تواجه السلطات المغربية، السبت، أزمة في مواجهة تبعات الزلزال المدمر الذي أودى بحياة نحو 300 شخص، ووُصف بأنه “الأسوأ منذ قرن”، حيث تسببت الكميات الكبيرة من الحجارة المتراكمة، في إغلاق عدد من الطرق التي تقود إلى المناطق المتضررة، مما يعيق وصول سيارات الإسعاف والمساعدات.
ونقلت القناة المغربية الرسمية الثانية، أن “الطريق الجبلي الذي يوصل إلى منطقة إيغيل بإقليم الحوز، وهي مركز الزلزال، يشهد انهيارات صخرية كبيرة، حيث يقع في منطقة جبلية صعبة في سلسلة جبال الأطلس”.
وأصبح مواطنون وسيارات إسعاف وطواقم صحفية، “عالقين في هذا المحور الطرقي، في انتظار الوصول إلى مركز الزلزال”، في وقت تعمل فيه السلطات على إزاحة الصخور الكبيرة المتساقطة بواسطة جرافات.
وأفادت وزارة الداخلية المغربية في بيان، أن الحصيلة الأولية كشفت عن “مصرع 296 شخصا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، وإصابة 153 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات الأولية”.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، السبت، عن المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جابور، قوه إنها “المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل في المغرب”.
دعوات للتبرع بالدم
وشعر سكان مراكش والرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.
وإثر الهزة القوية، بدأت حملات رسمية تدعو للتبرع بالدم، حيث ناشد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، “جميع المواطنين إلى التوجه إلى المستشفيات القريبة من أجل التبرع بالدم”، ابتداءً من صباح السبت.
داعية إلى التحلي بـ “الهدوء”.. “الداخلية المغربية” تؤكد سقوط مئات القتلى جراء الزلزال
أكدت وزارة الداخلية المغربية في بيان، السبت، تسجيل 296 وفاة حتى الساعة الثانية فجرا، إثر الزلزال الذي ضرب المملكة بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.
فيما أعلن مهرجان تميتار للموسيقى في مدينة أكادير، إلغاء ما تبقى من فعالياته بعد الزلزال المدمر. وكان من المقرر أن يشهد اليوم فعالياته الختامية.
وأوقفت الفنانة نجوى كرم فقرتها الغنائية في المهرجان، مساء الجمعة، بعد شعور الحضور بالزلزال في أكادير.
وسجل المعهد الوطني للجيوفيزياء هزة أرضية بلغت قوتها 7 درجات على سلم ريختر، بإقليم الحوز، ووقعت الهزة حوالي الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة (بالتوقيت المحلي) مساء الجمعة.
هروب إلى البحر
ونقل موقع “هسبريس” المحلي، أن عددا من المواطنين في الرباط، هربوا من منازلهم بعد الزلزال الذي شعروا به، تخوفًا من احتمال وقوع هزات جديدة بقوة أكبر.
ونقل الموقع عن أحد المواطنين قوله: “الأمر كان مدهشا للغاية وغير متوقع بالمرة، مما خلق حالة من الهلع”.
كما توجه كثيرون إلى البحر وافترشوا الرمال، وقالت امرأة غادرت منزلها رفقة بناتها الثلاث: “مع الهزة الأولى أحسست بخوف شديد، مما دفعني إلى حمل بناتي على الفور، والركض بشكل هستيري نحو البحر”.
وأضافت: “الخوف الذي انتابني كان جراء تذكري أحداث زلزال تركيا، التي لا تزال في مخيلتي، والتي ترسخت عبر الأخبار والفيديوهات التي كانت تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
لكن المسؤول بالمعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء، ناصر جابور، حذر في تصريحات للتلفزيون الرسمي المغربي، من أن هذا “سلوك خاطئ”، مشددا على أنه “لا يجب التوجه إلى البحر مطلقًا، خوفًا من وجود موجات تسونامي مرافقة للزلزال”.
مع التحذير من وقوعها في المغرب.. ماذا يجب أن تفعل عند حدوث “هزات ارتدادية”؟
لقي نحو 300 شخص على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 150 آخرين، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب الليلة الماضية، بحسب إحصاءات أولية لوزارة الداخلية.
صدمة وذعر
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت، حطام مساكن في أزقة مراكش، وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.
وقال مواطن من سكان مراكش لوكالة “فرانس برس”: “حوالي الساعة 23,00 شعرنا بهزة عنيفة جدا وأدركت أنه زلزال. رأيت مبان تتحرك ثم خرجت ورأيت أشخاصا كثيرين في الخارج. كان الناس جميعا في حال صدمة وذعر. كان الأطفال يبكون والأهل في ذهول”.
وأضاف: “انقطعت الكهرباء 10 دقائق، وكذلك شبكة (الهاتف) لكنها عادت. الجميع قرروا البقاء خارجا”.
وكان المغرب قد شهد في 24 فبراير 2004، زلزالا قويًا ضرب محافظة الحسيمة شمال شرقي الرباط، وتسبب في مقتل 628 شخصًا.
وكان الأقوى في فبراير من عام 1960، حين ضرب زلزال مدينة أكادير، وأسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وبحسب فرانس برس، كان هذا العدد يمثل نحو ثلث سكان المدينة آنذاك.