أعلنت روسيا يوم الأحد عن تطورات ميدانية في باخموت شرقي أوكرانيا، حيث تدور أشرس المعارك منذ شهور، في حين تعهد الجيش الأوكراني بتحويل شبه جزيرة القرم إلى جبهة قتال جديدة مع القوات الروسية.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية على حسابها بتطبيق تليغرام أنه تمت السيطرة على منطقتين أخريين في باخموت، وذلك بدعم من القوات الروسية المحمولة جوا.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن بيان الوزارة قولها “في اتجاه دونيتسك، استولت كتائب هجومية على منطقتين في الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من باخموت”.

وأضاف البيان أن الضربات الجوية العملياتة والتكتيكية والقصف المدفعي من مجموعة القوات الجنوبية، ألحقت “الهزيمة بفرقة المشاة الميكانيكية الـ57 والفرقة المحمولة جوا الـ80 من القوات المسلحة الأوكرانية في بلدتي بوجدانوفكا وستوبوتشكي”.

وتقع باخموت إلى شمال جورلوفكا، وهي محور نقل مهم لإمداد القوات الأوكرانية في دونباس شرقي أوكرانيا. وتدور معارك عنيفة منذ أشهر عديدة من أجل السيطرة على تلك المدينة.

تصريحات بريغوجين

وفي وقت سابق، أعلن قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أنه تلقى قرارا رسميا بإمداد قواته في المدينة بكل ما تحتاجه من ذخائر.

وأكد بريغوجين حصوله على وعود بتأمين قواته في الجبهة كي لا تُخترق من قبل القوات الأوكرانية، مشيرا إلى تكليف الجنرال سيرغي سوروفيكين بالإشراف على التنسيق مع قواته في باخموت، على أن تمنح قوات “فاغنر” صلاحية التصرف والتحرك في باخموت بناء على ظروف المعركة.

وكان بريغوجين وجّه أمس أول السبت طلبا رسميا لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لإصدار أمر بتسليم المناطق التي تخضع لسيطرة قواته في باخموت للقوات الشيشانية.

تفاصيل معركة “باخموت”

واستعرض بريغوجين تفاصيل عملية باخموت العسكرية في مقال مطول نشره على حسابه في تليغرام.

ومن أبرز ما ورد في المقال أن هدف معركة باخموت لم يكن السيطرة على المدينة، وإنما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإرسال كثير من قواته إليها، مما يتيح للجيش الروسي تنظيم دفاعاته بعدما تراجع في خيرسون وخاركيف.

وقال بريغوجين إنه تم تحديد مدة 6 أشهر لإتمام عملية باخموت، وجعْلِها “مفرمة لحم للجيش الأوكراني”.

وأوضح أن الأهمية الإستراتيجية للمدينة هي في تقدم القوات الروسية بعد باخموت للسيطرة على سلافينسك وكراماتورسك وكونستانتينوفكا.

وحسب قائد مجموعة فاغنر، فقد وصلت خسائر الجيش الأوكراني إلى 50 ألف قتيل منذ بدء المعارك في باخموت.

وأشار بريغوجين إلى أن قرار الانسحاب من باخموت -الذي لوّح به مؤخرا- جاء بعد 400 يوم من القتال من دون استراحة، ولعدم توفر الذخيرة، وفقدان قوات فاغنر قدراتها القتالية التي تحتاج إلى تعويض.

جبهة قتال جديدة

في غضون ذلك، تعهد الجيش الأوكراني يوم الأحد بتحويل شبه جزيرة القرم إلى جبهة قتال جديدة مع القوات الروسية. وعلقت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية العقيدة ناتاليا هومينيوك على الانفجارات التي تستهدف مواقع عدة في شبه جزيرة القرم، بالقول إن هذه الانفجارات ليست سوى البداية.

بدوره، قال رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن هدف أوكرانيا هو إعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا لأراضيها عام 2014، مضيفا “سيتم تحريرها لأن انتصارنا مستحيل من دون تحرير القرم”.

وتوقع بودانوف أن تكون روسيا استنفدت مخزونها من الصواريخ، وقال “هم يحاولون العمل على تجميع مخزون معين، والعمل على إعداده لمحاولة عرقلة هجومنا، ولكن الحقيقة أنهم استنفدوا مخزونهم ليصل إلى الصفر تقريبا”.

يشار إلى أن رئيس جمهورية القرم الموالي لروسيا أعلن أول أمس السبت أن الدفاع الجوي الروسي أسقط صاروخا باليستيا فوق شبه الجزيرة، من دون أن يتسبب في خسائر بشرية.

