سلطت صحيفة “وول ستريت جورنل” الضوء على ظروف سجن “IK-17” الروسي الذي يصفه السجناء بأنه “مستعمرة موضة” والذي يضم نزلاء أميركيين.

ورغم أن التصميمات الخارجية تتميز بألوان زاهية، ترسم روايات السجناء الأميركيين الحاليين الذين قابلتهم الصحيفة عبر الهاتف، صورة أكثر قتامة للسجن الذي يقع بمنطقة موردوفيا الروسية على مسافة 480 كيلومترا شرق موسكو.

وبالإضافة إلى التعامل مع ظروف التشغيل الخطيرة والرعاية الطبية الشحيحة، يقول السجناء الأميركيون في سجن “IK-17” إنهم يواجهون إداريين فاسدين، وانتقاما شديدا لأي مخالفات متصورة وطعام بالكاد يكفي.

وقال بعض السجناء في “IK-17” إن مديري السجن سرقوا مستلزمات النظافة وزرعوا المخدرات وغيرها من المواد المحظورة في عبوات لزيادة العقوبات على السجناء أو ابتزازهم لتقديم الرشاوى.

ولم يستجب المسؤولون في دائرة السجون الفدرالية والوكالات الحكومية الروسية الأخرى لطلبات الصحيفة الأميركية التعليق، لكن مراقبي حقوق الإنسان أكدوا روايات السجناء عن ظروف السجن.

وتأوي روسيا العديد من سجنائها الأجانب المتهمين بارتكاب جرائم تتراوح بين التجسس وتهريب المخدرات في سجن “IK-17” الذي يمكن أن يكون أيضا وجهة محتملة لمراسل صحيفة “وول ستريت جورنل”، إيفان غيرشكوفيتش، حال إدانته.

وغيرشكوفيتش الذي عمل سابقا في مكتب وكالة فرانس برس في موسكو، هو أول صحفي أجنبي يتم توقيفه في روسيا بتهمة “التجسس” منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. وهو حاليا في سجن ليفورتوفو بموسكو، وفق فرانس برس.

وينتظر غيرشكوفيتش المحاكمة بتهمة “التجسس” التي ينفيها هو وصحيفته والحكومة الأميركية بشدة. وفي حال نقل غيرشكوفيتش إلى سجن”IK-17″، فسوف ينضم إلى ما لا يقل عن ثلاثة أميركيين ينزلون في تلك المنشأة، بحسب الصحيفة ذاتها.

والأميركيون الثلاثة هم بول ويلان، جندي سابق في مشاة البحرية محتجز منذ عام 2018 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاما بتهمة التجسس التي ينفيها، بالإضافة إلى جيمي ويلغوس، الذي قضى ست سنوات في حُكم عليه بالسجن يمتد لـ 12 عاما ونصف لارتكاب فعل عنيف ذي طبيعة جنسية ضد قاصر، وهي تهمة ينفيها.

كذلك، يتواجد في السجن ذاته، توماس ستوالي، الذي قضى ست سنوات من عقوبة سجن تصل إلى 11 عاما بسبب ما يقول إنه تهمة كاذبة تتعلق باعتزامه توزيع الماريجوانا.

وتقول الولايات المتحدة إن ويلان محتجز ظلما، لكنها لم تمنح ويلغوس وستوالي وضعية الاحتجاز غير القانوني.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنها كانت على علم بسجنهما. وقالت متحدثة باسم الوزارة، “نواصل الضغط من أجل معاملة عادلة وشفافة لجميع المواطنين الأميركيين المحتجزين في روسيا”.

ويضم “IK-17” مئات السجناء، وهو واحد من 14 مجمعا للسجون في منطقة موردوفيا. ويتألف السجن من 6 ثكنات ومستوصف ومصنع ومبان إدارية، وفقا لستوالي وويلغوس ومراقبي حقوق الإنسان الروس.

وقال النزيلان في مقابلة حصرية لصحيفة “وول ستريت جورنل” عبر الهاتف، إن التصميمات الخارجية الزاهية للسجن تهدف إلى إنشاء ما يسمى بـ “قرية بوتيمكين” أثناء زيارة كاميرات وسائل الإعلام المحلية.

ومصطلح “قرية بوتيمكين” يستخدم في روسيا قديما لوصف القرى الزائفة لإخفاء ظروفها السيئة.

وقال ويلغوس إنه أثناء زيارات عدسات المصورين داخل المنشأة، يوجه حراس السجن أحيانا السجناء للعب الكرة الطائرة. وأضاف أن الصور تهدف إلى إظهار أن المكان “مليئ بالمرح”، لكن ذلك “كله كذبة”.

وقالت إيفا ميركاتشيفا، وهي مراقبة حقوقية روسية سبق لها زيارة المنشأة ذاتها، العام الماضي، إنه لا توجد حمامات للاستحمام في الثكنات وأن النزلاء يمكنهم الاستحمام مرة واحدة فقط في الأسبوع.

وكشف ستوالي أن الرعاية الطبية في “IK-17” تقتصر على الممرضات مع غياب الأطباء.

بالنسبة للأمراض الخطيرة، يتم إرسال السجناء إلى منشأة “IK-21” في موردوفيا، رغم أن السجناء الأميركيين يقولون إنهم لا يتلقون العلاج المناسب.

وقال ويلغوس إنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم وصعوبات في التنفس ومشاكل في الظهر وألم دائم في رأسه، مشيرا أنه خلال إقامته التي امتدت ثلاثة أشهر تقريبًا في “IK-21” العام الماضي، تلقى حقنا يومية من المسكنات وعلاجات أخرى قليلة.

وأفاد ديفيد، وهو شقيق الأميركي بول ويلان، أن منشأة “IK-17” لا توزع الأدوية على السجناء، حتى عندما يدفعون ثمنها، وأنه لا يوجد طبيب أسنان.

وقال ديفيد ويلان إن “أي مشاكل في الأسنان يتم حلها عن طريق قلع الأسنان فقط”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version