أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم بأن طائرات حربية شنت غارات مكثفة على مواقع لقوات الدعم السريع بمناطق جنوبي أم درمان غربي الخرطوم، فيما أبدى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان استعداده لقبول أي مبادرة تركية لوقف القتال في السودان.

وتركز القصف الجوي للجيش على مواقع للدعم السريع في مناطق المنصورة والمهندسين والفتيحاب جنوبي أم درمان.

وجاء ذلك بالتزامن مع إطلاق نار متقطع من أسلحة ثقيلة جنوب أم درمان، إحدى مدن العاصمة السودانية الثلاث، وبعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى.

وقد دعا البرهان من يستطيع حمل السلاح للانضمام للجيش لمواجهة من وصفهم بالمتمردين، في إشارة للدعم السريع.

وبدوره، كان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أعلن مساء الاثنين الماضي، عن هدنة من جانب واحد بمناسبة العيد تستمر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقالت مصادر محلية إن المواقع المستهدفة بغارات اليوم هي تجمعات جديدة لم تكن موجودة قبل الهدنة التي أعلن عنها طرفا القتال، كل على حدة، دون اتفاق بينهما، بمناسبة العيد.

وذكرت وكالة الأناضول أن اشتباكات اندلعت اليوم الأربعاء بين الجيش والدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم بأسلحة ثقيلة وخفيفة.

وقصف الطيران الحربي تجمعات الدعم السريع في محيط جسر الحلفايا بمدينة بحري شمالي الخرطوم، وفق ما ذكرته الأناضول.

من جهة أخرى، قالت قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء إنه بمبادرة من قائد القوات حميدتي جرى إطلاق سراح 100 من أسرى القوات المسلحة و25 جريحا.

اتصال مع أردوغان

وقال بيان لمجلس السيادة السوداني إن رئيس المجلس البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي أردوغان الذي أكد استعداد الحكومة التركية لمواصلة جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ونوه البرهان إلى استمرار المستشفى التركي في نيالا (جنوب غرب) بتقديم الخدمات الطبية خلال هذه المحنة التي يمر بها الشعب السوداني، حسب البيان.

وأبدى البرهان قبول السودان أي مبادرة تركية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان.

وأضاف البيان أن رئيس مجلس السيادة أطلع الرئيس التركي على “الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، وعدم التزامها بالهدن، وقيامها بعمليات نهب واغتصاب”، حسب البيان.

فيما قالت الرئاسة التركية إن أردوغان أخبر البرهان بأن “السفارة التركية لم تغادر السودان رغم الأحداث، وأنشطتها مستمرة من بورتسودان (شمال شرق السودان) دون انقطاع”.

السفير النرويجي

في الأثناء، دعا السفير النرويجي في السودان إندرو ستيانسن المجتمع الدولي ودول الجوار إلى الإسراع في جهود الوساطة لوقف الحرب في السودان، وقال السفير النرويجي في نشرة سابقة للجزيرة اليوم إن عملية الوساطة الدولية والإقليمية تتسم بالبطء وتحتاج إلى إعادة تقييم من أجل تسريعها.

وقالت جيبوتي، الرئيس الدوري لمنظمة الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” (IGAD)، إن موقفها من احترام سيادة السودان وسلامة ووحدة أراضيه ثابت لا يتغير.

ودعا بيان الرئاسة الجيبوتية إلى وقف فوري للقتال وقبول أطراف الأزمة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة أسباب الأزمة لتحقيق طموحات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والديمقراطية، حسب تعبير البيان.

في سياق آخر، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن آلافا من عناصر الاستخبارات في عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير يقاتلون إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع.

وذكرت الوكالة أن 6 آلاف من عناصر الاستخبارات، ممن لهم صلة بالحركة الإسلامية التي ينتمي إليها البشير، انضموا إلى الجيش، ويقاتلون معه قوات الدعم السريع.

كما نقلت “رويترز” عن مصدر بالجيش نفيه أي علاقة للجيش بأي حزب سياسي أو أيديولوجي، وتأكيده أن الجيش مؤسسة محترفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version