صانع إنجاز نابولي يتنحى

 أثارت “طريقة احتفال” نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر، محمد مجدي قفشة، بتسجيل هدف في مرمي فريق طلائع الجيش، ضجة في مصر، بعدما شبهها البعض بـ”تحية الحزب النازي”، بينما يكشف مختصون لموقع “الحرة”، حقيقة ذلك ومدى إمكانية معاقبة اللاعب.
وخلال الأيام الماضية، ضجت مواقع التواصل بانتقادات لقفشة، وتداول نشطاء صور ومقاطع فيديو يظهر خلالها اللاعب وهو يحتفل بطريقة وصفت بالـ”غريبة على الملاعب المصرية”.

وفي مقطع فيديو يظهر قفشة وهو يرفع يده تجاه المدرجات بطريقة شبهها البعض بـ”التحية النازية”، بعد إحرازه هدفا في مرمى فريق طلائع الجيش ضمن مباراة بالدوري المصري لكرة القدم.

وطالب نشطاء بمعاقبة قفشة نتيجة استخدامه “تحية هتلر، ورفعه شعارات سياسية عنصرية” احتفالا بهدفه.

بينما أشار آخرون إلى أن الاحتفالية “عفوية وغير مقصودة”.

احتفال مقصود؟

يؤكد الناقد الرياضي، إيهاب الخطيب، أن اللاعب لم يقصد أي “تلميح أو إشارة سياسية أو عنصرية” خلال احتفاله بالهدف.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشير إلى أن والد اللاعب حضر لمساندة نجله “لأول مرة” منذ انضمامه للنادي الأهلي، وكانت إشارة قفشة موجهة لأبيه ولم يقصد بها أي “مدلول سياسي”.
ويوضح “كان اللاعب متعثرا خلال الفترة الماضية، وحضر والده إلى المدرجات لمساندته ودعمه، وكان قفشه يوجه التحية لوالده”.
ومن جانبه يرى الناقد الرياضي، محمد عواد، أن طريقة احتفال لاعب الأهلي “مبهمة جدا” خصوصاً مع بروز رواية أنه كان يشير لوالده.
وبالنظر لوضع اليد، فإنه لا يطابق تماماً وضع “التحية النازية”، لذلك يبقى الأمر مبهماً ويحتاج لتحقيق، وفق المتحدث.
ويقول عواد “لو ثبت أو كانت الشكوك الراجحة بأنه احتفل بالتحية النازية، فسوف يتعرض لعقوبة قاسية جدا”.

لماذا لم يعاقب الحكم اللاعب؟

يوضح المحلل الرياضي ورئيس لجنة الانضباط والأخلاق السابق في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أيمن الرفاعي، أن الواقعة تمت داخل “المستطيل الأخضر الذي يعد تحت سيطرة حكم المباراة”.
وفي حديث لموقع “الحرة”، يشير الرفاعي لعدم اتخاذ حكم اللقاء أي إجراء بعد الواقعة سواء برفع البطاقة الصفراء أو الحمراء تجاه اللاعب.
وكان من المفترض تدخل الحكم لأن هناك “تبعات مستقبلية” لتلك الواقعة، وكان يجب على لجنة الانضباط كذلك “التحقيق فيما حدث”، وفقا لحديث الرفاعي.
لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن حكم اللقاء لم يعاقب اللاعب معتبرا أنه “لم يخالف قوانين اللعبة”.
ومن جانبه يرى إيهاب الخطيب أن موقف الحكم “صعب للغاية” لأنه لا يوجد في مصر احتفالات “مسيسة أو عنصرية”، ولذلك فهو لم يعاقب اللاعب لأنه “لم يخرج عن النص”.

