يطمح المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، إلى العودة للبيت الأبيض، بعد فترة ولاية واحدة انتهت بخسارته أمام الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات عام 2020.

ولن يكون ترامب أول رئيس أميركي خطط للعودة إلى البيت الأبيض بعد الخسارة، فقد سبقه 5 آخرون خاضوا غمار التجربة، ولو فاز في سباق عام 2024 سيكون ثاني رئيس يتمكن فعليا من تحقيق هذا الهدف.

وعلى عكس منافسته كامالا هاريس، التي تتمتع بدعم رؤساء ديمقراطيين سابقين: باراك أوباما، وبيل كلينتون، وجيمي كارتر، لا يحظى ترامب بمثل هذا الدعم من أسلافه الجمهوريين، والرئيس الجمهوري السابق الوحيد على قيد الحياة هو جورج دابليو بوش لم يعلن دعمه له.

و”ينظر ترامب إلى التاريخ للبحث عن مصدر إلهام، ودائما ما يقارن نفسه بإبراهام لينكولن، لكن هناك مثالا أفضل”، حسب وصف “سي أن أن”.

وهذا المثال هو الديمقراطي، غروفر كليفلاند، الرئيس الوحيد الذي وصل إلى البيت الأبيض مرتين غير متتاليتين، وذلك بعد أن فاز بالرئاسة عام 1885، ثم هزم في 1889، ثم رشحه حزبه مرة أخرى ليفوز في 1893.

الرئيس غروفر كليفلاند حقق سابقة تاريخية

وكليفلاند، الرئيس الـ22 والـ24 للولايات المتحدة كان أيضا أول رئيس ديمقراطي يُنتخب بعد الحرب الأهلية، وفق موقع البيت الأبيض.

وُولِد كليفلاند في ولاية نيوجيرزي عام 1837، ونشأ في شمال ولاية نيويورك القريبة، وعمل محاميا قبل دخوله عالم السياسية وانتخابه عام 1881عمدة لمدينة بوفالو، ثم أصبح بعد وقت قصير حاكما لنيويورك.

وفاز كليفلاند بالرئاسة بدعم مشترك من الديمقراطيين والجمهوريين الإصلاحيين، الذين رفضوا سجل خصمه، جيمس بلين، من ولاية مين، وفق البيت الأبيض.

وتقول الجمعية التاريخية للبيت الأبيض إنه خلال فترة ولايته الأولى، رفض تقديم أي مزايا خاصة لفئات اقتصادية معينة واستخدم حق النقض عدة مرات لرفض مشاريع القوانين والتشريعات بهذا الصدد.

وأثار الرئيس غضب ناخبين عندما استخدم حق النقض لإنهاء مشروع قانون معاشات الإعالة لعام 1887، الذي كان من شأنه أن يمنح معاشات تقاعدية للإعاقات غير الناجمة عن الخدمة العسكرية.

واستخدم حق النقض ضد تشريع لتخصيص 10آلاف دولار لتوزيع البذور على المزارعين في تكساس الذين تضرروا من الجفاف، وكتب تعليقا على القرار: “المساعدات الفيدرالية في مثل هذه الحالات تشجع على توقع الرعاية الأبوية من جانب الحكومة وتضعف صلابة شخصيتنا الوطنية”.

وأغضب الرئيس عمال السكك الحديدية بعد إجبار الهيئة على إعادة 81 مليون فدان من الأراضي التي كانت تمتلكها بمنحة حكومية.

ودعا الرئيس الكونغرس إلى خفض التعريفات الجمركية العالية، وهي القضية التي استخدمها الجمهوريون ضده في حملة إعادة انتخابه، لكنه رد على ذلك قائلا: “ما الفائدة من انتخابك أو إعادة انتخابك ما لم تدافع عن شيء ما؟”

وهُزم كليفلاند فعليا عام 1888 أمام الجمهوري بنيامين هاريسون، من ولاية إنديانا.

وبعد الهزيمة، قرر الانتقال إلى نيويورك حيث عاش حياة خاصة هادئة.

وبعد انتخابه مرة أخرى في عام 1892، واجه كليفلاند أزمة كساد كبيرة قال منتقدوه إنه لم يتمكن من التعامل معها بفعالية.

