في مطلع يونيو، بدأت شواطئ مدينة أوديسا المتلألئة باستعادة بريقها، واتجه الأوكرانيون نحوها لقضاء العطلة الصيفية رغم حظر السباحة في البحر، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

كان مسؤولو المدينة المطلة على البحر الأسود منشغلون بمحاولة إزالة الألغام البحرية للسماح للناس بالاستمتاع بشواطئ المدينة عقب 14 شهرا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

يحاول مسؤولو الطوارئ تركيب شبكات واقية من الألغام البحرية في المياه تماما مثل الشباك التي تحمي السباحين من أسماك القرش، لكنهم قالوا إنه لا يوجد نظام يمكنه كبح سيل كل النفايات التي تضرب الشواطئ الآن.

ووضعت روسيا أوديسا، عاصمة جنوب غرب البلاد والمرفأ الرئيسي في هذه المنطقة، على رأس أولوياتها في بداية الحرب دون أن تتمكن من الاقتراب منها. 

وسلطت “نيويورك تايمز” الضوء في تقريرها على الآثار الناجمة عن تفجير سد كاخوفكا، والذي ساهم في إغلاق شواطئ مدينة أوديسا مجددا.

ووجه تدمير ضربة مريرة لأوديسا التي تعاني بالفعل من ضربات صاروخية روسية متكررة وفقدان مينائها على البحر الأسود مع منع أغلب السفن المحملة بالحبوب من الإبحار بسبب الحصار الروسي.

وأطلق الانفجار سيلا من المياه يندفع عبر نهر دنيبرو ويغمر البلدات والقرى في جميع أنحاء جنوب أوكرانيا. 

وغمرت المياه آلاف المنازل والشركات ودُمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الغنية، ومن المرجح أن تستغرق التكلفة البيئية والاقتصادية الكاملة سنوات لقياسها.

كما حملت الفيضانات أكواما من الأنقاض إلى البحر الأسود قطعا من المباني والأشجار والأجهزة والقوارب وجثث الماشية وحتى معدات الحرب مثل الألغام الأرضية التي زرعتها القوات الروسية والأوكرانية بالقرب من النهر، بحسب الصحيفة.

ويحمل المد والجزر الكثير من تلك الأنقاض إلى أوديسا، إلى جانب مواد كيميائية سامة تلوث شواطئ المدينة الشهيرة وغيرها من المجتمعات الساحلية.

“الأمر محزن للغاية”

وحذرت وكالة حرس الحدود الأوكرانية، الأسبوع الماضي، من أن “البحر يتحول إلى مكب نفايات ومقبرة للحيوانات”، لافتة إلى أن “عواقب الإبادة البيئية مروعة”.

وقالت إن “وباء الأسماك الميتة” اختلط بين المنازل والأثاث والألغام والذخيرة التي انجرفت إلى الشاطئ.

وأعلن مجلس مدينة أوديسا يوم السبت حظر السباحة في جميع شواطئ المدينة، مشيرا إلى “خطورتها على صحة المواطنين”.

وقال الفرع المحلي لخدمة الطوارئ الحكومية إنه في الأيام القليلة الماضية، جرفت الألغام من نهر دنيبرو إلى الشاطئ في أوديسا، على بعد أكثر من 160 كيلومترا. 

وعثر على لغم واحد على الأقل من قبل أحد السكان الذي اعتقد أنها كانت أسطوانة غاز الطهي وجلبها لمنزله. وقالت الوكالة: “لقد أحضرها إلى المنزل، ولكن لحسن الحظ اتصل بعمال إزالة الألغام”.

وقال إيغور أوكس، مدير الإبداع بمركز ثقافي دولي جديد في أوديسا، إن المدينة بدون مينائها تشبه الجسد بلا أطرافه، مضيفا أن عدم القدرة على الاستمتاع بالبحر يشبه اقتلاع القلب.

قبل تدمير السد، قال العديد من سكان أوديسا إنهم مستعدون للعودة مجددا للشواطئ والسباحة في البحر، على الرغم من المخاطر.

وقالت أولينا، 40 عاما، التي كانت على الشاطئ مع ابنها البالغ من العمر 7 سنوات في أوائل يونيو، إنها كانت تقترب من البحر “بشكل تدريجي”.

وأضافت “جئت أولا إلى ممشى البحر”، مشيرة إلى الطريق المعبّد خلف الرمال ثم إلى الشاطئ وأخيرا البحر. وتابعت: “بالطبع، نحن خائفون، ولكن حان الوقت لقضاء عطلة الصيف وسيكون الأمر محزنا للغاية بدون البحر”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version