استعرضت الكاتبة الروسية مارينا إميليانتسيفا -في تقرير نشره موقع “نيوز ري”- مخاوف الغرب بشأن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية وتطور العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ.

وأوردت أن موقع “سي إن بي سي” الأميركي نشر تقريرا وصف مؤلفوه العلاقات المتعمقة بين الجانبين بـ”الخطيرة بشكل متزايد على الغرب”، واستشهدوا برأي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فيكتور تشا، الذي يرى أن المفاوضات بين بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أكبر تهديد للأمن القومي الأميركي منذ الحرب الكورية.

وذكر تشا أن هذه العلاقة -التي لها تاريخ طويل والتي عززها الصراع في أوكرانيا- تقوّض أمن أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب” عن باتريك كرونين، رئيس برنامج أمن آسيا والمحيط الهادي في معهد هدسون، قوله إنه مهما قيل عن هذه الزيارة، فإنها تركز على قضايا الشراكة الدفاعية.

تعزيز شرعية كيم

بدورها، قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن هذه الزيارة ستعزز مكانة كوريا الشمالية على المسرح العالمي وتصب في مصلحة كيم جونغ أون. ونقلت عن ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيوها في سول، قوله إن الزيارة ستساعد على تعزيز شرعية كيم داخليا، وتظهر أن بيونغ يانغ لديها خيارات.

وأوردت الكاتبة الروسية إميليانتسيفا تصريحا لمدير المجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف قال فيه إن الزيارة تعد ردّا على تطور علاقات الغرب مع الدول الآسيوية.

ويرى كورتونوف أن هناك معسكرين ينشآن في شمال شرق آسيا، أحدهما يضم روسيا وكوريا الشمالية والصين، والآخر يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وأن كثافة التفاعل واتساع التعاون بين مجموعة روسيا والصين وكوريا الشمالية لا تزال أقل من المستوى الذي وصلت إليه المجموعة الأخرى.

أهواء الغرب

ونسبت الكاتبة إلى الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين إشارته إلى أن الحفاظ على الاتصالات مع الدول الأجنبية هو حق سيادي لروسيا، ولا يمكن للغرب انتقاد موسكو على ذلك، لأنها لا تنتهك الأعراف الدولية، حسب قوله.

وأكد دانديكين أن بلاده تتبع جميع القواعد، وأن عدم رضا الغرب عن الزيارة هو مشكلته الخاصة، وأضاف أنه لا يفهم تصور الغرب بأن “على الجميع اتباع أهوائه”.

كما أوردت الكاتبة أن كيم هونغ كيون، نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية وكيرت كامبل نائب وزير الخارجية الأميركي قالا بعد محادثة بينهما إن زيارة بوتين ينبغي ألا تؤدي إلى زيادة التعاون العسكري بين البلدين وانتهاك عقوبات مجلس الأمن الدولي على بيونغ يانغ.

كما ذكرت أن جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قال عشية الزيارة إن واشنطن تفاجأت بها.

الأسلحة مصدر القلق

وقالت الكاتبة إن الغرب يخشى من التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية، لأنه يعتقد أن بيونغ يانغ زودت موسكو خلال الأشهر القليلة الماضية بآلاف الحاويات من الذخيرة والأسلحة وعشرات الصواريخ الباليستية.

ونسبت إلى كامبل قوله إن هذا التعاون يشكل مصدر قلق للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لأن الزيارة تهدف للحصول على مزيد من الأسلحة.

ونقل التقرير عن مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف قوله إن مجال التعاون بين البلدين لا تتم مناقشته عادة في الفضاء العام، لذلك، إذا تم التوصل إلى اتفاقات في هذا الصدد، فمن الصعب السماع بها، وبلا شك أن التفاعل بين البلدين سيشمل هذا البعد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version