وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير لها، الاثنين، حياة السكان العائدين لبلدات وكيبوتسات في جنوب إسرائيل بأنها “حياة أشباح” نظراً للفراغ الكبير ومشاهد الدمار التي تطغى عليها منذ عام.

وتعرضت 12 بلدة وكيبوتس على الأقل، بحسب الصحيفة الأميركية، لهجوم فصائل فلسطينية مسلحة، أبرزها الذراع العسكري لحركة حماس التي تعدّها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وفي جولة داخل كيبوتس بئيري وبلدة نتيف هعسراه، جنوبيّ إسرائيل، كان هناك عدد قليل جداً من الأشخاص الذين عادوا بعد أشهر من اندلاع الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة، أغلبهم من كبار السن أو الشباب العازبين.

وأرفقت الصحيفة صوراً تُظهر حجم الدمار الحاصل في منازل المنطقين، المحاذيتين لغزة، كأنها ما زالت تعيش يوم السابع من أكتوبر.

عام من الحرب في غزة.. الأرقام تحكي كل شيء

12 شهرا على الحرب في غزة.. انطلقت الشرارة في إسرائيل مع عبور مسلحي حماس الحدود وإطلاقهم النار على مهرجان للموسيقى واقتحام المنازل في البلدات المحاذية.

في تقرير لقناة “الحرة”، جال مراسلها محمد الصيّاد في كيبوتس نير عوز، متحدثاً إلى عدد من السكان، بعضهم يعيش هناك وآخر لم يعد منذ عام.

وتقول إيريت، وهي من نير عوز، التي كان عدد سكانها قبل 7 أكتوبر 415 شخصاً: “في الثامن من أكتوبر تم إجلاء كل سكان الكيبوتس وبات فارغا سوى من الجنود، فقط سيدة واحدة بقيت هنا”.

و”نحن انتقلنا إلى فندق في مدينة إيلات ومكثنا فيه ثلاثة أشهر، وبعد ذلك قررت الدولة منحنا منازل في كريات غات وأغلب سكان الكيبوتس انتقلوا إلى تلك المنطقة التي تبعد ساعة من نير عوز، وحتى اليوم لم يعد سوى أربعة أشخاص للكيبوتس”، تشرح إيريت.

بالنسبة لها الحياة في عمارة سكنية من طوابق “صعبة” لأنها في الكيبوتس كانت تعيش في منزل واسع.

أكثر من نصف المنازل في نير عوز غير صالحة للسكن، تقول إيريت “سنعيد بناء الكيبوتس والإجراءات متقدمة نحو ذلك لكنها معقدة. فهناك 19 رهينة (محتجزة في غزة) من هنا على قيد الحياة، ومن الصعب أن تهدم منازلهم”.

وتضيف أن إعادة الأعمار تتطلب ثلاث سنوات تقريباً.

ومن أمام الكنيست الإسرائيلي في مدينة القدس، تلتقي “الحرة” يعكوف الذي فقد ابنه، وهو من كيبوتس كيسوفيم جنوب إسرائيل.

تم إجلاء زوجته وبناته الثلاث بعد أيام من الهجوم، وعشن في فنادق أحدها كان عند البحر الميت، لمدة عشرة أشهر. يقول “الحياة في الفنادق صعبة”. وهو اليوم يحتج أمام الكنيست مطالباً الحكومة بتحمل المسؤولية وتقديم استقالتها.

ويشير إلى أن عائلته انتقلت للعيش في كيبوتس غيشر قبل بداية العام الدراسي في إسرائيل.

اقترح اسما جديدا.. نتانياهو يريد تغيير مصطلح “السيوف الحديدية”

اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الاثنين، تغيير اسم العملية العسكرية في قطاع غزة من “السيوف الحديدة” إلى حرب الصحوة”، وفق ما نقلت صحيفة “جيروسالم بوست” عن مصادر إعلام عبرية.

نيويورك تايمز، من جانبها، قالت في تقريرها إن العائدين، ورغم الظروف المحيطة بهم، ونتيجة فراغ المساكن وغياب الجيران، قرروا أن يؤسسوا صداقات حميمة بينهم تقلل من شعورهم بالوحدة.

وأغلب السكان الذين غادروا مستوطنات ما يُعرف بـ”غلاف غزة”، توزعوا بين الفنادق أو انتقلوا لكيبوتسات ومستوطنات أخرى في الجنوب.

وتلتقي الصحيفة برجل خمسيني كان الوحيد الذي لم يغادر بلدة نتيف هعسراه، حيث بقي لرعاية أغنامه ومزرعته، وفي مارس الماضي التحقت به عائلته المؤلفة من زوجته وأربعة أبناء أصغرهم عمره 8 سنوات، ينام اليوم في غرفة محصّنة الجدران كي لا يُضطر إلى الخروج سريعاً ليلاً إذا ما باغتتهم غارة.

وقال إيال غيلر، إنه أمضى الشهر الأول في عزلة تامة تقريباً، متحصنا بشكل أساسي داخل البلدة التي قتل فيها 20 شخصاً على يد المسلحين الفلسطينيين، حيث حوّل الجنود الإسرائيليون جزءاً منها إلى معسكر مؤقت للجيش وسط عمليات بحث عن مسلحين محتملين من غزة.

وبعض العائدين خلال الأشهر القليلة الماضية، يعتقدون أن بلداتهم اليوم على الرغم من بؤس أحوالها وحاجتها إلى التعمير الذي لن يبدأ قبل نهاية الحرب، أكثر أماناً من المدن التي نزحوا إليها، في إشارة إلى آثار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version