اندلعت، الخميس، اشتباكات بين الجيش السوداني وبين قوات الدعم السريع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وفق ما أكده مراسل “الحرة”، بينما يشتد الخناق على المدنيين في العاصمة، الخرطوم.

في غضون ذلك، قال شهود لوكالة رويترز، إن ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق بجنوبي العاصمة السودانية، في إطار الصراع الذي تسبب في نزوح نحو مليون شخص وترك سكان الخرطوم يكافحون من أجل النجاة بحياتهم.

وقال شهود إنهم سمعوا دوي الضربات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أحياء سكنية في جنوبي الخرطوم، بما في ذلك قرب معسكر طيبة، بينما كانت قوة احتياطية تابعة للشرطة متحالفة مع الجيش تقاتل قوات الدعم السريع على الأرض.

وأمكن أيضا سماع دوي الضربات على الضفة الأخرى من نهر النيل في منطقة شرق النيل.

ويعتمد الجيش بشكل أساسي على القوة الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولة طرد قوات الدعم السريع المنتشرة في مناطق واسعة من الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة، بعد اندلاع القتال، في 15 أبريل الماضي.

حوادث اغتصاب

في غمرة هذه الاشتباكات، قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير عن وقوع “أعمال عنف مروعة على أساس الجنس” في السودان.

وأبلغت مجموعات غير حكومية سودانية عن وقوع مثل هذه الحوادث وسط أعمال الفوضى والنهب في الخرطوم.

وقالت مجموعة (محامو الطوارئ) في بيان إن مسلحين دخلوا جامعة في أم درمان تقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، السبت الماضي، وإن عددا من الرجال اغتصبوا سيدتين قالت مجموعة المحامين إنهما أجنبيتان.

وقالت نقابة المحامين في دارفور، وهي منظمة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إنها تحدثت مع ثلاث سيدات قلن إنهن تعرضن للاغتصاب بعد أن غامرن بالدخول إلى وسط الخرطوم بحثا عن إمدادات غذائية، دون إشارة لهوية المتورطين

وفقا لأحدث التقديرات، نزح أكثر من 840 ألف شخص داخل السودان وفر ما يربو على 220 ألفا إلى دول الجوار.

“لا مجال للهرب”

قال صلاح الدين عثمان (35 عاما)، وهو من سكان الخرطوم، لرويترز: “القصف والاشتباكات لا تتوقف ولا مجال حتى للهرب من المنازل، انتهى كل ما نملك من نقود ولم تُصرف المرتبات الشهرية”.

ثم تابع “نخاف حتى لو تركنا منازلنا أن تأتي عصابات لتنهب كل ما في البيت.. نحن نعيش كابوس الخوف والفقر ولا توجد كهرباء ولا حكومة تهتم بنا”.

تقول منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) إن 368 ألف طفل أجبروا على ترك منازلهم في السودان

وامتد العنف إلى إقليم دارفور في غرب السودان وإلى ولاية شمال كردفان ومناطق أخرى من البلاد، لكن الصراع على السلطة يتركز في العاصمة.

أكثر من نصف السكان بحاجة للمساعدة

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يعكف على تكثيف عملياته في ست ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 مليون شخص معرضين للخطر، فضلا عن مساعدة أولئك الذين يفرون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.

وقال مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا، في بيان: “القتال في السودان يدمر الحياة وسبل العيش ويجبر الناس على الفرار من منازلهم وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها”.

وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليونا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وأطلقت نداء لجمع ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات.

يذكر أن جهود الإغاثة واجهت عراقيل بسبب مقتل بعض العاملين في المجال الإنساني في بدايات الصراع فضلا عن جرائم النهب المتكررة.

وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن مسلحين اقتحموا، الثلاثاء، مستودعها في الخرطوم واستولوا على سيارتين محملتين بالإمدادات.

اندلعت معارك منتصف الشهر الماضي بين قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان “دقلو”.

وتولى البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم بعد الإطاحة بعمر البشير، عام 2019، في انتفاضة شعبية. ثم نفذا انقلابا بعد ذلك بعامين مع اقتراب موعد نهائي لتسليم السلطة للمدنيين، وشرع كل منهما في تعبئة قواته بعد ذلك.

واندلع الصراع الأخير بعد خلافات حول خطط لدمج قوات الدعم السريع في الجيش والتسلسل القيادي في المستقبل في إطار اتفاق مدعوم دوليا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني.

ولم تثمر المحادثات التي تجري بين الطرفين بوساطة الولايات المتحدة والسعودية في جدة حتى الآن عن إعلان وقف لإطلاق النار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version