استأنف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مؤخرا أنشطة مكثفة بعد غياب مطول خارج المملكة، أثار تساؤلات وسائل إعلام أجنبية.

وحسب فرانس برس، غاب العاهل المغربي حوالى 3 أشهر في الغابون حيث تجمعه علاقة صداقة برئيسه علي بونغو، ثم عاد إلى الرباط مطلع مارس، عشية حلول شهر رمضان. 

وكان الملك محمد السادس قضى العام الماضي أيضا فترة مطولة في الخارج، بين فرنسا والغابون خصوصا، امتدّت نحو 200 يوم، بحسب تقديرات غير رسمية. فباسثتناء الزيارات الرسمية، لا يتمّ الإعلان عن سفر الملك الى الخارج.

ومباشرة بعد عودته للمملكة، ترأس محمد السادس أنشطة عدة، بدءا بالدروس الدينية التي تقام في القصر الملكي كل رمضان، وإطلاق عملية خيرية بمناسبة هذا الشهر،  وذلك قبل أن يترأس اجتماع عمل بشأن الإجهاد المائي ومجلسا وزاريا.

كما دشن منشآت جديدة عدة، بينها مستشفى جامعي في طنجة، شمالي البلاد، ومركزا طبيا في الدار البيضاء ومركزا للتكوين الحرفي في ضواحي الرباط.

وعين مسؤولين جددا في مناصب رفيعة، ومفتشا جديدا للقوات المسلحة الملكية. 

ورأى الصحفي والباحث الجامعي عمر بروكسي، في مقال نُشر على موقع “أوريون 21″، أن هدف كل هذه الأنشطة “يتمثّل في إعادة إبراز السلطة الملكية التي تمارس عبر الحضور المباشر للملك، أكثر مما تمارس عبر السير المنتظم للمؤسسات”.

وتصادف هذه العودة المكثفة للأنشطة الملكية مع صدور تحقيق لمجلة “ذي إيكونومست” البريطانية حول “سرّ ملك المغرب الغائب” ومقالات في صحف أجنبية أخرى تناولت الموضوع نفسه.

ويرجح بعض المراقبين أن يكون جزء من محيط الملك يتقاسم التساؤلات نفسها التي طرحتها تلك الصحف بشأن ذلك الغياب، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي عن القصر الملكي.

وانتقدت صحيفة “ماروك ديبلوماتيك” الإلكترونية “أولئك الذين يستندون الى ما تروجه الصحافة الأجنبية ليُقحموا أنفسهم في الشؤون الخاصة للملك وانتقاد وجوده غالبا خارج المغرب”.

وأضافت في افتتاحية لناشرها حسن علوي “ها هو الملك اليوم يعود، ليسود ويحكم أيضا”.

وعلقت مجلة “الأيام” الأسبوعية بالقول “الملك يعود بقوة لأنشطته المكثفة”، بعد “حالة الهيجان التي أصابت خصوم المغرب، بترويج شائعات حول صحة الملك وممارسته مهامه الدستورية”.

واستقطبت صحة الملك في الأعوام الأخيرة اهتماما، وأثارت تكهنات داخل المغرب وخارجه.

ففي منتصف مايو، بدا الملك نحيفا أثناء ترؤسه حفل تقديم نموذج أول سيارة مغربية الصنع في القصر الملكي بالرباط، من دون أن يعرف سبب نحافته.

وسبق أن أعلن عن إصابته بزكام في فبراير اضطره لتأجيل زيارة كان يفترض أن يقوم بها إلى السنغال.

وخضع لعملية في القلب في الرباط العام 2021، بعد عملية أولى مطلع العام 2018 في باريس.

“الأشقاء المثيرون للجدل”

وإلى جانب صحة الملك وأنشطته، تهتم وسائل إعلام محلية ودولية في الفترة الأخيرة أيضا بمحيط الملك القريب، وبينه الإخوة عمر وأبوبكر وعثمان زعيتر الذين يحملون الجنسيتين المغربية والألمانية، ويثيرون الكثير من الجدل.

وكان موقع “هسبريس” المحلي أول من نشر سلسلة مقالات غير موقعة باسم كاتب، ابتداء من مايو 2021، تتضمن انتقادات حادة لـ”تأثير” الإخوة زعيتر على الملك.

ونددت تلك المقالات بـ”الاستعراض اليومي للرفاهية” لهؤلاء الأشقاء الذين يمارسون رياضة فنون القتال “إم إم ا”، و”الاستغلال الذي يقومون به لصورة الملك” و”للرموز الملكية” لأغراض تجارية وإعلامية، متحدثة أيضا عن “سجلهم الجنائي الحافل في ألمانيا”.

ودان موقع “هسبريس”، الذي يعد مقربا من السلطات بحسب “فرانس برس”، حدوث ذلك “بينما يعاني المغرب أزمة اجتماعية بسبب غلاء المعيشة والتضخم”.

وعانى المغرب في الأعوام الأخيرة من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد والحرب في أوكرانيا، فضلا عن الجفاف.

ورغم صمود الاقتصاد عموما في وجه هذه الأزمات، إلا أنها أثرت على ذوي الدخل المحدود، فعاد مستوى الفقر في العام 2022 إلى ذلك الذي كان عليه في العام 2014، بحسب جهة رسمية هي المندوبية السامية للتخطيط .

وفي حين تكررت الانتقادات الموجهة للإخوة المثيرين للجدل، لم يصدر أي تعليق رسمي عن القصر الملكي بشأن الموضوع.

ويتولى الملك محمد السادس عرش المغرب منذ العام 1999 خلفا لوالده الحسن الثاني، وسيحتفل في 21 أغسطس بعيد ميلاده الستين.

وإذا كانت خلافة محمد السادس غير مطروحة حاليا، فإنها غير غائبة تماما عن الأذهان، إذ احتفل ولي عهده، الأمير مولاي الحسن، في مايو بعيد ميلاده العشرين، وهو يتلقى تربية على الحكم منذ صغره، كما أنه يتابع حاليا دراسته الجامعية في الرباط، وأضحى يرافقه اليوم في معظم الأنشطة الرسمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version