لفت موقع “ستراتفور” (Stratfor) إلى ما ينبغي ترقبه من هجوم أوكرانيا المضاد المتوقع، وعلق أنه على الرغم من إمكانية أن يحقق الهجوم المضاد في البداية مكاسب محدودة على الأرض فإنه يمكن أن يضع القوات الروسية في موقف دفاعي، ومن المرجح في نهاية المطاف أن يجبر ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتخاذ مزيد من إجراءات التعبئة الإلزامية التي لا تحظى بشعبية لمواصلة حربه.
وتشير تقديرات “ستراتفور” إلى أن هجوم كييف المضاد الذي طال انتظاره بات وشيكا، إذ تشير وثائق استخباراتية أميركية مسربة إلى أن معظم القوات الأوكرانية التي تتدرب في بعض دول حلف شمال الأطلسي كان من المقرر أن تصل إلى الوطن بحلول الأول من مايو/أيار، وهو ما يعني أنها ستصل على الأرجح إلى الجبهة وستكون مستعدة للعمليات الهجومية في الأسابيع المقبلة.
ومن المرجح أن يكون الاتجاه الرئيسي للهجوم الأوكراني في منطقة زاباروجيا باتجاه بحر آزوف، ولن تتسرع كييف في شن الهجوم، في انتظار مخزونات كافية من الأسلحة الغربية للوصول إلى المناطق الرئيسية وانتظار الظروف المناخية الدافئة والجافة المواتية للعمليات العسكرية.
وعن الموقع المحدد للهدف الرئيسي لأوكرانيا، يرى موقع “ستراتفور” أنه سيتوقف على المكان الذي تختاره روسيا لنشر قواتها، والهدف الثاني الأكثر احتمالا للهجوم هو منطقة دونباس الوسطى حول باخموت.
ومن المرجح أن ينطوي هجوم أوكرانيا على قدر كبير من الخداع، بالإضافة إلى بعض التحركات البرمائية الصغيرة عبر نهر دنيبرو، لا سيما في الجزء السفلي من دلتا النهر وحول بلدة نوفا كاخوفكا الحاسمة.
ووفقا لتقديرات موقع الاستخبارات الأميركي، من المحتمل أن تفتقر أوكرانيا إلى المواد اللازمة لاستعادة مساحات شاسعة من الأراضي من القوات الروسية في الأشهر المقبلة.
ولكن حتى المكاسب المتزايدة الصغيرة نسبيا يمكن أن تضع القوات الروسية في موقف أسوأ لدرجة اعتبار ذلك انتصارا عمليا لكييف.
وختم الموقع بأن الهجوم الأوكراني المضاد من المرجح أيضا أن يدفع بوتين إلى إقرار موجة أخرى من التعبئة في وقت لاحق من هذا العام، وذلك يمكن أن يزيد التكاليف السياسية والاقتصادية للحرب على موسكو.