من بين عربات الجيش الإسرائيلي التي تقتحم الضفة الغربية، يبزغ عَلم فلسطين خفاقا يشق طريقه بين المدرّعات العسكرية وفوهات البنادق، يرفعه شيخ ستيني ويلوح به متبخترا في ثوبه التقليدي ونظرته المتحدية أمام جنود الاحتلال وأسلحتهم.

لم يمنع التقدم في العمر، الحاج أبو ناصر خيري حنون، من مواصلة المقاومة، فما زال الشيخ يتكئ على عكازه بيد، ويرفع علم بلاده باليد الأخرى، مُبتكرا شكلا جديدا للنضال، يتحدى به جنود الاحتلال الإسرائيلي ومدرعاته دون خوف، رغم العنف الذي ناله منه عدة مرات.

صورة حنون التي جابت الشاشات وجالت في صفحات الأخبار لفتت أنظار العالم إلى رسوخ الوجود الفلسطيني، إذ يقف مرتديا الزي التقليدي والكوفية الفلسطينية، رافعا راية وطنه، معلنا انتماءه لأرضه وصموده عليها، متعهدا -رغم شيبته- بالاستمرار في النضال حتى التحرير.

حنّون المولود في بلدة عنبتا في طولكرم عام 1959، بدأ مشواره النضالي بعدما أنهى المرحلة الثانوية، فانتمى عام 1980 إلى الحركة الوطنية، واعتقله الاحتلال الإسرائيلي بسبب نشاطه المقاوم وحكم عليه بالسجن مدة 20 عاما.

لكن أبو ناصر خرج من السجن عام 1985 بعملية تبادل أسرى، ليجد نفسه أكثر إصرارا من ذي قبل، ساعيا وراء واجبه الوطني، ليؤدي رسالته المنشودة على أرض بلده فلسطين.

وشجع الأب ابنه الوحيد أن يمشي على خطاه، فاعتقل ناصر مرات متفرقة لمشاركته في المقاومة الشعبية، تجاوز مجموعها 5 سنوات.

ويعتبر خيري حنون أن الكل مُدان في الانقسام الفلسطيني، سواء من شارك ومن لم يُشارك، والمصلحة العامة تتطلب الوحدة وإنهاء الاحتلال، ولا يوجد أي مُبرر لاستمرار الانقسام.

أبو ناصر تحدث للجزيرة نت عن تجربته في النضال، وجهوده في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتراث الأجداد، وعن المقاومة برفع علم فلسطين في وجوه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمدعمين بالآليات العسكرية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version