صنعاء- جدد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين حزام الأسد موقفهم المساند للمقاومة في فلسطين ولبنان، وأكد أن اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله اللبناني سيزيد المقاومة قوة وصلابة، وهو ما “سيعجل بزوال الكيان الإسرائيلي”.

وبشأن تكرار إسرائيل سيناريو الاغتيالات واستهداف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أكد الأسد أنهم لا يخشون إقدام إسرائيل على اغتيال قادتهم، واعتبر أن “الشهادة في سبيل الله انتصار”.

وتوعد الأسد -في حوار خاص مع الجزيرة نت بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى– أن توجه جماعته “ضربات منكّلة بالعدو” وبعمليات لم يكن يتوقعها أو يحسب لها حسابا.

وشدد القيادي الحوثي على المضي في مواجهة إسرائيل، وقال “لن ندخر أي جهد في إسناد ودعم المقاومة اللبنانية حتى ينكسر العدوان” مؤكدا أن هذا هو موقفهم تجاه غزة. وأكد أنهم يرون ارتباطهم بالقضية الفلسطينية وبحركات المقاومة في غزة، ولا سيما حماس والجهاد “مبدئيا ومصيريا، ولا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة”.

“فلسطين2” صاروخ باليستي فرط صوتي طوره الحوثيون (وسائل التواصل)

وفيما يلي نص الحوار:

  • ما موقفكم من العدوان الإسرائيلي على لبنان واستهداف حزب الله جوا وبرّا؟

نحن كشعب يمني عربي مسلم وكجزء من محور الجهاد والمقاومة، نقف الى جانب أهلنا في لبنان الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم مدعوم من أميركا ودول الغرب كواجب ديني وأخلاقي وإنساني. وسنبذل كل ما بوسعنا وكل ما لدينا من إمكانيات وقدرات ولن ندخر أي جهد في إسناد ودعم المقاومة اللبنانية حتى ينكسر العدوان الصهيوني ويتحقق النصر لإخواننا بإذن الله، وكذلك هو موقفنا مع أهلنا في غزة.

  • كيف تنظرون إلى قيام إسرائيل باغتيال أمين عام حزب الله وقيادته العسكرية والسياسية؟

إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال السيد القائد حسن نصر الله يعبر عن الفشل والتخبط الذي يعيشه كيان العدو، لا سيما بعد عجزه خلال عام كامل عن إحراز أي انتصار في غزة سوى قتل النساء والأطفال وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين، وفشله في استعادة أسراه أو النيل من عوامل القوة والتماسك لدى حماس والجهاد في غزة، أو إيقاف عمليات الإسناد والنصرة التي يتصدرها المحور لا سيما الأخوة في حزب الله وكل جبهات الجهاد والمقاومة المساندين لأهلنا في غزة.

كما أن الكيان الصهيوني أراد بإقدامه على هذه الجريمة كسر معنويات المجاهدين وإعطاء جنوده وأتباعه في المنطقة نوعا من الزخم والإنعاش المعنوي.

ومع ذلك، وبالرغم من منزلة ومقام الشهيد القائد حسن نصر الله الرفيعة في قلوبنا وفي نفوسنا وعلى مستوى المقاومة اللبنانية والمحور بشكل عام والعالم العربي والإسلامي والإنساني، كونه يعتبر رمزية للحق الذي يواجه الباطل والعدوان، غير أن هذه الجريمة لن تؤثر على نسق المقاومة وخطها ومسارها الجهادي أو على تماسك الحزب الذي يتفوق تنظيميا على الكثير من الأطر التنظيمية والمؤسسات الحكومية في العالم، ولن تفت في عضد المقاومة بل ستزيدها قوة وصلابة وزخما أكبر في التصدي للعدو وإلحاق الهزيمة النكراء به بعون الله تعالى.

كما أن عمليات الإسناد لغزة ستتواصل من كل الجبهات وبوتيرة تصاعدية عالية كما هو الحال اليوم. وبعملية الاغتيال الجبانة، فتح العدو الصهيوني على نفسه النار وعجل بالانتحار والتلاشي. وعلى المستوى الآني، أصبحت عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين بعيدة وأكثر تعقيدا.

  • هل تخشون من قيام إسرائيل بعمليات اغتيال تستهدف قيادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي؟

لو كنا نخشى من القتل والشهادة لما ساندنا أهلنا في غزة، نحن لم ندخل على خط المواجهة مع الصهاينة قتلة النساء والأطفال والمدنيين إلا ونحن مدركون أبعاد ومآلات ذلك، لا سيما ونحن نعرف أننا سنواجه قوى ومحور الهيمنة والاستكبار العالمي ممثلا بأميركا ودول الغرب المساندة للكيان الإسرائيلي، وأننا سنقدم التضحيات الجسام.

ومع ذلك، وامتثالا لتوجيهات الله تعالى في نصرة إخواننا المظلومين في غزة، وانطلاقا من مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، تحركنا على هذا الخط الجهادي المقاوم ونحن واثقون بنصر الله وبوعده لعباده المجاهدين، وبوعيده لأعدائه المجرمين، وأيا تكن النتائج الميدانية سواء الظفر بالشهادة في سبيل الله أو الظفر بهزيمة العدو فكلها بالنسبة لنا انتصارات.

