أصر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الأربعاء، على أن المجموعة المسلحة التي توغلت لروسيا عبر حدودها مع أوكرانيا “مكونة من إرهابيين أوكرانيين” حسب زعمه، بينما تؤكد مصادر متطابقة على أن الأمر يتعلق بـ”فيلق الحرية لروسيا” وهي مجموعة مناوئة للكرملين، مؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

وكانت هذه المجموعة التي تصنفها روسيا بـ”الارهابية” أيضا، تبنت توغلات منطقة بيلغورود الحدودية، بينما تتهم روسيا، كييف، بالوقوف وراء هذا الهجوم.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه “ربما شاركت مجموعة أخرى مماثلة تسمى فيلق المتطوعين الروس في ذات العملية”.

ونفت السلطات الأوكرانية أي ضلوع لها في الهجوم، بينما أعلنت المجموعتان السالف ذكرهما عن مسؤوليتهما عن التوغل والهجوم. 

من هي هذه المجموعات، كم عدد المنتسبين إليها.. وما هدفها؟

تتكون هذه المجموعات المسلحة من مقاتلين روس، معارضين للحرب على أوكرانيا، وفق ما نقلته وسائل إعلام عن أحد قائديها.

وقال “فيلق الحرية لروسيا” عبر تلغرام، الثلاثاء، إنه وفيلق المتطوعين الروس، “يواصلون تحرير منطقة بيلغورود!”.

وصف المنشور مقاتلي المجموعتين بـ “المتطوعين الوطنيين” وأوضح أن روسيا عرضة لأي هجوم لأن “ليس لديها احتياطات للرد، فجميع العسكريين قتلوا أو جرحوا أو هم في أوكرانيا”.

و قال أحد مقاتليها، في بيان بالفيديو سجله مع زملائه قبل الانطلاق في غارة عبر الحدود على وطنه الأم: “روسيا ستكون حرة”.

وكانت شبكة أخبار “سي أن أن” أجرت مقابلة مع نفس المقاتل في ديسمبر الماضي، بينما كانت المجموعة تقاتل إلى جانب أوكرانيا ضد الهجمات الروسية على مدينة باخموت.

وقال الرجل وقتها: “منذ اليوم الأول للحرب، أخبرني قلبي، وهو قلب رجل روسي حقيقي، مسيحي حقيقي،  أنه يجب أن أكون هنا للدفاع عن شعب أوكرانيا”. 

وتابع هذا المقاتل الذي يرمز لنفسه باسم “قيصر” عن انضمامه للقتال إلى جانب أوكرانيا: “لقد كان قرارا صعبا للغاية.. استغرق الأمر مني عدة أشهر للانضمام أخيرًا إلى صفوف المدافعين عن أوكرانيا”.

وكشف أنه كان واحدا من حوالي 200 مواطن روسي يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية، ضد جيش بلادهم الغازي. 

هل يأتمرون بأوامر كييف؟

يذكر أن الحكومة الأوكرانية نأت بنفسها عن المقاتلين الروس قائلة إنهم يعملون بشكل مستقل في روسيا.

وقال أندري يوسوف  ممثل المخابرات الدفاعية الأوكرانية، في تعليق لـسي أن أن: “يمكننا أن نؤكد أن هذه العملية نفذها مواطنون روس، في أوكرانيا، هذه الوحدات هي جزء من قوات الدفاع والأمن، لكن في روسيا يتصرفون ككيانات مستقلة”.

ولزم الرئيس فلاديمير بوتين الصمت حول موضوع التوغل واكتفى خلال مراسم تسليم أوسمة في الكرملين، الثلاثاء، بالتحدث بشكل عام عن النزاع في أكرانيا.

وقال “نعم، روسيا تواجه أوقاتا صعبة لكن اليوم هو لحظة خاصة لتعميق وطنيتنا” مكررا القول إن موسكو تدافع عن الشعوب الروسية في دونباس الأوكرانية.

وفي الوقت الذي تواصلت هجمات المتمردين المتحالفين مع أوكرانيا في الأراضي الروسية لليوم الثالث، الأربعاء، تزايدت المخاوف في روسيا من أن التوغل الحدودي النادر قد يخلق مشاكل جديدة في ساحة المعركة.

وتعالت الدعوات للجيش الروسي لإنفاق المزيد من الموارد للدفاع ضد مثل هذه الهجمات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن المهاجمين أُعيدوا عبر الحدود إلى أوكرانيا. 

لكن العنف في منطقة الحدود الروسية، بيلغورود، استمر خلال الليل، وفق صحيفة نيويورك تايمز مع “عدد كبير من الهجمات” بطائرات بدون طيار وهجوم دمر خط أنابيب للغاز وتسبب في نشوب حريق صغير، بحسب حاكم المنطقة، فياتشيسلاف غلادكوف.

يذكر أن نفس المجموعات سيطرت لفترة وجيزة على قرية روسية قبل أن تدفعهم القوات الروسية للعودة إلى أوكرانيا.

وعبرت أصوات مؤيدة لروسيا عن مخاوفها من أن الهجمات في بيلغورود ستخلق تحديات جديدة في ساحة المعركة لروسيا.

وكتب كتب إيغور جيركين، وهو مدون عسكري وقائد سابق للقوات شبه العسكرية الروسية في أوكرانيا، أنه إذا كانت أخبار الهجمات على الحدود صحيحة، “فإن إنشاء جبهة مستمرة على طول هذه الحدود، أصبح حتميا”.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هؤلاء المقاتلين استخدموا معدات ومدرعة أميركية الصنع خلال توغلهم في روسيا الاثنين، لكن واشنطن شككت في تلك الأخبار.

وبينما تقول الصحيفة الأميركية إن “أدلة بصرية” أظهرت أن القوات الروسية استولت على ما لا يقل عن اثنتين من تلك المركبات، شكك المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، فيما تم تداوله.

وقال في إجابته حول سؤال بالخصوص “لقد رأينا بعض التقارير التي تم تداولها تدعي استخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة في هذه الهجمات” ثم تابع “أقول إننا نشك في هذه التقارير في الوقت الحالي”.

ثم ذكّر بموقف واشنطن من أي هجوم يطال الأراضي الروسية  قائلا “نحن لا نشجع أو نمكّن الضربات داخل روسيا، وقد أوضحنا ذلك، ولكن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيفية إدارة هذه الحرب”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version