“فيديو مفبرك”، “اتهامات بتدخلات روسية”، وغيرها من المعلومات المضللة وغير الصحيحة التي انتشرت خلال الأيام الماضية للسباق الانتخابي التركي.

وتأخذ انتخابات تركيا التي تجرى، الأحد، طابعا خاصا باعتبارها الأكثر أهمية في تاريخ البلاد الحديث، مع ما يصاحبها من تداعيات هائلة على مكانة أنقرة الدولية وتحالفاتها الاستراتيجية وتوجهاتها الاقتصادية.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يأتي خلف مرشح المعارضة الرئيسي، كمال كليتشدار أوغلو. ولكن إذا لم يحقق أي منهما الفوز بأكثر من 50 في المئة من الأصوات، فسيتم إجراء جولة إعادة في 28 مايو.

تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي

كلشدار أوغلو المنافس الأبرز لإردوغان

وترافق انتشار هذا النوع مع المحتوى المضلل قبل الانتخابات، مع إعلان شبكة تويتر، الجمعة، أنها “حظرت بعض المحتوى في تركيا” من دون تقديم تفاصيل حول طبيعة المحتوى أو الحسابات أو حتى إذا كانت هناك أطراف طلبت ذلك، بحسب تقرير لمجلة “فوربس”.

وقالت شركة تويتر، الجمعة “استجابة للإجراءات القانونية ولضمان بقاء تويتر متاحا لشعب تركيا، اتخذنا إجراءات تقييد وصول بعض المحتوى في تركيا”.

وأشارت إلى أنها “أبلغت أصحاب الحسابات بهذا الإجراء بما يتماشى مع سياستنا..سيظل هذا المحتوى متاحا في بقية أنحاء العالم”.

وكان إردوغان قد حظر شبكة تويتر في جميع أنحاء تركيا في عام 2014، والتي تبعها قرار من المحكمة الدستورية في البلاد باعتبار حظر تويتر بانه غير شرعي، ما دفع الحكومة حينها لإلغاء قرار إردوغان. وفي 2020 كان الرئيس التركي قد أكد أن أنقرة تعتزم وضع “قواعد للتحكم في شبكات التواصل الاجتماعي”.

وتثير الانتخابات في تركيا المخاوف من سيطرة “أكبر لإردوغان” على فضاء الإنترنت، في محاولة “لتقويض نتيجة الانتخابات” بحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش”.

وحثت المنظمة شبكات التواصل ومنصات الإنترنت مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب على أن تكون “أكثر شفافية فيما يرتبط بإدارة المحتوى”، مؤكدة على أهمية أن تبقى المعلومات متاحة للجميع عبر الإنترنت حتى يتاح “للجمهور من متابعة عمل مراقبي الانتخابات المستقلين وإعداد تقارير حول فرز الأصوات”.

وأكدت هيومان رايتس ووتس أنه “بالنظر إلى الحالة المؤسفة لوسائل الإعلام الرئيسية في تركيا، فنزاهة الانتخابات التركية تعتمد عليها” أي شبكات التواصل.

وصعد إردوغان (69 عاما) إلى السلطة قبل 20 عاما بينما كانت تركيا تخرج من فترة خيم عليها التضخم الجامح، ووعد بحكومة رشيدة تحل مكان الائتلاف المتهم بسوء الإدارة في ذلك الوقت. وفي أوج نجاح أردوغان تمتعت تركيا بازدهار اقتصادي طال مداه ارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وفاز إردوغان، الأكثر بقاء في السلطة بتركيا، في أكثر من عشر انتخابات، ونجا من محاولة انقلاب في عام 2016. ورسم مسارا للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى أن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة. 

وخلال الحملة الانتخابية يسعى أردوغان إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء واستعراض الإنجازات الصناعية في تركيا والتحذير من الفوضى في الإدارة الحكومية في حال فوز المعارضة.

“محتوى روسي زائف”

بوتين وإردوغان . أرشيفية
بوتين وإردوغان . أرشيفية

وقال كمال كليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس التركي إردوغان، الجمعة، إن حزبه لديه أدلة دامغة على مسؤولية روسيا عن نشر محتوى “زائف تماما” عبر الإنترنت قبل التصويت.

وأضاف لوكالة رويترز أن حزبه لديه أدلة على تورط روسيا في نشر محتوى باستخدام تكنولوجيا يطلق عليها “التزييف العميق”، مشيرا إلى أن ” تدخل روسيا في الشؤون الداخلية التركية غير مقبول، رغم تأكيده بأنه سيحافظ على علاقات أنقرة الطيبة مع موسكو إذا أصبح رئيسا”.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله، السبت، إن “روسيا ترفض تماما اتهامات زعيم المعارضة التركية بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الرئاسية في البلاد”.