لذلك، لا ضير ولا خوف ولا قلق يساورنا مما نقدمه وسنقدمه من تضحيات، والمهم هو أننا في طريق الحق وفي مسار النصرة للمستضعفين والتنكيل بقتلة الأطفال والنساء، وسنواصل جهادنا بكل ما نحمله من إيمان بالله تعالى وعدالة القضية وما بأيدينا من سلاح وسنجعل العدو بإذن الله يندم أشد الندم.

  • في الذكرى الأولى للحرب على غزة ومساندتكم للمقاومة الفلسطينية، هل ثمة مفاجآت قادمة من حيث تصعيد الفعل العسكري في ضوء التطورات الأخيرة في غزة ولبنان واليمن؟

سندشن العام المقبل من الجهاد والمقاومة والإسناد لأهلنا في غزة ولبنان بإذن الله تعالى بضربات منكلة بالعدو، وبعمليات لم يكن يتوقعها أو يحسب لها حسابا، وسنترك الإفصاح عن تفاصيل ذلك لأرض الميدان.

  • هل حققت أميركا وبريطانيا أهداف عملياتهما التي تستهدفكم وماذا حققتم في عملياتكم البحرية؟

العدوان الأميركي البريطاني وكذلك الإسرائيلي على بلادنا يهدف إلى إيقاف عمليات الإسناد لأهلنا في غزة وكسر إرادتنا، وهذا يعتبر من المستحيلات، ومع ذلك فهو لم يطل سوى المنشآت المدنية أو المناطق المفتوحة والتي كان بعضها معسكرات قبل سنوات.

لكن على المستوى العسكري، لم يحقق العدو أي إنجاز، بل العكس تماما، فقد وحد العدوان أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية والجغرافية وعزز مواصلة التصدي والمواجهة والإسناد، كما استطاعت قواتنا المسلحة تطوير قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، واستطاعت بفضل الله تعالى إسقاط 11 طائرة أميركية من نوع (إم كيو-9) والتي تعتبر فخر الصناعات الأميركية.

كما استمرت وتوسعت عمليات قواتنا البحرية والصاروخية وسلاح الطيران المسيّر لتشمل مناطق بعيدة، وتمكنت من استهداف عشرات السفن التجارية التي لها علاقة بالكيان الإسرائيلي والأميركي والبريطاني والقطع البحرية المعادية، وتعطيل حركة الملاحة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وإغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) وفرض حظر على دخول الموانئ المحتلة، وكذلك تنفيذ ضربات في عمق العدو لا سيما في سياق المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد لأهلنا في غزة.

وعلى المستوى المجتمعي، تقاطر مئات الآلاف من المتطوعين الراغبين في المشاركة بالمعركة البرية بمواجهة كيان العدو الصهيوني إلى الالتحاق بمعسكرات التعبئة الشعبية نصرة لغزة، وهذه الخطوة تأتي في سياق التحضير للمعركة البرية.

  • قصفت إسرائيل ميناء الحديدة للمرة الثانية مؤخرا، فهل سيكون ردكم بالمثل ويجري ضرب ميناء حيفا؟

بالنسبة للرد على العدوان الصهيوني على الحديدة فهو آت بضربات موجعة للعدو، وفي عمقه الإستراتيجي والأمني، والتفاصيل ستكون في الميدان.

  • كررتم ضرب تل أبيب بـ”مسيّرة يافا” وكذلك صاروخ “فلسطين2” فهل سيقتصر الاستهداف في عمق إسرائيل على المواقع العسكرية أم سيشمل مواقع حيوية وإستراتيجية ومراكز صنع القرار؟

إن قصف واستهداف العمق الصهيوني في منطقة يافا الكبرى، ما تسمى بتل أبيب، أو غوش دان، مستمر في إطار المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد لأهلنا في غزة، وستشهد المرحلة المقبلة تصعيدا على المستوى الكمي والنوعي في استهداف مكامن القوة لدى العدو.

  • ما مستقبل علاقة الحوثيين مع المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس؟

علاقتنا بالمقاومة الفلسطينية مصيرية، فكما أن القضية الفلسطينية هي المرتكز الرئيس لمشروعنا القرآني، فإننا نعتبرها مقدمة حتى على كل القضايا بما فيها قضايانا الداخلية.

ونعتقد جازمين أن عدوان العشر سنوات الذي شن على شعبنا وبلادنا جاء محاولة لثنينا عن تبني القضية الفلسطينية والتخلي عن شعار البراءة من الأعداء، وإماتة وإخماد جذوة التحرر من الوصاية والهيمنة والاستكبار الأميركي البريطاني الغربي، ولذلك فارتباطنا بالقضية الفلسطينية وبإخواننا من حركات المقاومة في حماس والجهاد وغيرها مبدئي ومصيري ولا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version