تتواصل عمليات إجلاء المدنيين من المناطق التي اجتاحتها المياه في جنوب أوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا، في حين زعم الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تكبدت خسائر في الأفراد والعتاد جراء هذه الكارثة.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم الخميس إن الجيش الروسي لم يكن مستعدا لعواقب تفجير سد كاخوفكا، وإنه تكبد خسائر في القوات والأسلحة والذخائر.

وأضافت هيئة الأركان أن تفجير السد، أول أمس الثلاثاء، أدى إلى مقتل وجرح وفقدان عدد من أفراد وحدات فرقة الهجوم المحمولة جوا والفيلق 22 الروسي.

من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام روسية اليوم عن عمدة مدينة نوفا كاخوفكا المعيّن من قبل موسكو أن 5 أشخاص لقوا حتفهم إثر تدمير السد.

وتم إجلاء آلاف السكان من المناطق التي اجتاحتها المياه، سواء في الجانب الأوكراني أو في مناطق سيطرة القوات الروسية جنوبي أوكرانيا، حيث غُمرت آلاف المنازل.

وقال مسؤول أوكراني إنه يتعين على السلطات إجلاء أكثر من 17 ألف مدني في المجمل.

من جهة أخرى، نقلت وكالة تاس للأنباء عن السلطات المحلية لموالية لروسيا أن المياه غمرت قرابة 14 ألف منزل بعد انهيار السد، وتم إجلاء حوالي 4300 شخص من المنطقة.

كارثة إنسانية وبيئية

وصرح حاكم مقاطعة خيرسون صباح اليوم الخميس بأن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مربع من أراضي المقاطعة بعد تفجير السد المقام على نهر دنيبرو.

وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتدمير السد لتحقيق مكاسب عسكرية، وسط مخاوف محلية ودولية من التداعيات الإنسانية والبيئية للكارثة.

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن اجتماعا لتنسيق عمليات الإغاثة سيعقد اليوم الخميس عبر الفيديو مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بعد التدمير “الشائن” لسد كاخوفكا.

من ناحية أخرى، يتصاعد الحديث في المعسكر الغربي عن سبل دعم كييف إثر مطالبتها المتكررة بالحصول على ضمانات أمنية.

وقال الأمين العام السابق لحلف الناتو أندرس راسموسن إن مجموعة من دول الحلف ربما تكون مستعدة لنشر قوات على الأرض في أوكرانيا إذا لم تقدم الدول الأعضاء -وفي مقدمتها الولايات المتحدة- ضمانات أمنية ملموسة لكييف في قمة الحلف المقبلة بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس.

قمة فيلنيوس

وأفادت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية بأن راسموسن -الذي يقوم بدور المستشار الرسمي للرئيس الأوكراني بشأن وضع كييف في المنظومة الأمنية الأوروبية- يجري حاليا جولة في أوروبا والولايات المتحدة لقياس المزاج العام قبل عقد قمة فيلنيوس في 11 يوليو/تموز المقبل.

وحذر راسموسن -في تصريحاته أمس الأربعاء- من أنه حتى لو قدمت مجموعة من الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا، فإن دولا أخرى لن تسمح بإبقاء قضية عضوية أوكرانيا المستقبلية في الناتو خارج جدول أعمال فيلنيوس.

وتابع “هناك احتمال واضح بأن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية”، وأضاف “لن أستبعد أن تشارك بولندا بشكل أقوى وأن تتبعها دول البلطيق، وربما يشمل ذلك إمكانية وجود قوات على الأرض”.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي قال فيه الأمين العام الحالي للناتو ينس ستولتنبرغ إن مسألة الضمانات الأمنية ستكون على جدول أعمال فيلنيوس، لكنه أوضح أن الحلف -بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن- لا يقدم ضمانات أمنية إلا للدول كاملة العضوية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version