أفاد بيان سعودي أميركي مشترك بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على هدنة جديدة لمدة 3 أيام تبدأ صباح غد الأحد، في حين أفادت مصادر سودانية بسقوط العديد من القتلى المدنيين في قصف بالخرطوم.

وقال البيان المشترك الذي صدر مساء اليوم السبت إن وقف إطلاق النار سيشمل كامل السودان، وإن طرفي الصراع التزما بعدم شن هجمات أو استخدام طائرات حربية ومسيرة أو تعزيز المواقع.

كما ورد في البيان السعودي الأميركي أن الطرفين التزما بالسماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء السودان.

وذكر البيان أنه إذا لم يلتزم طرفا النزاع في السودان بوقف إطلاق النار الجديد سيتم النظر في تأجيل محادثات جدة.

وكانت الولايات المتحدة والسعودية أعلنتا أواخر الشهر الماضي تعليق محادثات جدة بشأن السودان بصفتهما راعيتين للمفاوضات بسبب عدم التزام طرفي النزاع باتفاقات الهدنة التي تم التوصل إليها سابقا.

عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع الخرطوم (الفرنسية)

قتلى بالخرطوم

وفي التطورت الميدانية، أفادت مصادر طبية سودانية بمقتل وجرح العديد من الأشخاص جراء قصف تعرض له حي اليرموك (جنوبي العاصمة السودانية)، مشيرة إلى أن القتلى والمصابين نُقلوا إلى مستشفى بشائر.

من جانبها، أفادت لجان المقاومة السودانية عن تعرض أحياء في جنوب الخرطوم -منها مايو واليرموك- لقصف نفذته طائرات تابعة للجيش السوداني، وتحدثت عن مقتل 17 من المدنيين، بينهم 5 أطفال وإصابة آخرين وتدمير 25 منزلا.

يأتي ذلك بينما نقلت وكالة رويترز عن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم أن أكثر من 3 آلاف قتلوا وأصيب 6 آلاف منذ بداية المواجهات في منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وتواصلت اليوم المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما في العاصمة الخرطوم وضواحيها، حيث سمع دوي المضادات الأرضية في جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم بالتزامن مع تحليق للطائرات الحربية في سماء العاصمة.

وأفاد مراسل الجزيرة باستمرار تصاعد سحب الدخان من منطقة تقع فيها مخازن رئيسية للوقود جنوبي الخرطوم، حيث شهدت معارك عنيفة بين طرفي القتال.

وفي السياق، أعلنت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة حربية من طراز “ميغ” بالخرطوم، في حين نفى الجيش ذلك، وأكد أنها سقطت بسبب عطل فني.

من جهته، قال مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي إن الغارات الجوية التي شنتها طائرات الجيش السوداني قبل 3 أيام على مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الأُبيّض (شمال كردفان) أدت إلى تشتتها، مشيرا إلى أن تلك القوات هاجمت بعد ذلك مناطق في محيط الأبيض وكذلك في جنوب كردفان.

وساطة مرفوضة

في غضون ذلك، قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية إن قادة بعض الدول عرضوا التوسط بين الجيش ومن وصفهم بالتمردين، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وأضاف العطا -في مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت- “نحن نقول: الوساطة بيننا وبين المتمردين هي الذخيرة”.

وتابع أن السودان يمرّ بما سماها “مؤامرة خبيثة”، يشترك فيها من وصفهم بأنهم عملاء وخونة في الداخل وفي عدد من دول المنطقة، قائلا “سنهزم المؤامرة التي يمرّ بها السودان”.

كما قال القائد العسكري السوداني إنهم ليسوا ضد قبيلة الرزيقات، وأشار إلى أنها من القبائل التي تدعم الجيش، مضيفا أنهم ضد “آل دقلو” الذين أغراهم البعض بحكم السودان، وفق تعبيره.

واعتبر الفريق أول ركن ياسر العطا أن السودان لن يحكم بتآمر وتحالفات مشبوهة، أو بالارتماء في حضن المافيا ومجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.

وندد العطا باغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر على يد مسلحين وصفتهم قوات الدعم السريع بأنهم “متفلتون”، وقال عطا إن اغتيال أبكر ينم عن “خسة وغدر وخيانة”.

الأوضاع الإنسانية

على الصعيد الإنساني، قالت منظمات الأمم المتحدة إن أكثر من مليون طفل نزحوا بسبب النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الشهرين الماضيين.

وأضافت المنظمات أن ربع ذلك العدد من الأطفال في إقليم دار فور (غرب)، حيث تتزايد المخاوف من وقوع انتهاكات وصفت بالجسيمة مع انقطاع الاتصالات.

من جهتها، نقلت منظمة اليونيسيف تقارير تفيد بمقتل 330 طفلا وإصابة أكثر من 1900 آخرين.

وقالت المنظمة إن الأطفال يتحملون العبء الأكبر لما سمتها بالأزمة العنيفة، معبرة عن أسفها لأوضاعهم وما يواجهونه من أمراض وسوء تغذية.

من جهة أخرى، قالت اللجنة الحكومية التشادية للاجئين -للجزيرة- إن نحو 20 ألفا من سكان مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وصلوا إلى تشاد خلال اليومين الماضيين.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن عشرات الجرحى السودانيين -بينهم نساء وأطفال- وصلوا من إقليم دارفور إلى الحدود التشادية بسبب المعارك الدائرة هناك. وتزداد معاناة هؤلاء بسبب نقص المستلزمات الأساسية للحياة في منطقة أدري التشادية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود للجزيرة إن 5 سودانيين توفوا بمستشفى أدري التشادي إثر إصابتهم برصاص مسلحين أثناء فرارهم من دارفور.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version