كشف مقتل نائل، المراهق من أصول جزائرية، على يد شرطي فرنسي، قبل أكثر من أسبوع، عن تواجد عدة حالات مماثلة، كانت طي النسيان، وفق صحيفة لوموند الفرنسية التي كشفت أن هناك أكثر من 15 شخص قتلوا “لعدم الامتثال” للشرطة منذ 2022.

لكن قصة الحسين كمارا، الذي قتل قبل أيام فقط عن حادثة نائل التي أثارت العالم، لم يسمع بها كثيرون، حيث لم يتم تناولها على وسائل الإعلام بنفس القدر الذي حظيت به مأساة نائل (17 سنة) حيث فرضت الأحداث التي أعقبت مقتله التناول الإعلامي الكبير لقصته.

ما قصة الشاب كمارا؟

الحسين كمارا، شاب غيني كان يبلغ من العمر 19 عاما، وقتل على يد ضابط شرطة أثناء عملية تفتيش على جانب الطريق، في 14 يونيو الماضي.

كان كامارا في طريقه إلى العمل في حوالي الساعة الرابعة صباحا في ذلك اليوم، وكان يقود سيارته من نوع “بيجو 307”.

وكان هذا الشاب اليافع، يعمل في سلسلة من الوظائف المؤقتة لدى مستودع تابع لمتجر في ضواحي أنغوليم، وهي مدينة جنوب غربي فرنسا.

كان كامارا يعمل من الخامسة صباحا حتى منتصف النهار. 

قبل الفجر، غادر كمارا بيت الشباب حيث كان يعيش لمدة عام ونص، وفق شهادة صديقه، ومواطنه، عثمان كوندي.

يروي كوندي بداية ذاك اليوم، قائلا: “في اليوم الذي قُتل فيه، كنّا على الطريق، لكن كلٌ في سيارته، أتذكر رؤيته في مرآة الرؤية الخلفية لسيارتي، وصلت إلى إشارات المرور، ولحقت باللون الأخضر، لكنه توقف” ولم يلتحق أبدا بعمله بعد تلك اللحظة.

لوك مارتوا، الذي يعمل في رابطة أنغوليم لحقوق الإنسان، تساءل في حديث لصحيفة “لوموند الفرنسية” حول السبب في ترك مأساة كمارا بعيدا عن الإعلام. 

مارتوا وصف الموقف بالقول: “إنها قصة رجل بلا تاريخ، لذا لا توجد أي قصة، حتى بعد وفاته”. 

وذكرت الصحيفة الفرنسية أنه خلال التحقيق الجنائي قيل إن كمارا رفض الامتثال للشرطة “ما كلفه حياته”، وفق تعبير “لوموند”

وبحسب ما ورد، رصدت دورية للشرطة، الشاب في وسط المدينة عندما كانت سيارته “تتعرج”، حاول الضباط منعه ولكن دون جدوى.

بعدها، قرر رجال الشرطة تتبعه لحوالي 5 كيلومترات “بسرعة منخفضة”.

وعند مغادرة أنغوليم، وصلت دورية شرطة ثانية كدعم احتياطي و”قامت بمحاولة أولية لاعتراضه”، لكن السائق أسرع.. ثم حدثت الفاجعة.

وزير الخارجية الغينية، موريساندا كوياتي، قال لدى استقبال جثمان الضحية في مطار في غينيا: “إننا نتلقى جثمان الشاب الحسين بعاطفة كبيرة، وكان رئيس الدولة قد وعد بإعادة الجثمان إلى غينيا لدفنه بكرامة، وهو ما تم بحمد الله”. 

وأضاف “ظروف وفاته ستتضح، غينيا تريد من النظام القضائي في فرنسا أن يبذل قصارى جهده لتوضيح الظروف التي مات فيها هذا الشاب”.

يذكر أن المدعي العام في أنغوليم أعلن أن ضابط الشرطة، البالغ من العمر 52 عاما، والذي أطلق الرصاصة القاتلة اتهم بالقتل العمد “مع حظر حيازته للسلاح ومنع مزاولته للمهنته”.

صحيفة: إطلاق نار قاتل وحظر الحجاب وجهان للانقسامات العرقية في فرنسا

في ضوء تداعيات مقتل الشاب من أصول جزائرية برصاص شرطي فرنسي، تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الانقسامات العرقية في فرنسا، موضحة أن هذا الحادث تزامن مع فرض حظر على ارتداء الحجاب في كرة القدم.

وبحسب التحقيق الأولي، بينما كانت مركبتان للشرطة تحاولان إيقاف كمارا لفحص وثائقه، أعاد الشاب سيارته إلى الخلف ثم تقدم بسرعة إلى الأمام، حيث أصاب ضابط شرطة في ساقيه، وهو السبب وفق رواية الشرطة لإطلاق النار عليه.

ووصل الشاب الغيني، إلى فرنسا، في عام 2018، وكان يعمل في قاعدة لوجستية تابعة لـ “سوبر ماركت” بينما قال النائب العام إنه غير معروف لدى رجال الشرطة ما يعني أنه كان شابا مسالما.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version