بعد ضغط دبلوماسي وإعلامي، أفرجت السلطات اللبنانية، الأربعاء، عن  الناشط المصري المعارض والمدافع عن حقوق الإنسان عبد الرحمن طارق، بعد احتجازه لعدة ساعات.

وكانت شقيقة الناشط المصري المعارض المعروف بلقب “موكا”  نشرت خبر إقدام جهاز أمني لبناني على اعتقال شقيقها من المنزل الذي يسكنه في لبنان، دون معرفة الأسباب أو وجهة توقيفه. 

وأضافت في منشور عبر صفحتها على موقع فيسبوك أن عملية التوقيف تمت اليوم، ٢٤ مايو، نحو الساعة الثانية ظهراً بتوقيت لبنان، وأضافت “رجاء سيبوا موكا يعيش حياته، مش كفاية ٧ سنين حبس ضاعوا من عمره؟”، لافتة إلى أنهم كعائلة لا يمتلكون أي معلومات حول مصير إبنهم، واعدة بنشر أي معلومة تتوفر حوله.

اخويا، عبدالرحمن طارق الشهير ( بموكا) اتقبض عليه النهاردة ٢٤ مايو- تقريبا الساعة ٢ ظهرا بتوقيت لبنان. مجموعة من قوات…

Posted by Sara Tarek on Wednesday, May 24, 2023

وعبرت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لاولر، عن انزعاجها من أنباء وردتها عن اعتقال “موكا” في المنفى في لبنان، مضيفة أن الاعتقال حصل دون أمر قضائي من قبل 3 رجال يرتدون ملابس مدنية، اقتحموا منزله واقتادوه بسيارة خاصة إلى فرع مخابرات الأمن الداخلي في بيروت. 

وفيما لم تعرف أسباب التوقيف حتى الساعة، تسري مخاوف لدى ناشطين وجمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان في لبنان من إمكانية ترحيل الناشط المصري إلى بلاده وتسليمه إلى السلطات المصرية مع ما يمثله ذلك من تهديد له، لاسيما بعد توفر معلومات عن أنه دفع إلى جمع كافة أغراضه ومقتنياته خلال اعتقاله. 

موقع “الحرة” حاول التواصل مع السفارة المصرية في لبنان من جهة، وقوى الأمن الداخلي من جهة أخرى، للاستفسار حول معرفتها بقضية التوقيف وأسبابه، دون تلقي أي إجابة في هذا السياق. 

تجمع “نقابة الصحافة البديلة” في لبنان، تابع القضية منذ إعلان خبر توقيفه، حيث واكب محامي التجمع فاروق المغربي القضية من خلال التواصل مع الأجهزة الأمنية والتوجه إلى مكان توقيفه. 

وقال التجمع في تغريدة على تويتر أن شعبة المعلومات أوقفت الصحافي المصري من دون ابراز اي مذكرة توقيف. ووسط مخاوف من ترحيله، وعليه “يدعو التجمع الى الافراج عنه فورا ويحذر السلطات اللبنانية من انتهاك المادة ٣ من معاهدة مناهضة التعذيب التي تمنع تسليم أي شخص لدولة أخرى في حال خطر التعرض للتعذيب.”

وفي تصريح مقتضب لموقع “الحرة” أكد المغربي أن فرع المعلومات أكد له وجود الناشط المصري لديه، “وهذه بادرة إيجابية”، وفق ما يقول، دون تبيان سبب الاعتقال. 

وأكد المحامي اللبناني أنه تبلغ من جهة الجهاز الأمني أنه سيتم الإفراج عن طارق، “وبالتالي لا داعي لتواجد محامي معه”، مضيفاً “ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا الكلام قبل الإفراج الفعلي عنه، حيث يجب أن يستمر الضغط من الجهات الحقوقية وعدم الإطمئنان لوعود غير رسمية بالإفراج عنه.” 

عبد الرحمن طارق (المعروف باسم موكا) هو مدافع عن حقوق الإنسان يعمل مع مركز نضال للحقوق والحريات. يشمل عمله الدفاع عن حرية التعبير في مصر وحقوق السجناء، لا سيما في حالات الاختفاء القسري. ومعروف بكونه معارض للنظام المصري. 

جرى اعتقاله في مصر مرات عدة أولها عام 2013 في سياق ما يعرف بقضية “مجلس الشورى”، حيث اعتقل مع عدد كبير من النشطاء على خلفية تنظيم احتجاج على المحاكمات العسكرية للمدنيين أمام مجلس الشورى المصري. وحكم عليه عام 2014، بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثلاث سنوات تحت المراقبة.

وبعد الإفراج عنه عام 2018 ووضعه تحت المراقبة، أعيد توقيفه عام 2019 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتم وضعه رهن التوقيف الاحتياطي.

استمر سجن الناشط المصري حتى العام 2022، خاض خلالها إضرابات عن الطعام نقل على اثرها مرات عدة إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية.  

وفي سبتمبر من العام 2021 حصل الناشط المصري على على جائزة حرية التعبير من منظمة مؤشر الرقابة، تحتفي بالأفراد أو الجماعات الذين كان لهم تأثير كبير في محاربة الرقابة في أي مكان في العالم التي  تقديرًا لأعماله.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version