ويشير البيت الأبيض إلى أنه تعامل بحزم وصرامة مع إضراب لعمال السكك الحديدية في شيكاغو. وقال الرئيس في ذلك الوقت: “إذا كان الأمر يتطلب مشاركة الجيش والبحرية الأميركية بالكامل لتسليم بطاقة بريدية في شيكاغو، فسوف يتم تسليم هذه البطاقة”.

ويقول البيت الأبيض إن طريقته في التعامل مع الإضراب أثارت إعجاب البعض، وكذلك بعدما نجح في إجبار بريطانيا على قبول التحكيم في حدود متنازع عليها في فنزويلا.

ولكن سياساته أثناء فترة الكساد لم يكن لها شعبية على الإطلاق حتى انتهاء ولايته في عام 1896.

وبعد مغادرته البيت الأبيض، عاش في برينستون، بولاية نيوجيرزي. وتوفي عام 1908.

ويمكن القول إنه ما أشبه الليلة بالبارحة مع خوض ترامب غمار المنافسة مرة أخرى للعودة إلى البيت الأبيض.

ويرى تروي سينيك، مؤلف كتاب “رجل من حديد: الحياة المضطربة والرئاسة غير المحتملة.. غروفر كليفلاند” أوجه تشابه بينهما، فكلاهما جاء من خارج النخبة السياسية تقريبا.

وفي حين شغل كليفلاند منصب عمدة وحاكم قبل الوصول إلى البيت الأبيض، فقد حقق صعودا سريعا، إذ انتقل من منصب عمدة بوفالو إلى منصب رئيس الولايات المتحدة في غضون ثلاث سنوات فقط.

وقال سينيك، إنهما يشتركان كذلك في النفور من الصحافة واتهام الصحفيين بالتدخل في حياتهما الخاصة. وكان كليفلند يتهم وسائل الإعلام الحزبية في أواخر القرن التاسع عشر بأنها كانت في بعض الأحيان تختلق القصص بالكامل.

وترشح كليفلاند لمنصبه على أساس نسخته الخاصة من “تجفيف المستنقع”، وهو المصطلح الذي يستخدمه ترامب، وكان مهتما في المقام الأول بإصلاح الخدمة المدنية بهدف تعيين الموظفين الفيدراليين على أساس الجدارة وليس بسبب علاقاتهم السياسية.

وتقول “سي أن أن” إن ثمة اختلافات بينهما، فترامب فاز بمعركة الرئاسة أمام هيلاري كلينتون في 2016 رغم خسارته للتصويت الشعبي، بينما خسر كليفلاند البيت الأبيض رغم فوزه بالتصويت الشعبي في عام 1888.

ولم يخطط كليفلاند للترشح مرة أخرى بعد تركه منصبه

وبحسب لويس بيكون، المتحدث باسم مكتبة غروفر كليفلاند الرئاسية في نيوجيرزي، كان كليفلاند يستمتع بالصيد في منزله وقضاء الوقت مع زوجته الجديدة وابنته روث بعد مغادرة البيت الأبيض.

لكن وفق مجلة تايم، اتخذ كليفلاند قرارا بالترشح مرة أخرى بعد انتخابات التجديد النصفي بتشجيع من مؤيديه الذين رأوا في نتائج الانتخابات رفضا لسياسات الرئيس هاريسون.

لكن “سي أن أن” قالت إن ما دفع كليفلاند إلى الترشح للمرة الثالثة هو الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، بعد تهديد موجة جديدة من الديمقراطيين الشعبويين بالاستيلاء على الحزب وتوجيهه بعيدا عن نهج كليفلاند.

وقبل 9 أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية وفي ظل منافسة شديدة، يحشد ترامب أنصاره في قاعة ماديسون سكوير غاردن الشهيرة في نيويورك، في حين تخطّط هاريس لتحفيز الناخبين في فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا الحاسمة، الأحد.

ويحاول المرشحان جاهدين إقناع الناخبين في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة للانقسام في الولايات المتحدة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تعادلهما قبل اقتراع الخامس من نوفمبر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version