أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، أندرو ميلر، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء من أجل التأكد من عودة الهدوء وخفض التصعيد خلال الأسابيع المقبلة، بعد جولة مواجهات استمرت خمسة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا، وإسرائيلين اثنين. 

وقال ميلر: “الولايات المتحدة كانت منخرطة عبر الاتصال مع الفرقاء والشركاء أيضا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، مضيفا أن “مصر لعبت دور الوساطة وكذلك قطر بذلت جهودا لخفض التصعيد”. 

وأكد، في مقابلة مع قناة “الحرة”، أن إطلاق النار شرط أساسي لوضع حد لفقدان حياة المدنيين، معربا عن تعازيه لعائلات الضحايا الذين سقطوا، أو أصيبوا في هذه المواجهات. 

وقال: “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الفلسطينيين والإسرائيليين والكرامة والحرية والرخاء للشعبين، ونعمل مع الطرفين للدفع بالتدابير التي تؤدي إلى هذه الرؤية”. 

وفي هذا الإطار، أشار إلى أن بلاده خلال الأشهر الماضية، انضمت إلى مصر والأردن لدعوة إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحوار سياسي علني، “هذا فعلناه منذ عشر سنوات، وسنستمر في العمل معهما ومع الشركاء للتأكد من عودة الهدوء في الأسابيع المقبلة ودفع التدابير التي تحسن حياة الشعب الفلسطيني، وأمن الشعب الإسرائيلي وحماية حل الدولتين”. 

وفيما يتعلق بما تفعله الولايات المتحدة بشأن تحسين حياة الفلسطينيين، قال “أشير هنا إلى مستوى الدعم الاقتصادي الذي نقدمه للشعب الفلسطيني، في السنتين الماضيتين منذ أن اصبح بايدن رئيسا، قدمنا ملايين الدولارات من المساعدات للفلسطينيين (..) وكذلك دعم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية مباشرة”. 

وأضاف: “أما على المستوى الدبلوماسي فنلعب دورا ناشطا، فنحن في تواصل مستمر ليس فقط مع الفلسطينيين والإسرائيليين، بل مع الشركاء الإقليميين خاصة مصر والأردن وقطر بشأن القضية، وعملنا بجد لدفع التدابير التي تؤدي إلى خفض التصعيد وإعادة بناء الثقة الضرورية لنتوصل إلى تقدم سياسي وكذلك التأكد من أن حل الدولتين يبقى قابلا للحياة”. 

وتصاعدت حدة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ شهور مع تكرار المداهمات العسكرية الإسرائيلية وأعمال العنف التي يشنها مستوطنون في الضفة الغربية، تزامنا مع سلسلة من الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين. 

ومنذ يناير، قُتل أكثر من 140 فلسطينيا بينهم مسلحون ومدنيون، إضافة إلى ما لا يقل عن 19 إسرائيليا وأجنبيا في الضفة الغربية وإسرائيل.

وقال ميلر في مقابلته مع “الحرة” إن “واشنطن واضحة جدا مع الفريقين، وذلك في معارضة أي تصرفات أحادية تبعدنا عن حل الدولتين، وهذا ينسحب على تصرفات مثل عمليات الضم أو هدم المباني وإخراج الفلسطينيين من منازلهم والعنف وكذلك المستوطنات وغيرها”. 

وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تشجع هذه التدابير التي تجعل حل الدولتين أكثر صعوبة على المستوى السياسي أو الجغرافي بمعنى إقامة دولة فلسطينية مترابطة”، مؤكدا أن “هذا يبقى هدف السياسة الأميركية، وبايدن كان واضحا بشأن ذلك خلال زيارته للضفة الغربية وإسرائيل عندما أكد دعمه والتزامه بحل الدولتين، لأننا نريد الاستقرار والديمقراطية والكرامة والرخاء للشعبين”. 

وشدد على رؤية إدارة بايدن باعتبار أن “حل الدولتين” هو الأفضل من أجل حل المسألة الفلسطينية.

لكنه أكد أنه “بالطبع، لا يمكننا أن نضمن أي نتائج ولكن علينا أن نبذل الجهود قدر المستطاع ووفق الظروف للاستفادة من الأوضاع الموجودة”. 

وقال: “خلال الأشهر الماضية، عبر انخراطنا مع الشركاء المعنيين وعبر دعوة الشركاء للجلوس معا، شددنا على هذه الأمور وأظهرنا أن هذه القضية تبقى أساسية للحكومة الأميركية”. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version