تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، وهو يلقي خطابا، زعمت الترجمة المرافقة له أنه يتحدث عن الجزائر.

ويظهر في الفيديو هرتسوغ وهو يلقي كلمة ووراءه أعلام إسرائيل.

وبحسب الترجمة الزائفة، عبر هرتسوغ عن “قلقه من قوّة الجزائر وإمكان تشكيلها خطرا على بلده”. 

ومما جاء في الترجمة المزعومة إلى العربية المكتوبة أسفل الشاشة “إني أُحذر من دولة الجزائر، التي تُصبح أقوى بجيشها (..) ونحن متخوفون من قدرتهم على امتلاك سلاح نووي”.

وتضيف الترجمة المزعومة “بامتلاكهم (الجزائريون) لأسلحة فتّاكة، سوف تكون نهاية إسرائيل قريبة”.

وحصد هذا الفيديو مئات آلاف المشاهدات على مواقع التواصل باللغة العربيّة.

لكن المشاهد مقتطعة من خطاب ألقاه قبل أشهر، كان يتحدث عن الإصلاحات القضائيّة التي أثارت جدلاً وانقساما واسعا بين الإسرائيليين، ولم يأت على ذكر “خطر الجزائر”.

ولا تقيم الجزائر أي علاقات مع إسرائيل، بل تعد دولة داعمة تاريخيا للقضية الفلسطينية.

ترجمة محرّفة 

المشاهد المنتشرة، هي بالفعل جزء من خطاب ألقاه هرتسوغ في الثاني عشر من فبراير الماضي، لكن المحتوى مخالف تماما عن المزاعم التي أشارت إليها الترجمة

ويمكن ملاحظة أن المشاهد الواردة في الفيديو المتداول هي نفسها المشاهد الموجود في الثواني الأربعين الأولى من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإسرائيلي في فبراير.

كان هرتسوغ يتحدّث في هذه المشاهد عن الانقسام الحادّ الحاصل في المجتمع الإسرائيلي بسبب تعديلات اقترحتها حكومة بنيامين نتانياهو على النظام القضائيّ، ولم يأت على ذكر الجزائر.

وممّا جاء في كلامه في هذه المشاهد إن مواطنين طلبوا منه التدخّل لوقف “الجنون” والانقسام الحاصل بسبب مشروع الحكومة إقرار حزمة إصلاحات اُعلنت في يناير الماضي، ولقيت احتجاجات واسعة مستمرّة.

والخطة التي تريد حكومة رئيس الوزراء اليمينية المتشددة تطبيقها، تحدّ من سلطة المحكمة العليا وتعطي البرلمان سلطات أكبر في اختيار القضاة.

وتعتبر المعارضة هذه الخطّة تهديداً للديمقراطية، كما أثارت قلق عدد من حلفاء إسرائيل أبرزهم الولايات المتحدة.

وكان نتانياهو أعلن تجميد تلك الإصلاحات في مارس قبل أن تبدأ الأحزاب محادثاتها حولها.

🔴 Israeli President Herzog delivers 'special address to the nation'

في هذا السياق، ألقى الرئيس الإسرائيلي خطابه في 12 فبراير حول مشروع حكومة نتانياهو والانقسام الحادّ حوله، وقد عمد مروّجو الأخبار المضلّلة لاقتطاع مشاهد من الخطاب وتركيب ترجمة مُختلقة، بما يوحي بأنّه كان يتحدّث عن قلقه من الجزائر وقوّتها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version