“الألم، والصراخ، والدم، والخوف” جميعها كلمات سلبية أصبحت أول ما يتبادر إلى أذهان الطالبات عندما يفكرن في الولادة، رغم أن معظمهن لم يرين امرأة تلد في السابق.

وتشير دراسة استقصائية حديثة إلى أن العديد من النساء لديهن خوف شديد من الولادة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، التي أوضحت في تقرير، الثلاثاء، أنه رغم أن ظاهرة “توكوفوبيا” لا تتم دراستها بشكل كاف في الولايات المتحدة، فإنها قد تكون شائعة جدا، لاسيما بين النساء ذوات الأصول الأفريقية والمجتمعات الفقيرة.

وبدافع الفضول حول كيفية تأثير المواقف والتوقعات الثقافية على التجربة الجسدية للولادة ونتائجها، بدأت عالمة الأنثروبولوجيا في كلية دارتموث الأميركية، زانيتا ثاير، دراستها لتقييم انتشار ظاهرة “توكوفوبيا”، وهو المصطلح الطبي للخوف المرضي من الولادة.

ووفقا لـ”نيويورك تايمز”، تمت دراسة “توكوفوبيا” جيدا في الدول الاسكندنافية، وبناء على ذلك تخضع النساء الحوامل لفحوصات معينة لاكتشاف الحالة وتقديم العلاج، لكن تم إجراء القليل من الأبحاث في الولايات المتحدة.

ووجدت الدراسة الاستقصائية، التي نُشرت نتائجها في المجلة العلمية “إيفوليوشن، ميديسين، أند بابليك هيلث”، بحسب الصحيفة، أن غالبية النساء الأميركيات أصيبن برهاب التوكوفوبيا في الأيام الأولى من وباء “كوفيد-19″، إذ أبلغ 62 بالمئة من المستجيبين الحوامل عن مستويات عالية من الخوف والقلق بشأن الولادة.

وقال علماء آخرون يدرسون الولادة إن مستويات الخوف في الولايات المتحدة أعلى من تلك التي تم الإبلاغ عنها في أوروبا وأستراليا، والتي تقل عن 20 بالمئة. لكنهم أشاروا إلى أن ظروف الولادة في الولايات المتحدة مختلفة وأن ظروف الوباء ربما فاقمت المخاوف.

وأوضحت الدراسة أن هذا الخوف المرضي الشديد يدفع النساء إلى إجراء عمليات قيصرية غير ضرورية أو الامتناع عن الحمل، بحسب الصحيفة.

وقالت أكثر من 80 في المئة من النساء إنه بسبب الوباء، فقد كن قلقات من عدم تواجد الأشخاص الداعمين لهن في المستشفى أثناء المخاض، كما شعرن بالخوف الشديد من إصابتهن بكوفيد واحتمال نقله لأطفالهن، وفقا للصحيفة.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الأمهات من أصول أفريقية، اللائي يواجهن ما يقرب من ثلاثة أضعاف خطر الوفاة بسبب المضاعفات المرتبطة بالحمل، كن أكثر عرضة بمرتين للإصابة برهاب التوكوفوبيا لخوفهن الشديد من الولادة أكثر من الأمهات البيض.

وفي الولايات المتحدة، تعاني النساء ذوات الأصول الأفريقية من الولادات المبكرة أكثر من أي عرق أو مجموعة عرقية أخرى، وذلك بمعدل أعلى بنحو 50 في المئة من النساء البيض، بسبب زيادة مخاوفهن من عدم تواجد أشخاص داعمين بصحبتهن، بالإضافة إلى سوء أوضاعهن المالية.

ونتيجة لذلك، ذكرت “نيويورك تايمز” أن حوالي 14 في المئة من الأطفال السود يولدون قبل الأوان مقارنة بأكثر من 9 في المائة بقليل من الرضع البيض وذوي الأصول الأسبانية.

كما وجدت الدراسة أن النساء المصابات برهاب التوكوفوبيا كن أكثر عرضة للولادة المبكرة أو ولادة طفل قبل 37 أسبوعا من الحمل.

ومن المرجح، بحسب الدراسة التي نشرتها الصحيفة، أن يعاني حديثو الولادة من مشاكل صحية ويكونوا أكثر عرضة للإصابة بالعجز والوفاة، وغالبًا ما يقضون الوقت في العناية المركزة.

المصدر: خليجي 360

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version