من جانبه دافع إردوغان عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من اتهامات بالتدخل في انتخابات تركيا، وقال “السيد كمال يهاجم روسيا، السيد بوتين. إذا هاجمت بوتين، فلن أكون على ما يرام مع ذلك”.

إردوغان يدافع عن بوتين من اتهامات بالتدخل في الانتخابات التركية

دافع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين من اتهامات منافسه الأبرز بالتدخل في انتخابات تركيا الحاسمة المقررة في نهاية الأسبوع.

وأضاف الرئيس التركي “علاقاتنا مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع الولايات المتحدة”.

وفي آخر تجمعاته الانتخابية في إسطنبول، السبت، اتهم إردوغان المعارضة بالعمل مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على الإطاحة به وناشد الناخبين الرد على ذلك بأصواتهم.

فيديو كليتشدار

لقطة من الفيديو الذي تم عرضه لكمال كليتشدار أوغلو

وفي مقطع مصور تم التلاعب فيه ظهر كليتشدار المنافس الرئيسي لإردوغان، مع والقيادي البارز في حزب العمال الكردستاني، مراد كاريلان، وهما يرددان الشعار نفسه مما تسبب في تأجيج حدة التوتر بين الخصمين السياسيين.

وفي تجمع حاشد حضره مئات الآلاف، الأحد، طلب أردوغان من الحاضرين مشاهدة مقطع مصور “مهم للغاية” على إحدى الشاشات ظهر فيه كليتشدار أوغلو مبتسما بينما كان يناشد الناخبين قائلا “هيا، اذهبوا معا إلى صندوق الاقتراع”.

ثم يعرض المقطع لقطات للقيادي البارز في حزب العمال الكردستاني مراد كاريلان وهو يقول على ما يبدو “هيا” وكان يقف بجانبه مجموعة من المسلحين يصفقون، وفي الخلفية صوت أغنية لحملة كليتشدار أوغلو.

ثم تظهر صورة كليتشدار أوغلو في المقطع مرة أخرى.

وتساءل أردوغان بلغة قوية في أثناء عرض المقطع “هل سيصوت المواطنون الوطنيون من أبناء هذا البلد لصالحهم؟”.

وأُخذ المقطع الذي تحدث فيه كليتشدار أوغلو من أحد مقاطع حملته الانتخابية بينما جاءت لقطات حزب العمال الكردستاني من مقطع مصور نشر على الإنترنت قبل 10 أشهر وظهرت فيه مجموعة من المسلحين وهم يهتفون لزعيمهم المسجون، بحسب وكالة رويترز.

وقال كليتشدار أوغلو في مقابلة مع رويترز، الجمعة، “ما يحزنني بشدة هو أن تكون هذه هي اللغة التي يستخدمها الرئيس نفسه” واصفا المقطع بأنه كذب.

ونشر تغريدة على تويتر يقول فيها “أقول للشباب، هناك شخص ما يوجهكم دون خجل صوب الدعاية السوداء بمحتوى مزيف”.

فيديو مفبرك يؤجج التوتر في السباق الانتخابي بتركيا

ظهر كمال كليتشدار أوغلو، المنافس الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادي البارز في حزب العمال الكردستاني مراد كاريلان في مقطع مصور تم التلاعب فيه وهما يرددان الشعار نفسه مما تسبب في تأجيج حدة التوتر قبل انتخابات الأحد التي شابتها اتهامات بشن حملات لتشويه السمعة.

واختار تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب كليتشدار (74 عاما) في مارس ليكون مرشحه الرئاسي.  وحصل الموظف الحكومي السابق على مقعد في البرلمان في عام 2002 ضمن نواب حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، وكافح للوصول إلى قاعدة أكبر من قاعدة الحزب من العلمانيين، وهم المحافظون على وجه التحديد.

ولجأ كليتشدار إلى لهجة لا تقصى أحدا سعيا إلى جذب الناخبين الذين خاب أملهم من تصريحات أردوغان وسوء إدارته الاقتصادية. وقدم كليتشدار وعودا بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can
download this video to view it offline.

ويمكن الشعور في شوارع البلاد بحالة من عدم اليقين والقلق والترقب والتوتر تجاه ما قد تحمل النتائج في طياتها لثاني أكبر دولة في أوروبا بعدد سكان 85 مليون نسمة. وهناك عدد كبير من الأتراك من بينهم جيل جديد من الناخبين يتوقون إلى التغيير.

لقد أنهكهم التضخم الطاحن وانهيار الليرة والتدني الحاد في مستويات المعيشة، بالإضافة إلى الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص وشرد الملايين.

ويعزو معظم الاقتصاديين التضخم المتفاقم الذي لامس 85 في المئة العام الماضي والأزمة المالية القائمة منذ أمد طويل إلى سياسات إردوغان غير التقليدية وسوء الإدارة. يقول إردوغان إنه سيظل متمسكا بسياسته الاقتصادية التي تركز على خفض أسعار الفائدة إذا فاز.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version