هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المنازل الفلسطينية بمدينة القدس المحتلة خلال شهر رمضان الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات، وفق منظمة إسرائيلية يسارية.

وقالت منظمة “عير عميم” المختصة بشؤون القدس، في بيان اليوم، “في الأسبوع الأول من شهر رمضان، ولأول مرة، هدمت السلطات الإسرائيلية منازل في القدس الشرقية”.

ولفتت إلى أنه لسنوات طويلة “امتنعت إسرائيل في السابق عن تنفيذ عمليات هدم خلال شهر رمضان نظرا لحساسيته الدينية”.

وأوضحت أنه خلال الأيام الماضية، تم هدم 4 مبانٍ سكنية في القدس، هي منزل في بيت حنينا و3 شقق في حي العيسوية.

“وشمل الهدم تدمير شقة كانت تؤوي مزارعين، إضافة إلى منشآت زراعية وأسوار وأبواب، وتسبب الهدم بفقدان 6 عائلات مصدر رزقها، ويُقدر الضرر الاقتصادي الأولي بأكثر من مليوني دولار”، وفق البيان.

وأول أمس الاثنين، هدمت قوات الاحتلال منشآت زراعية في بلدة العيساوية شرقي مدينة القدس المحتلة، تستخدم لتربية العجول والأغنام بمساحة حوالي 5 آلاف متر مربع مقامة منذ 30 عاما.

وقال المزارع مازن محيسن، للجزيرة نت إن المزرعة كانت تستوعب نحو ألف رأس من العجول وقرابة 2500 رأس من الأغنام والآن يبحث أصحابها عن بدائل، كما تضررت عدة عائلات كانت تعتمد في معيشتها على العمل فيها.

وأفادت المنظمة الإسرائيلية بأن عام 2024 شهد زيادة بنسبة 14% في هدم المنازل الفلسطينية بالقدس الشرقية مقارنة بعام 2023.

وأضافت أنه “منذ بداية عام 2025، تم هدم 46 مبنى، والمؤشرات تشير إلى تصاعد الظاهرة”.

وقال الباحث في “عير عميم” أفيف تاترسكي، في البيان: “لأول مرة تنتهك إسرائيل العرف القائم منذ سنوات وتنفذ عمليات هدم خلال رمضان، وهو شهر مقدس للمسلمين حول العالم”.

وحسب المنظمة، تعد العمليات “سابقة خطيرة تعمّق معاناة سكان القدس الشرقية، الذين يُجبرون على البناء دون تصاريح بسبب سياسة التخطيط التمييزية الإسرائيلية”.

وأردفت: “بدلا من عمليات الهدم القاسية، حان الوقت لتطوير مخططات هيكلية تسمح للفلسطينيين بالحصول على تصاريح بناء قانونية”.

ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تكثف إجراءاتها، وبينها عمليات الهدم والاستيطان لتهويد القدس الشرقية حيث يوجد المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

وتتجاوز مخططات تل أبيب القدس الشرقية، إذ تكثف حاليا إجراءاتها لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، ما يعني حال تحققه وفاة مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

​​​​​​​ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version