كاتبة أوكرانية، وتوأم مراهقتان، ومتطوع أجنبي كان في البحرية الأميركية وعدد من الجنود كانوا من بين ضحايا ضربة تعرض لها مطعم “ريا بيتزا” في كراماتورسك شرق أوكرانيا نفذتها القوات الروسية، في يونيو، والتي راح ضحيتها 13 مدنيا على الأقل.

“ريا بيتزا” كان قد أغلق أبوابه في أعقاب هجوم صاروخي، العام الماضي، على محطة كراماتورسك، ولكن عاد لفتح أبوابه الخريف الماضي رغم استمرار الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية والتي خلفت مئات الضحايا، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

الشقيقتان التوأم: يوليا وآنا أكسينشينكو (14 عاما) ووالدهما، وإيان تورتويتشي (32 عاما) وهو جندي سابق في البحرية الأميركية تطوع للقتال في أوكرانيا منذ بداية الحرب، وبعض المتطوعين الآخرين، وسيرجيو غارميليو، وهو مفاوض سابق للسلام من كولومبيا، ومؤلف آخر من كولمبيا أيضا، وانضمت لهم الكاتبة الأوكرانية فيكتوريا أميلينا جميعهم كانوا في المطعم.

الكاتبة الأوكرانية فيكتوريا أميلينا من بين الضحايا

دميترو شيتينين، أحد الناجين من الضربة كان داخل المطعم يستعد للمغادرة مع أصدقائه عندما ألقي الصاروخ عليهم، ويقول: “كنت مرتبكا.. كنت في مبنى والآن أصبحت على السطح”.

وأشار إلى أنه هو وأصدقاءه كانوا يحاولون مساعدة من نجا من الصاروخ الأول، ليسمعوا بعدها صوت قدوم صاروخ ثاني.

ويبعد المطعم حوالي 15 ميلا عن خط التماس بين القوات الأوكرانية والروسية، حيث قام عامل في شركة للغاز بتسجيل مقطع مصور من المطعم وأرسله لأحد معارفه في روسيا، ليتم ضربه بعدها بصواريخ روسية.

جندي سابق في البحرية الأميركية تطوع في أوكرانيا من بين الضحايا. أرشيفية
جندي سابق في البحرية الأميركية تطوع في أوكرانيا من بين الضحايا. أرشيفية

جون فرانك الذي يعيش في كاليفورنيا، وهو والد تورتوريتشي قال إنه في آخر اتصال معه أبلغه أنه سيأخذ استراحة في كراماتورسك بعد نجاحهم في طرد القوات الروسية من خندق على خطوط التماس.

وبعد تنفيذ الضربة، في 27 يونيو، أشاد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بتنفيذها متهما كييف باستخدام “الأماكن المدنية لعقد اجتماعات مع المرتزقة الغربيين”، على حد تعبيره.

والد الفتاتان التوأم نجا من الضربة ليدفن ابنتيه خارج كراماتورسك، حيث كانوا يقيمون منذ بدء الغزو، فيما قال مقربون منهم أن والدتهما استمرت في العمل في مستشفى في المدينة رغم الحرب.

كانتا ستبلغان 15 عاما.. طفلتان توأم من بين ضحايا قصف روسيا لمطعم في كراماتورسك

قتل صاروخ روسي، الأربعاء، شقيقتان توأم تبلغان من العمر 14 عامًا، من ضمن 11 شخصا، بينما كانوا في مطعم بمدينة كراماتورسك، بشرق أوكرانيا.

وقالت إدارة التعليم في مجلس مدينة كراماتورسك في منشور على فيسبوك، إن الأختين آنا ويوليا أكسينشينكو كانتا ستبلغان من العمر 15 عاما، في سبتمبر.

وتصف الصحيفة الضربات الروسية وكأنها “يانصيب يختار مجموعة من الأشخاص الذين يشاركون في الحرب أو يهربون منها”، وهو ما ميز الهجوم الذي تعرض له المطعم بتنوع الضحايا الذين عثر عليهم تحت الركام.

روسيا استهدفت المدنيين في هجماتها العسكرية

وتشير إلى أن المطعم كان يقدم خدماته لبقية السكان بعد أن فر أكثر من 80 في المئة من الأهالي، فيما يتواجد العديد من الصحفيين في المدينة حيث اعتادوا القدوم لهذا المطعم أيضا.

ودخل النزاع في أوكرانيا يومه الـ500، السبت، حيث تمسك كييف بزمام المبادرة غير أن هجومها المضاد على القوات الروسية يتقدم ببطء وتطالب الغرب بمزيد من الأسلحة مع تعرض مدنها لقصف روسي متواصل، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

منذ مطلع يونيو، تحاول قوات كييف استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو في شرقي أوكرانيا وجنوبها. لكن المهمة تبدو صعبة والمعارك ضارية.

تنديد دولي باستهداف روسيا للمدنيين

بعد تكبدها خسائر فادحة، تواجه القوات الروسية الهجوم بمقاومة شديدة ودفاعات قوية، فيما تفتقر أوكرانيا إلى المقاتلات وقذائف المدفعية.

دانت الأمم المتحدة الخسائر في صفوف المدنيين بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ قبل 500 يوم. 

وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا في بيان، الجمعة، إن أكثر من تسعة آلاف مدني، بينهم 500 طفل، قتلوا منذ بدء الغزو الروسي، في 24 فبراير من عام 2022، مع أن مسؤولي الأمم المتحدة صرحوا في السابق أن العدد الفعلي أكبر بكثير على الأرجح.

الناجون من هجوم ريا بيتزا تفاجئوا بضربات صاروخية متتالية. أرشيفية

وقال نويل كالهون، نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، في بيان: “نشهد مرحلة فظيعة أخرى من الحرب التي تواصل إلحاق خسائر مروعة بالمدنيين الأوكرانيين”.

وأشار مراقبون إلى أن متوسط عدد القتلى، هذا العام، أقل مما كان عليه، في عام 2022، لكنه بدأ الارتفاع مجددا، في مايو ويونيو.

وبعيدا عن خط الجبهة في مدينة لفيف قتل عشرة أشخاص في قصف، الخميس، وصفه رئيس البلدية بأنه أكبر هجوم على البنية التحتية المدنية منذ بدء الغزو.

كراماتورسك تبعد نحو 15 ميلا عن خط التماس بين القوات الروسية والأوكرانية. أرشيفية

وأصيب 42 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، بجروح في الهجوم ذاته، حسب بيان أصدرته وزارة الداخلية الأوكرانية، الجمعة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونيسكو” إن الهجوم كان الأول الذي يقع في منطقة محمية بموجب اتفاقية التراث العالمي وألحق أضرارا بمبنى تاريخي.

وأصبحت مدينتا بوتشا القريبة من كييف وماريوبول، العام الماضي، رمزا لفظائع الصراع التي اتهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إطارها.

العديد من الأطفال بين ضحايا الهجمات الروسية. أرشيفية

في بلدة بوتشا اكتشف صحافيو وكالة فرانس برس، في أبريل، شارعا مليئا بجثث أشخاص يرتدون ملابس مدنية. وكشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية في وقت لاحق أن عددا من الجثث ألقيت هناك، منذ منتصف مارس، عندما كانت المدينة تحت السيطرة الروسية.

وقالت السلطات الأوكرانية إن مئات الأشخاص قتلوا في بوتشا على أيدي قوات موسكو التي كانت تنسحب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version