بيروت – أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط أو قواعد أو سقوف إذا فُرضت عليها حرب شاملة مع إسرائيل. وأشار إلى أن “العدو يجب أن ينتظر المواجهة برا وبحرا وجوا”.

وفي خطاب ألقاه في الحفل التأبيني للقائد سامي عبد الله يوم الأربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حذر نصر الله للمرة الأولى الحكومة القبرصية من فتح قواعدها لإسرائيل، مؤكدا أنها إذا فعلت ذلك “فسيتم التعامل معها كجزء من الحرب”.

وأشار نصر الله إلى وجود خوف لدى “العدو” من إمكانية دخول المقاومة إلى الجليل، مؤكدا أن هذا الاحتمال يبقى مطروحا إذا تطورت المواجهة، وقال إن “العدو يعرف جيدا ما ينتظره في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستُستهدف جميع سواحله وبواخره وسفنه”.

القدرة والقوة

واستكمالا للصور الجوية من مُسيّرة “الهدهد” والتي نشرها الحزب أمس الثلاثاء، أكد نصر الله أن لدى حزب الله “بنك أهداف كاملة ودقيقة”، مشددا على قدرته الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، “حيث لن يكون أي مكان بمنأى عن صواريخ الحزب وطائراته المسيّرة”.

وكشف نصر الله أنه تتم صناعة بعض الصواريخ التي يحتاجها الحزب ويستخدمها في لبنان، وأن لديه القدرة والقوة البشرية اللازمة لخوض المعركة.

في المقابل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير قوله إنه “إذا واصل حزب الله هجماته علينا، فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولن يكون هناك حصانة لبيروت”. وأضاف أن “العد التنازلي لردنا القوي قد بدأ ولن يتوقف إلا بقبول حزب الله عرض المبعوث الأميركي آموس هوكستاين”.

وفي قراءة لمضامين خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يقول العميد الركن المتقاعد هشام جابر إن هناك 3 نقاط أساسية في الخطاب:

  • النقطة الأولى: تتعلق بالبحر المتوسط، حيث أشار نصر الله إلى أن المعركة ستكون صعبة جدا إذا فتحت إسرائيل جبهة شاملة مع لبنان. ومن المؤكد أن حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على تدمير منصات النفط والغاز، والتصدي للبحرية، وزوارق وطائرات مسيرة.
  • النقطة الثانية: كان نصر الله واضحا في الحديث عن أسلحة المقاومة، لافتا إلى أن حزب الله قادر خلال أقل من ساعة على القيام بهجوم واسع على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة ووفق بنك أهداف محددة لديه، علاوة على وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الجاهزين للمعركة.
  • النقطة الثالثة: الإشارة إلى قبرص. وقد تحدث نصر الله عن المناورات العسكرية المشتركة، وأنه إذا انطلقت منها طائرات إسرائيلية وشاركت قبرص في العدوان، ستُعتبر جزءا من الحرب. وأن صواريخ حزب الله والطائرات المُسيّرة قادرة على الوصول إليها لأنها ليست أبعد من إيلات.

رسائل واضحة

وبرأي العميد الركن المتقاعد، فمن المؤكد أن إسرائيل تدرس خطاب نصر الله بعناية الآن، ولقد ظهر بشكل مريح وصريح، ويعتقد أنه كان موجها إلى لبنان ككل، وليس إلى الفئة الحاضنة للمقاومة فقط.

ويضيف أن نصر الله أراد إيصال رسالة مفادها أن هذه الحرب “فُرضت علينا، ولا يمكننا التوقف ومنح العدو الإسرائيلي مكاسب لم يتمكن من تحقيقها بإمكانياته العسكرية، وفشل في تحقيقها حتى الآن”.

وبالنسبة للرأي العام الإسرائيلي، سيكون لخطاب نصر تأثير خاص عليه، حسب جابر، خاصة بعد مُسيّرة “الهدهد” التي تركت أثرا سيئا في إسرائيل والتي صورت مشاهد على ارتفاع منخفض وبدقة عالية، مما يعزز أهمية بنك الأهداف الذي تمتلكه المقاومة.

حرب دون قيود

أما المحلل السياسي قاسم قصير فيرى أن نصر الله رد في خطابه على جميع التهديدات التي وصلت لبنان لوقف الحرب على الجبهة الجنوبية. وأكد استعداد حزب الله لأي حرب قد تخوضها إسرائيل على لبنان، مشددا على أن هذه الحرب لن تكون بشكل تقليدي، وأن الحزب مستعد لها.

وفي حديثه للجزيرة نت، يشير قصير إلى أن الملفت في الخطاب أن نصر الله هدد قبرص بشكل واضح وعلني بأنها ستكون هدفا للمقاومة إذا شاركت في أي معركة ضد لبنان.

ويوضح المحلل السياسي أن الخطاب يحمل ردا على ما جاء به المبعوث الأميركي آموس هوكستاين، وكانت الرسالة واضحة أنه “إذا كان الهدف هو وقف الحرب على جبهة الجنوب أو في اليمن أو العراق، فالحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة”.

وبرأيه، فقد كشف نصر الله الكثير عن قدرات المقاومة في مواجهة إسرائيل واستعدادها للحرب التي ستكون دون قيود أو حدود. وللمرة الأولى، استخدم نصر الله تعبيرا يشير إلى أن الحرب ستكون برا وبحرا وجوا.

ووصف هذا الخطاب بأنه ردعي وتصعيدي ومدعوم بمعلومات دقيقة عن قدرات المقاومة، ومعزز بما حققته المقاومة من رصد عبر مسيّرة “الهدهد”.

ويلخص قصير الخطاب بأنه يحمل رسالة واضحة وحاسمة لإسرائيل، حيث يأخذ حزب الله تهديداتها بجدية ويشير إلى أن احتمال التوسع في الحرب أمر وارد، وأنه على تل أبيب أن تدرك جاهزية المقاومة وقدرتها على التصدي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version