تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا مقطع فيديو لمبادرة شبابية تطوعية لطلاء جدران زنزانة فرع الأمن السياسي باللاذقية غربي سوريا، مما أثار استياء مغردين سوريين، ووصفوا هذا الفعل بأنه جريمة منظمة.

 

وبحسب ما جاء في حلقة (2025/1/14) من برنامج “شبكات”، فإن “هذا الفعل الأخرق ارتكبته مجموعة سواعد الخير، إذ تركت كل خراب سوريا ولم تدهن المدارس ولا الكراجات ولا المشافي والدوائر الحكومية وذهبت لتدهن زنزانة”.

وذكر البرنامج أن صفحة “سواعد الخير” حذفت الفيديو من صفحتها، وأن “فريق برنامج شبكات حاول التواصل مع القائمين على الصفحة، لكنه لم يتلقَ أي رد”.

وكشف البرنامج أيضا أن من بين الذين ظهروا في الفيديو شخصا اسمه يزن فويتي، وهو مذيع في الفضائية السورية.

وكانت الأفرع الأمنية في سوريا عبارة عن مراكز تعذيب وحشية للشعب السوري، وبحسب ما تم الكشف عنه بعد سقوط نظام بشار الأسد، فإن الزنازين كانت شاهدة على حجم الألم الذي عاشه المعتقلون، وعلى جدرانها تُقرأ الكثير من القصص التي تحكي أوجاعهم.

ولا تزال كثير من العائلات تجهل مصير أبنائها، وتبحث عن أي أثر يفيد في معرفة مصيرهم “وقد يكون الأثر كلمات على جدران الزنزانة، بقعة دم، بصمات أنامل، وقد يكون ذلك هو الأثر الوحيد”، بحسب ما جاء في حلقة “شبكات”.

وتوصي المنظمات الحقوقية بأهمية الحفاظ على الأدلة المتعلقة بالفظائع التي ارتكبتها حكومة النظام المخلوع، بما في ذلك الوثائق الحكومية وحماية مواقع الجرائم والمقابر الجماعية لتحقيق العدالة للضحايا.

وانتقد مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي ما سميت بمبادرة طلاء زنزانة فرع الأمن السياسي في اللاذقية.

وكتب إبراهيم الطه يقول “هذا مسرح جريمة، ممنوع العبث فيه حتى وصول لجان مختصة، والأمم المتحدة وعدت بتشكيل لجان للتحقيق بجرائم حرب، هؤلاء تركوا بلد مدمرا بنسبة 80% ليقوموا بدهن (طلاء) فرع أمن، يعني هؤلاء إما مدفوعين أو حمقى”.

ورأى مشاري المطيري في تغريدته أن “المفروض من الجهات المعنية حماية هذه السجون حتى يتم توثيق جرائم نظام الأسد والشبيحة لتكون دليلا ضد هؤلاء المجرمين وأخذ حق الشهداء والمعتقلين”.

وطالب محمد يزن بمقاضاة الفاعلين بقوله “يجب على أي حقوقي أو أي واحد يفهم في هذا المجال أن يرفع عليهم دعوى على السريع، هذا الفعل لم يأت هكذا، جاء على بالنا ندهن السجن، لا، هي جريمة منظمة متكاملة الأركان، وهناك من هو وراءها”.

وقال شعبان “كان مفروض من إدارة العمليات منع الاقتراب من السجون كلها والحفاظ عليها، بما فيها من ذكريات وأسماء وآلام محفورة في الحيطان لتذكير العالم، وتكون مصدر معلومات”.

من جهتها، وصفت لين المبادرة بأنها “مبادرة سخيفة، الكل يبحث عن الشهرة على جراح الناس وعذابهم، هناك أماكن أخرى بإمكانهم تجميلها، مثل المدارس والمشافي وكسب الترندات من ورائها، كل حرف على تلك الجدران هو ذكريات وحياة وألم المعتقلين”.

وكانت وزارة العدل في الحكومة السورية المؤقتة قد طلبت من المواطنين ممن حصلوا على وثائق من الأفرع الأمنية والسجون أو من الدوائر الحكومية تسليمها إلى النيابة العامة في وزارة العدل لإدانة المجرمين من فلول النظام السابق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version