واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة عمليتها العسكرية في مخيم جنين لليوم الرابع بعد أن فرضت عليه حصارا شاملا، في حين قالت المقاومة إنها خاضت اشتباكات ضارية بالمخيم وفي بلدة قباطية القريبة شمالي الضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال فرضت حظر التجوال في المخيم من ساعات المساء وحتى الصباح، كما أغلقت كل المنافذ المؤدية إليه.

وأضافت المصادر أن القوات المهاجمة لا تزال تحاصر المراكز الطبية والمستشفيات في المخيم.

وتابعت أن جرافات الاحتلال هدمت اليوم المزيد من المنازل، في وقت ذكر فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن مسنّا فلسطينيا أصيب برصاص الجنود الإسرائيليين في المخيم.

وصباح اليوم، حلّقت طائرات مسيرة إسرائيلية بكثافة في سماء المخيم، بحسب مصادر فلسطينية.

ومساء أمس الخميس دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إضافية من الجنود والآليات إلى محيط المخيم.

وكان جيش الاحتلال بدأ الثلاثاء الماضي عملية عسكرية أطلق عليها “السور الحديدي”، وقال إنها تستهدف القضاء على ما يمسيه الإرهاب، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية المسلحة بالمخيم.

وحتى الآن أسفر الهجوم عن استشهاد 12 فلسطينيا -اثنان منهم في قرية برقين غرب جنين- وإصابة أكثر من 50 واعتقال عشرات آخرين.

اشتباكات ضارية

في غضون ذلك، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين اليوم الجمعة إنها خاضت مع كتائب القسام وشباب الثأر والتحرير معارك ضارية ضد قوات الاحتلال في مخيم جنين.

وأضافت السرايا أن المقاتلين أمطروا القوات المهاجمة بزخات من الرصاص، وفجروا عبوات في قوات المشاة محققين إصابات مؤكدة.

وبالتوازي مع حصارها مخيم جنين، توغلت قوات الاحتلال صباح اليوم في بلدة قباطية الواقعة جنوبي المحافظة، وحاصرت منزلا بالبلدة.

وقالت مصادر للجزيرة إن القوات انسحبت من محيط المنزل المحاصر بعد اتضاح أنه فارغ من السكان، مشيرة إلى أنها اعتقلت شابا ودمرت الدوار الرئيسي للبلدة قبل انسحابها من المنطقة.

وقالت سرايا القدس-كتيبة جنين إن عناصرها بقباطية خاضوا “معارك ضارية” ضد القوات الإسرائيلية في محيط المنزل المحاصر، وفجروا عبوة ناسفة بآلية عسكرية في محور القدس محققين إصابات مؤكدة.

كما اقتحمت قوات إسرائيلية فجر اليوم بلدتي عرابة واليامون شمال وغرب جنين، ونفذت فيهما مداهمات أسفرت عن اعتقال شاب واحد على الأقل.

ولا تزال قوات الاحتلال تتمركز في محيط مخيم جنين، وأبدى نائب محافظ جنين -في تصريحات لوكالة الأناضول- خشيته من حدوث اجتياح كامل للمخيم.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال تُسمع بين الحين والآخر في أطراف المخيم، كما قالت مصادر للجزيرة إن مقاومين استهدفوا قوات إسرائيلية بعبوة ناسفة في شارع الناصرة بجنين.

وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أكدتا في الساعات الماضية أنهما تخوضان اشتباكات ضارية ضد القوات المتوغلة، مؤكدتين تحقيق إصابات في الجنود الإسرائيليين وآلياتهم.

وأقر الجيش الإسرائيلي أمس الخميس بإصابة جندي خلال اشتباك مع مقاوميْن تحصنا في منزل وانتهى باستشهادهما.

فلسطينيون أجبرتهم قوات الاحتلال المهاجمة على إخلاء منازلهم بالمخيم (الأوروبية)

تهجير وقمع

ومنذ بدء العملية العسكرية في مخيم جنين، هجّرت قوات الاحتلال مئات السكان من منازلهم، واستخدمت أساليب وصفها الفلسطينيون بالقمعية.

وكانت مصادر من داخل المخيم قالت إن القوات المتوغلة أخضعت الأهالي للمرور عبر أجهزة للتعرف على بصمات العين والوجه بهدف اعتقال من قالت إنهم مطلوبون لها، تزامنا مع الحصار المشدد الذي تفرضه على المخيم.

كما أكدت مصادر من داخل المخيم للجزيرة أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الشبان، ولم يُعرف مصيرهم بعد.

ووفق مصادر محلية، فإن طائرات “كواد كابتر” الإسرائيلية تهدد كل من يتحرك من الفلسطينيين في المخيم.

و”كواد كابتر” طائرة مروحية مسيرة طورها جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستخدمت بكثافة منذ بدء معركة طوفان الأقصى في عمليات استخبارية، واستهداف المدنيين.

وخلال توغلها المستمر، نفذت القوات المهاجمة عمليات هدم وحرق للمنازل والمركبات، خاصة في منطقتي الجابريات والغُبَّزْ، وحوّلت بعض المباني لثكنات عسكرية، كما واصلت الجرافات تخريب البنية، وفقا لمصادر محلية فلسطينية.

وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال تنفذ إعدامات ميدانية في جنين ومخيمها، مؤكدا أن هذه العمليات الانتقامية عقاب جماعي، هدفه تقويض أي حالة مقاومة ضد الاحتلال.

ومع تسارع وتيرة الحملة العسكرية شمالي الضفة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن قواته مستعدة لتنفيذ سلسلة عمليات في مخيم جنين، مضيفا أن هذه العمليات ستغير وضع المخيم، وفق تعبيره.

من جهته، قال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إن إسرائيل تواجه حربا متعددة الجبهات، وحان الوقت للعمل لهزيمة “الإرهاب” في شمالي الضفة الغربية.

اقتحامات واعتقالات

في تطورات ميدانية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت الليلة الماضية 15 فلسطينيا في الضفة الغربية.

وكانت مصادر قالت للجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجر اليوم الجمعة 3 فلسطينيين من أسرة واحدة خلال اقتحامها بناية سكنية في الجبل الشمالي من مدينة نابلس شمالي الضفة قبل أن تنسحب من المنطقة.

وبالإضافة إلى نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مدينة طولكرم القريبة واعتقلت شابا، كما اقتحمت القوات مخيم عين السلطان في أريحا.

وشملت الاقتحامات بلدة عناتا شمال القدس المحتلة، حيث جرى اعتقال 15 شابا واستجوابهم لعدة ساعات، بالإضافة إلى دهم المنازل والمحال التجارية.

ووسط الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة عين يبرود قرب رام الله، كما امتدت الاقتحامات جنوبا إلى بلدات في الخليل بينها دورا.

وعقب عملية طوفان الأقصى، تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6700، واعتقال أكثر من 14 ألفا آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version