لم تتلقف أسواق الأسهم بعد تداعيات شد حبال رفع سقف الدين وعصر النفقات في الكونغرس بالولايات المتحدة الأميركية، رغم المخاوف المثارة عن تعذر إيفاء المستحقات في يونيو.

وفي حين ينشط تحوط المستثمرين بالبورصة هامشيا، إلا أن هناك القليل من علامات الذعر، وفق ما ورد في تقرير لوكالة بلومبرغ، السبت.

ويكشف التقرير أن توقعات تقلبات أسعار الأسهم الأكثر حساسية تجاه تخلف الحكومة عن السداد، لا تزال تحوم بالقرب من أدنى مستوى لها خلال عامين.

وانخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.3 في المئة هذا الأسبوع، وارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.6 في المئة. وانخفض مقياس مخاطر السوق إلى ما يقرب من مستوى 17، حسب بلومبرغ.

ووصفت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، السبت، الأزمة المتعلقة برفع سقف الدين الأميركي بأنها “أكثر صعوبة” من ذي قبل، لكنها لا تزال تأمل في إمكانية التوصل إلى حل لمنع حدوث أول تعثر عن سداد الدين في تاريخ الولايات المتحدة.

وقالت يلين في مقابلة مع رويترز على هامش اجتماع في اليابان لمسؤولي الشؤون المالية بمجموعة الدول الصناعية السبع إنها تأمل في إطلاع الكونغرس الأميركي في غضون الأسبوعين المقبلين على الموعد المحدد لنفاد أموال الخزانة لسداد فواتير الحكومة.

وتكررت مناشدة يلين الكونغرس بالموافقة على رفع سقف الاقتراض الفيدرالي البالغ 31.4 تريليون دولار لمنع “كارثة اقتصادية ومالية” ستحدث في حال تعثرت الولايات المتحدة عن سداد ديونها.

ويصر الرئيس جو بايدن على أن الواجب الدستوري للكونغرس يحتم رفع سقف الدين بلا شروط لسداد النفقات التي تمت الموافقة عليها مسبقا. بينما يشترط الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجلس النواب، موافقة بايدن على تخفيضات كبيرة في الميزانية ليضمن موافقتهم.

ونقلت بلومبرغ عن خبراء أن آثار الوضعين المالي والنقدي في البلاد لم تظهر بعد في تقييمات الأسهم.

وفي سوق السندات، يقف المستثمرون في حالة تأهب قصوى. وباتت تكلفة مقايضات التخلف عن السداد التي تؤمن سندات الخزانة أعلى من العقود على سندات دول مثل اليونان والبرازيل، وفق تقرير بلومبرغ.

على خلاف السندات، تبقى الأمور هادئة أكثر في سوق الأسهم. ولكن يحذر بعض المختصين في سوق التداول، وفق التقرير، من أن ذلك ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

وتشير بلومبرغ إلى أنه من المحتمل أن يقترب الاقتصاد الأميركي من الركود بعد حملة تشديد السياسة النقدية بشكل حاد لكبح التضخم. وبالتوازي، لا تزال تداعيات أزمة النظام المصرفي تطفو على السطح.

ونقلت الوكالة عن محللين أن حالة عدم اليقين في الاقتصاد والقلق ستزيد من تفاقم ما يجري في النظام المصرفي وعدم الرغبة في إقراض الائتمان، الأمر الذي يزيد من مخاطر الركود.

أمام هذا الواقع، قالت يلين إن أول مواجهة كبيرة حول سقف الدين منذ 2011 تعكس استمرار انقسام الولايات المتحدة إلى طرفي نقيض بعد رئاسة دونالد ترامب.

وأردفت: “ذلك غير إيجابي بكل تأكيد بالنسبة للعلاقات والمكانة على الصعيد العالمي والمصداقية”.

وأضافت “ربما تكون هذه المرة أكثر صعوبة، لكنني آمل (..) أن نجد حلا”.

وذكرت يلين أن من الإشارات الإيجابية أن يوافق “الجميع تقريبا” في اجتماع عقده بايدن مع قادة الكونغرس، الثلاثاء الماضي، على أنه سيكون من غير المقبول أن تتعثر الولايات المتحدة في سداد الديون، وفق ما نقلت رويترز.

وقالت يلين إن بايدن، الذي يُتوقع أن يجتمع مرة أخرى مع قادة الكونغرس خلال هذا الأسبوع، ما يزال يعتبر أن حضور قمة مجموعة السبع التي ستبدأ الجمعة المقبلة في هيروشيما يمثل أولوية، لكنه ربما يلغي الرحلة ما لم يتم إحراز تقدم كاف لإنهاء المأزق.

ورغم معركة سقف الدين، تقول يلين إنها لا تزال مقتنعة بأن حكومة بايدن أعادت ترسيخ قيادة الولايات المتحدة في العالم مشيرة إلى أن قادة المجموعة الآخرين باتوا يتخذون موقفا مغايرا تماما عما كانوا عليه تجاه إدارة ترامب.

وفي تقرير هذا الأسبوع، قال مركز السياسات المؤلف من الحزبين إن بعض مسؤولي وزارة الخزانة اعتبروا هذا النهج الأكثر واقعية والأقل ضررا خلال أزمة 2011.

وقالت يلين “لا ينبغي لنا التحدث عن ذلك”. وتابعت “ينبغي لنا التحدث عن رفع سقف الدين. لكل خطة جوانب سلبية خطيرة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version