كتب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال شهر ما يزيد على ألف منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، هاجم في أكثر من ثلثها كامالا هاريس، ويرى باحثون أن فيها قدرا كبيرا من التضليل وتغذي غضب قاعدته الأكثر تطرفا.

وعدد متابعي المرشح الرئاسي الجمهوري لانتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني أقل بكثير من متابعيه على حسابه في منصة تويتر التي أصبحت تسمى “إكس”، الذي تم منعه من استخدامه موقتا بعد هجوم أنصار له على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 لمنع إقرار نتائج الانتخابات التي فاز بها جو بايدن.

لكن وتيرة نشره للتدوينات لا تزال منتظمة، بأكثر من 30 مرة يوميا كمعدل خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وغالبا ما تنشر في وقت متأخر من الليل، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويمكن قراءة تدوينات تصف كامالا هاريس بأنها “مذنبة بارتكاب جرائم” و”يجب طردها أو محاكمتها”، كما أنه لا يتردد في وصفها بأنها “مجنونة” أو “متخلفة عقليا” أو “غبية” أو أنها تدفع مقابلا لمؤيديها.

وكتب في إحدى تدويناته “أنا أكره تايلور سويفت”، في انتقاد لنجمة موسيقى البوب التي تدعم كامالا هاريس بشكل علني، كما يعج حسابه باستطلاعات رأي تمنحه تقدما، وبروابط لمواقع وسائل إعلام محافظة وكذلك بمعلومات حول ملفات مثل الإجهاض والهجرة.

ويحمّل ترامب في منشوراته كامالا هاريس المسؤولية عن الهجرة غير النظامية عبر الحدود مع المكسيك، ويستخدم في كثير من الأحيان إحصاءات قديمة أو مضللة حول الجريمة بين صفوف المهاجرين.

 

تجاهل هاريس

وبينما تتجاهل المرشحة الديمقراطية معظم هذه الإهانات والهجمات وتفضل استفزاز غرور خصمها من خلال وصفه بـ”غريب الأطوار” أو التشكيك في عدد المؤيدين الحاضرين في اجتماعاته الانتخابية، لكن حملتها لا تتردد في الإشارة إلى كل معلومة كاذبة ينشرها دونالد ترامب، وإن كان ذلك لا يوقف انتشارها.

وبعد تعرضه لانتقادات بسبب إعادة نشره تدوينة جاء فيها أن كامالا هاريس حصلت على امتيازات سياسية مقابل “خدمات” جنسية، أكد ترامب مؤخرا في برنامج بودكاست أن “إعادة مشاركة (المنشورات) يخلق الأعداء”.

وعقب اعتقال مغني الراب “باف ديدي” بتهم الاتجار بالجنس، شارك دونالد ترامب صورة مفبركة تظهر كامالا هاريس بجانب هذا المغني الشهير.

ويقول المحلل من جامعة فيرجينيا لاري ساباتو “بالنسبة لي، وأنا أتابع ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 9 سنوات، فإن هذا الأمر صادم”، معتبرا أنه في السابق “لم يكن لأي مترشح أن ينال ترشيح حزبه لو نشر مثل هذا التعليق الأخرق”.

وشارك ترامب أيضا على نطاق واسع في نشر الاتهامات الكاذبة لمهاجرين هايتيين في ولاية أوهايو بسرقة حيوانات أليفة لأكلها، مما أثار جدلا ألقى بظلاله على الحملة الانتخابية لفترة طويلة. ونتيجة للاتهامات، أصبح المهاجرون الهايتيون عرضة للتهديدات في هذه الولاية الواقعة شمال شرق البلاد.

ويشير جاريد هولت من “معهد الحوار الإستراتيجي” إلى أن “منشورات ترامب تشجع وتطبّع وتنشر الأيديولوجيات المتطرفة”، معبرا عن خشيته من أن يحمس ذلك “الأطراف الأكثر تطرفا في الحركة المحافظة الحديثة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version