئة القبلية”.

وبدأ الجيش وقوات الدعم السريع، وهما الطرفان اللذان أطاحا معا بالرئيس، عمر البشير، في 2019، قتالا في قلب العاصمة الخرطوم في 15 أبريل الماضي، بعد خلاف حول دمج قواتهما في إطار انتقال جديد إلى الديمقراطية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version