خلط الرياضة بالسياسة؟

يؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، استقلال الرياضة وانعزالها عن الأهداف والأفكار السياسية، ما دفع البعض للمطالبة بـ”معقابة أو إيقاف قفشة”.
لكن الخطيب يؤكد افتقار معظم لاعبي كرة القدم لـ”الثقافة السياسية” التي تمكنهم من معرفة “معنى إشارة يرفعها خلال احتفاله”.
ويستخدم بعض سكان “المناطق البسيطة” رفع اليد لتحية الكبار والتعبير عن “الاحترام” دون أي غرض يتعلق بالسياسة، وفق المتحدث.
ويرى الخطيب أن البعض ربط الاحتفالية بمعان سياسية “بشكل متعمد” لتحقيق مصالح شخصية وزيادة عدد المشاهدات والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول “ليس من العيب عدم معرفة اللاعب بأحداث تاريخية، ولا يجب اتهامه بالجهل أو التعمد”.
ومن جانبه يرى الرفاعي أن لاعب الأهلي “ليس له انتماءات سياسية بعينها” لكنه احتفل بتلك الطريقة “للفت أنظار الناس”.
على جانب آخر، يؤكد عواد أن “القانون واضح ولا يجوز الاعتذار بالجهل بأحكامه”، ويقول “التحية النازية من المسلمات التي لا يمكن القول بأنك جاهل فيها”.
والمسألة النازية ليست سياسية فقط، بل هي إنسانية، تتعلق بالعنصرية واستباحة دماء الآخرين، ولا تشبه رفع شعار حزب أو دولة، بل تشبه التأكيد على دعم التسبب بموت الملايين، لذلك العقوبة في هذه الحالات فوق ما يمكن تخيله، وفقا لحديث عواد.
ويقول عواد “إذا كان اللاعب قد احتفل بتلك الطريقة للفت الأنظار، فيجب تغليظ العقوبة، وعلى ناديه معاقبته أيضا، لأن ذلك يمثل قلة احترافية ووعي مركبة”.

عقوبات منتظرة؟

يوضح الرفاعي أن الاحتفالية المثيرة للجدل كان من الممكن أن تتسبب بـ”مشكلة سياسية كبيرة” لو كان أي طرفي اللقاء فريق إسرائيلي أو منتخب إسرائيل.
ولاعب كرة القدم أصبح قدوة ويمكن أن يقلده البعض في الاحتفال بنفس الطريقة، حسبما يوضح المحلل الرياضي ورئيس لجنة الانضباط والأخلاق السابق في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وبعدما أثارت الواقعة ضجة كبيرة، يمكن لـ”لجنة الانضباط ” التدخل للتحقيق في الواقعة، وإذا ثبت تعمده فيجب اتخاذ الإجراءات الانضباطية تجاهه، حسب الرفاعي.
واستنادا على احتفالية لاعب الأهلي، يستشهد البعض بعقوبة اللاعب اليوناني، جيورجوس كاتيديس، الذي يعتقد الكثير من متابعي الساحرة المستديرة أنه حرم من ممارسة كرة القدم “مدى الحياة”.

 لكن عواد يوضح الحقيقة، كاشفا أنه “تم حرمان ذلك اللاعب من تمثيل منتخب اليونان في كافة الفئات العمرية مدى الحياة، وأوقفه ناديه آنذاك، إيك أثينا، حتى نهاية الموسم”.
ومارس اللاعب اليوناني بعد ذلك كرة قدم بشكل طبيعي، وفقا لحديث عواد.
ويشير الناقد الرياضي إلى أن الفيفا يراقب أي وضع يتعلق بالنازية والعنصرية، لكنه لن يتدخل الآن وسينتظر تحركات الاتحاد المصري لكرة القدم، وإن لم يعجبه الإجراء، فقد يتدخل من خلال النقاش مع اتحاد اللعبة في مصر.
وفي حالات “العنصرية والكراهية”، قد تصل العقوبة اللاعبين إلى الإيقاف 12 مباراة إذا كانت الحالة الأولى للاعب، ومع تكرارها قد يتم التشديد، وفقا لعواد.