وتتمتع شبه جزيرة القرم بأهمية إستراتيجية خاصة لروسيا، كونها تعد بوابتها الوحيدة للمياه الدافئة على البحر الأسود، وتوجد بها قواعد عسكرية تلعب أدوارا مهمة في الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022.

وضمّت روسيا شبه الجزيرة يوم 18 مارس/آذار 2014 إثر استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدولية. وفي حين تصر كييف على المطالبة باستعادة “أرضها” بالسلاح، تردد موسكو أن “القرم روسية”، رافضة أن تكون موضع تفاوض في أي محادثات سلام محتملة.

ما الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة القرم؟

الرواية الروسية

وفي المعسكر المقابل، أعلن حاكم سيفاستوبول في القرم ميخائيل رازفوجايف صد هجوم أوكراني بالمسيرات على المدينة.

وأضاف أن إحدى المسيرات خرجت عن السيطرة، وسقطت في منطقة غابات، وسقطت اثنتان منها فوق البحر، وأشار إلى أنه لم تلحق أضرار بأي مرافق في المدينة.

وفي موسكو، أعلن جهاز أمن الدولة الروسي إحباط هجوم بمسيرات أوكرانية على مطار “سيفيرني” العسكري في مقاطعة إيفانوفو (شمال شرق العاصمة الروسية).

وقال جهاز أمن الدولة -في بيان- إن الهجوم كان بتخطيط من الاستخبارات الأوكرانية، وكان الهدف منه تدمير طائرات الإنذار المبكر الروسية “إيه-50” (A-50).

وأكد جهاز أمن الدولة الكشف عما سماها “المجموعة التخريبية” التي كانت تعد لهذه الهجوم ومنسقيها وقيادتها، التي كانت تتعاون مع الهيئات الأمنية الأوكرانية الخاصة.

تطورات ميدانية

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت السلطات الأوكرانية في مدينة نيكوبول إن مدنيا قتل وأصيب آخرون بقصف روسي استهدف مناطق مأهولة بالسكان.

وأضافت سلطات مدينة نيكوبول -التابعة لمقاطعة دنيبرو (وسط جنوبي البلاد) والمطلة على محطة زاباروجيا النووية- إن القصف كان بالمدفعية، وأدى إلى أضرار مادية وإصابة 3 خطوط أنابيب للغاز وخط للكهرباء.

في الأثناء، أكد الجيش الأوكراني مواصلة القوات الروسية والموالين لها إخلاء مدينة إينرغودار -حيث محطة زاباروجيا النووية في المقاطعة الجنوبية- من سكانها، وجلب آخرين من حملة الجوازات الروسية.

من جانبه، قال عمدة مدينة ميليتوبول الأوكراني في زاباروجيا إيفان فيدوروف إن هناك حالة من الفوضى والذعر بسبب الانسحاب المستمر من مدن المقاطعة الجنوبية.

وكان المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي عبّر عن قلقه من تزايد الأعمال العسكرية في محيط محطة زاباروجيا التي تسيطر عليها القوات الروسية.

القاذفة الإستراتيجية الروسية “تي يو-22إم3” خلال استعراض عسكري سابق في موسكو (رويترز)

قصف بقاذفات إستراتيجية

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إن الأراضي الأوكرانية تعرضت الليلة الماضية لهجوم روسي بقاذفات إستراتيجية من طراز “تي يو-22” (TU-22).

وأكد إغنات إسقاط طائرة مسيرة في سماء كييف، و5 مسيرات في مناطق أخرى من أوكرانيا، خلال 24 ساعة الماضية.

وفي خيرسون جنوبا، قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن 7 مدنيين قتلوا في قصف روسي استهدف مناطق مأهولة بالسكان وشبكات البنية التحتية.

وأضاف أن الروس قصفوا مقاطعة خيرسون أكثر من 50 مرة، وأطلقوا أكثر من 200 قذيفة، وأوضح أن سلطات المدينة أخرجت عشرات المدنيين بطرق آمنة من مواقع سيطرة الروس في المقاطعة.

في غضون ذلك، قال رئيس المركز الصحفي لقوات الجنوب في الجيش الروسي فاديم إستفاييف إن سلاح الجو استهدف تجمعا للواء من المشاة في الجيش الأوكراني قرب غريغوروفكا في مقاطعة دونيتسك.

وأضاف أن قوات الجيش استهدفت مستودعا أوكرانيا للذخيرة في محور سوليدار-باخموت.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version