كتب مراسل مجلة نيوزويك (Newsweek) في لندن برندان كول أن غزو بوتين الكاسح لأوكرانيا دفع أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى التخطيط بالتفصيل لما لم يكن في الحسبان منذ نهاية الحرب الباردة، ألا وهو الصراع المباشر مع روسيا.

ومع ذلك، لفت كول إلى ما قاله السير ريتشارد شيريف، النائب السابق للقائد الأعلى للحلفاء في أوروبا (SACEUR)، قبل قمة الحلف في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا التي تبدأ في 11 يوليو/تموز، إنّ الناتو ليس مستعدا لخوض حرب مع موسكو.

وقال شيريف للمجلة الأميركية إن “الأمر يحتاج إلى دفعة حقيقية من الخلف”. ونبّه إلى حرب شرسة، برية وجوية، تدور رحاها في أوروبا الشرقية، وأن الأمر يحتاج إلى الاستثمار في كلتيهما، وهو ما لم يحدث بعد.

وأبرز في هذا الإطار إعلان الأمين العام للحلف في قمة مدريد العام الماضي ينس ستولتنبرغ أن الناتو سيعزز قواته العالية الاستعداد لتصل  إلى 300 ألف رجل، ومع ذلك لم تنفذ تلك الخطة، وهو ما دفع المراسل للتشكيك في قدرة الناتو الحقيقية على تكوين قوات تقليدية جاهزة لخوض حرب ضد روسيا.

وفي المقابل، أشارت المجلة إلى ما نقلته وكالة رويترز عن الأدميرال روب باور -وهو أحد كبار مسؤولي الناتو- في مايو/أيار الماضي، من أن على الحلف أن يستعد للاحتمال الوارد بأن “الصراع قد يتفجر في أي وقت”، مباشرة مع موسكو.

فرصة سانحة

ويرى المراسل أن هذا الوضع هو الذي دفع أعضاء الناتو لفحص آلاف الوثائق السرية التي تحدد الخطط الإقليمية والإرشادات الخاصة بقيام دول هذه المنظمة بتحديث قواتهم ولوجستياتهم، في أكثر الخطط تفصيلا منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال ستولتنبرغ الشهر الماضي -بحسب رويترز- إن الخطط تتضمن أيضا تكليف قوات للدفاع عن مناطق مختلفة، وتعطي تفاصيل عن “مكان الانتشار وماهيته وطريقته”.

وأردفت المجلة أن هذا سيعتمد على العملية التي حفزها ضمّ شبه جزيرة القرم، والتي بعدها نشر الحلفاء الغربيون قوات قتالية في أوروبا الشرقية.

ولفتت إلى قول روز غوتمولر نائب الأمين العام السابق للناتو، إن التخطيط لحرب بين الحلف وموسكو هو جزء من جهد استمر قرابة 10 سنوات لإعادة الحلف إلى موقف دفاعي أقوى مما كان عليه منذ نهاية الحرب الباردة وهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وبعد ذلك ركز على مكافحة الإرهاب.

وقالت غوتمولر “منذ غزو القرم في عام 2014 والطريقة التي رسخت بها روسيا وجودها بشكل عام على حدود الناتو، عرف الحلف أنه قد يحتاج إلى أن يكون مستعدا للقتال والدفاع عن نفسه بسرعة كبيرة ضد أي هجوم روسي”.

وختم المراسل تقريره بما قاله كارل مولر، العالم السياسي البارز في مؤسسة راند، للمجلة إن “الاستعداد أسهل من بعض النواحي الآن مما كان عليه قبل عام ونصف، لأن الكثير من القدرات العسكرية الروسية قد تدهورت بسبب الحرب. ولدى الناتو فرصة سانحة عندما يمكنه إجراء تغييرات كبيرة على إستراتيجية دفاع الحلف وتنظيمه”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version