أمر ممثلو الادعاء (النيابة الفدرالية) في البوسنة الأربعاء بتوقيف زعيم صرب البوسنة في البلاد ميلوراد دوديك ومساعديه لاستجوابهم في إطار تحقيق يستهدفهم بتهمة تتعلق بالمساس بالنظام الدستوري.

وذكرت بوابة الأخبار البوسنية (كليكس دوت با) نقلا عن مصادر قضائية أن رئيس جمهورية صرب البوسنة (صربسكا)، ميلوراد دوديك، ورئيس وزرائها رادوفان فيشكوفيتش، ورئيس برلمانها نيناد ستيفانديتش، مطلوبون بسبب المشاركة في أنشطة مناهضة للدستور، تهدف إلى تقويض النظام الدستوري للبوسنة والهرسك.

وجاءت أوامر الاعتقال في أعقاب التحركات الأخيرة التي اتخذها برلمان جمهورية صربسكا لإقرار قوانين تهدف إلى تجريد المحاكم البوسنية والمدعين العامين والشرطة الاتحادية من سلطتهم داخل أراضي جمهورية صربسكا.

ومن شأن هذه القوانين أن تجرم عمل الهيئات القضائية الحكومية في المنطقة وهي خطوة ألغتها المحكمة الدستورية البوسنية على الفور باعتبارها غير دستورية.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة الحكومية للتحقيقات والحماية (الشرطة المركزية) جيلينا ميوفسيتش إن الوكالة تلقت “طلب المساعدة في تنفيذ أوامر من مكتب المدعي العام في البوسنة والهرسك”.

وكان مكتب المدعي العام فتح تحقيقا في السادس من مارس/آذار بشبهة “المساس بالنظام الدستوري”.

مشتبه به

وأعلن دوديك الذي حُكم عليه في نهاية فبراير/شباط بالسجن لمدة عام لتحديه قرارات مبعوث سلام دولي، الجمعة، أن مكتب المدعي العام استدعاه “للإدلاء بإفادة” بصفته “مشتبها به”، مضيفا أنه لا ينوي الحضور.

وردّا على صدور الحكم بحقّ دوديك، أقر برلمان جمهورية صربسكا قانونا يرفض سلطة القضاء والشرطة التابعين للدولة المركزية، في الكيان الصربي الذي يشكل 49% من أراضي البلاد، الأمر الذي يعني إلغاء جميع الإصلاحات المتفق عليها منذ عقود عقب توقيع اتفاقية دايتون للسلام التي أنهت حرب البوسنة التي استمرت من 1992 إلى 1995.

وقالت قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأوروبي (يوفور) أمس الثلاثاء إنها بدأت في نشر قوات احتياطية في البوسنة للحفاظ على الاستقرار والأمن.

ويمكن لدوديك استئناف الحكم لكنه رفضه. وغالبا ما يتهمه معارضوه بـ”الفساد” و”تقويض اتفاق السلام” بسبب سياساته “الانفصالية”.

ووضعت الأزمة في البوسنة الغرب في مواجهة مع روسيا، التي دعمت دوديك إلى جانب صربيا والمجر. ووصفت موسكو حكم المحكمة البوسنية بأنه “ضربة لاستقرار منطقة البلقان”.

في المقابل قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن تصرفات دوديك تقوض مؤسسات البوسنة وتهدد أمنها واستقرارها داعيا شركاء الولايات المتحدة في المنطقة “إلى الانضمام إلينا في التصدي لهذا السلوك الخطير والمزعزع للاستقرار”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version