اتّخذت معركة إسرائيل مع حزب الله، الأربعاء، بعدا ملموسا بالنسبة إلى سكان تل أبيب الذين استيقظوا على دوي صفارات الإنذار بعدما أطلق التنظيم اللبناني صاروخا بالستيا باتجاه مدينتهم.

ولم يكن لدى السكان متسع من الوقت للاحتماء إذ إن صفارات الإنذار انطلقت عند الساعة 6:30 صباحا.

وقال آلون نويباخ المقيم في ضواحي تل أبيب التي تعد العاصمة الاقتصادية لإسرائيل في تصريح لوكالة فرانس برس “هرعنا إلى الملجأ في الطابق السفلي، نزلنا نحو ثلاثة طوابق، بالطبع كان الأمر مخيفا جدا”.

يقع مكتب نويباخ بجوار مقر لجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية) استهدفه حزب الله بصاروخه الذي أعلن الجيش اعتراضه.

وأعرب نويباخ وهو عامل تقني يبلغ 41 عاما عن “خوف أكبر” من جراء هذه الصواريخ “لأني أعرف أنها أكثر قوة وأكثر دقة”.

في تصريحاته قارن نويباخ بين ترسانتي حزب الله وحليفته حركة حماس التي تطلق صواريخ باتجاه تل أبيب منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر.

ومع مرور نحو عام على بدء الحرب في غزة، قال نويباخ “سئمت نوعا ما الخوف والتوتر، لذلك… أفعل ما أفعله”، ليتوجّه بعد ذلك إلى مكتبه.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفرانس برس في القدس “إنها المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أطلقه حزب الله الى منطقة تل أبيب”.

واضطر ملايين الأشخاص للتوجه إلى الملاجئ، وفق المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر.

وقال مينسر “كان هذا صاروخا بعيد المدى أطلقه حزب الله بشكل عشوائي باتجاه ملايين من أبناء شعبنا”.

كثر من سكان تل أبيب كان رد فعلهم مماثلا لنويباخ، فبعد الخوف عادت الأمور إلى طبيعتها في المدينة.

وتوجّه العمال إلى مراكز عملهم ورواد البحر إلى شواطئ المتوسط، وامتلأت مجددا المتنزهات والمقاهي.

وقالت نوعام نادلر وهي طالبة تبلغ 27 عاما، في تصريح لفرانس برس في تل أبيب إنها من شمال إسرائيل حيث تسقط يوميا صواريخ يطلقها حزب الله.

وأعلنت نجمة داوود الحمراء، جهاز الإسعاف الإسرائيلي، إصابة شخصين في الشمال بشظايا، أحدهما بجروح خطرة والآخر بجروح متوسطة.

وقالت نادلر “عشت في الشمال غالبية حياتي لذا أعتقد أني معتادة على هذا الأمر”.

وأضافت “لكن بلوغ (صواريخ) وسط الدولة هو بالطبع أمر يثير خوفا أكبر”.

على غرار نويباخ، هرعت نادلر إلى الملجأ، وقد دفعها هذا الأمر إلى التفكير بأن ما يحصل “هو ربما تمهيد لضربة أكبر، لذا فإن كل شيء يزداد حدة”.

وقالت هيدفا فضلون وهي متقاعدة تبلغ 61 عاما، إن لا فرق بالنسبة إليها إن كان مصدر الصواريخ غزة أو لبنان.

وأضافت “اعتدنا على ذلك، سواء مصدرها الجنوب أو الشمال، لا فرق، الصواريخ هي صواريخ”.

وتابعت “إنها تثير الخوف والتوتر والانزعاج بالقدر نفسه. لا أعتقد أن أحدا في العالم يرغب بالعيش على هذا النحو”.

والأربعاء، أعلن حزب الله للمرة الأولى منذ فتحه جبهة “إسناد” لحماس، إطلاق صاروخ بالستي على إسرائيل.

فمنذ الثامن من أكتوبر يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله على نحو شبه يومي القصف عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان.

في مدينة صفد في شمال إسرائيل حيث تسبّبت رشقات صاروخية أطلقت هذا الأسبوع بأضرار، روى يوري فليغلمان ما جرى لدى سقوط صاروخ على منزل مجاور في ضواحي المدينة صباح الأربعاء، قائلا  “وقع انفجار ضخم وسمعنا مخلفات تسقط على سطحنا”.

لكن فليغلمان يصر على أنه لن يغادر منزله.

وقال “لا أريد المغادرة، سأقاتل حزب الله”.

وأدى هجوم حماس الذي أشعل الحرب في غزة إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة.

ومن بين 251 شخصا خطفوا، ما زال 97 شخصا محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم.

وعلى الأثر، توعدت إسرائيل بتدمير حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007، ونفذ جيشها هجوما مدمرا على غزة تسبب بكارثة إنسانية وخلف 41495 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version