مثل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان صباح اليوم الأربعاء أمام محكمة معنية بقضايا الفساد في مجمع للشرطة بالعاصمة إسلام آباد، بعد نقل المحاكمة إليه، وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين قتل 4 أشخاص في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين منددين باعتقال عمران خان في مدينة بيشاور (غربي باكستان).

وكانت الشرطة الباكستانية قالت في وقت سابق إن رئيس الوزراء السابق عمران خان لن يُنقل للمثول أمام المحكمة، وإن جلسة محاكمته المقررة اليوم الأربعاء ستنعقد في مكان احتجازه.

وفي سياق متصل، استمرت الاحتجاجات الغاضبة في عدد من المدن الباكستانية احتجاجا على اعتقال خان، وأظهرت صور نشرها نشطاء على مواقع التواصل أعمال شغب واشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينتي لاهور وكراتشي، إضافة إلى إغلاق شوارع وطرق رئيسية، بينها طرق سريعة تصل إلى العاصمة إسلام آباد.

ولقي شخص مصرعه وأصيب 16 آخرون خلال احتجاجات رافضة لاعتقال خان، وقالت شيرين مزاري وزيرة حقوق الإنسان السابقة وإحدى قيادات حزب حركة إنصاف الباكستانية لوسائل الإعلام إن عضوا واحدا على الأقل من حزب خان لقي حتفه في مدينة كويتا.

وأعلنت الشرطة الباكستانية أن نحو 1000 شخص أوقفوا في البنجاب (كبرى ولايات البلاد من حيث عدد السكان) منذ اندلاع الاحتجاجات على اعتقال خان. وقال مسؤولون -في بيان لوسائل الإعلام- إن “فرق الشرطة أوقفت 945 مخالفا للقانون ومشاغبا من كل أنحاء الولاية”، وإن 130 ضابطا ومسؤولا جرحوا في أعمال العنف التي اندلعت بعد اعتقال خان أمس الثلاثاء.

كما اعتقلت الشرطة الأمين العام لحزب إنصاف أسد عمر من محكمة إسلام آباد العليا على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت بعد اعتقال خان.

انتشار الجيش وتقييد الإنترنت

وأمرت السلطات الباكستانية اليوم الأربعاء بنشر الجيش في ولايتي البنجاب وخيبر باختونخوا (شمالي البلاد) على خلفية المظاهرات المستمرة ضد توقيف رئيس الوزراء السابق عمران خان.

ووافقت وزارة الداخلية الباكستانية على طلبات الحكومات الانتقالية الإقليمية لنشر قوات الجيش بهدف الحفاظ على تطبيق القانون وحالة النظام، حسب قناة جيو نيوز المحلية.

كما قامت الحكومة الباكستانية بتقييد الوصول لخدمات الإنترنت على الهواتف النقالة، وقطعت الخدمة عن معظم مواقع التواصل الاجتماعي، كما أعلنت نقابة المدارس الخاصة إيقاف العمل في مدارس العاصمة تحسبا لاندلاع أعمال شغب.

ولكن الحكومة نأت بنفسها عن مسؤولية اعتقال خان، وقال وزير التخطيط والتنمية أحسن إقبال إن خان سيواجه محاكمة عادلة وفق الإجراءات المتبعة، وإنه لا أحد في باكستان فوق القانون.

من جهة أخرى، أعلنت شرطة إسلام آباد اعتقال العشرات من أنصار عمران خان أمس الثلاثاء، وقالت الشرطة -في تغريدات نشرتها على حسابها في تويتر- إن تفعيل قانون منع المظاهرات لا يزال ساريا في العاصمة، وإنها ستعتقل كل من يحاول اختراقه.

وأعلنت قيادة حزب إنصاف -الذي يتزعمه عمران خان- منع الشرطة محامي خان من مقابلته منذ لحظة اعتقاله، وقال القيادي في الحزب فؤاد شودري إن الحزب لا يعلم حتى الآن الوضع الصحي لعمران خان، مطالبا بتوفير متطلبات الصحة والسلامة له.

وطالب قادة حزب إنصاف بمواصلة الاحتجاجات التي اندلعت أمس الثلاثاء احتجاجا على اعتقاله، وكانوا يخططون للقيام بمسيرة إلى إسلام آباد اليوم الأربعاء حيث يوجد خان رهن الاعتقال بتهمة الفساد، مما أثار مخاوف من وقوع مزيد من الاشتباكات مع القوات الأمنية.

ووصف شودري واقعة الاعتقال بأنها بمنزلة اختطاف، مشيرا إلى أن آلافا من أنصار الحركة نظموا احتجاجات في عموم البلاد عقب اعتقال خان.

وأطيح بخان في اقتراع لحجب الثقة أجراه البرلمان في أبريل/نيسان 2022.

وقال خان أكثر من مرة إن عزله من منصبه كان إجراء غير قانوني ومؤامرة غربية، وشن إثر ذلك حملة ضد حكومة خلفه رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف.

ويعد خان رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ باكستان الذي أطيح به عبر التصويت على حجب الثقة، وتتفاوت القضايا المرفوعة ضده من الإرهاب إلى محاولة القتل وغسل الأموال.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version