قالت صحفية روسية تلفزيونية سابقة إن رئيس بلادها، فلاديمير بوتين، ليس لديه ما يكفي من السم لقتل كل معارضيه، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت للكرملين بتورطه بعمليات اغتيال أو محاولات قتل لمنتقديه داخل وخارج والبلاد.

وكانت مارينا أوفسيانيكوفا، قد أصبحت حديث الساعة في بدايات الغزو الروسي لأوكرانيا بعد أن قطعت البث التلفزيوني للقناة الأولى التي تعمل بها، لتعلن أمام الجميع رفضها للحرب.

ووقتها، تلقت الصحفية، البالغة من العمر 45 عاما، إشادة عالمية بعد أن اقتحمت البرنامج الإخباري الرئيسي للاحتجاج على غزو أوكرانيا، رافعة لافتة كتب عليها “أوقفوا الحرب”.

ودخلت أوفسيانيكوفا على مجموعة البث المباشر للأخبار الليلية، وهي تصرخ “أوقفوا الحرب، لا للحرب”.

وحملت لافتة تقول باللغة الروسية: “لا تصدقوا الدعاية، إنهم يكذبون عليك هنا”.

وتأمل أوفسيانيكوفا، في تصريحات نقلتها صحيفة “إندبندنت” البريطانية، في أن يتم إجبار بوتين على التنحي عن السلطة من قبل أعضاء النخبة السياسية والعسكرية في البلاد.

واستشهدت الصحيفة التي تمكنت من الفرار إلى خارج البلاد بعد أن فرض عليها إقامة جبرية بتعرض بوتين وأداء الجيش الروسي لانتقادات كبيرة من قبل الموالين المفترضين لقاطن الكرملين، بما في ذلك زعيم مجموعة مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوزين، ورئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف.

وقالت لشبكة سكاي نيوز البريطانية: “أعتقد أن بوتين ليس لديه ما يكفي من (نوفيتشوك) لجميع خصومه. لأنه في الواقع عندما بدأت الحرب، بدأ الكثير من الناس يتحدثون ضد النظام وسوف يفعل الكثيرون ذلك”.

ونوفيتشوك هو سلاح كيميائي سام جرى تطويره في زمن الاتحاد السوفيتي السابق، وقد تم استخدامه في 30 يونيو 2018 ضد العميل المزودج، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا سكريبال.

وقد قضى الاثنان أسابيع في  إحدى المستشفيات في بريطانيا، وهما في حالة حرجة.

واتهمت الحكومة البريطانية موسكو بالمسؤولية عن حوادث التسمم وطردت 23 دبلوماسيا روسيا قالت إنهم جواسيس.

وحذا حلفاء المملكة المتحدة حذوها، حيث تم طرد 342 دبلوماسيًا روسيًا من جميع أنحاء العالم.

وفي 20 أغسطس 2020، تم استخدام نوفيتشوك لمحاولة التخلص من زعيم المعارضة البارز، أليكسي نافالني، والذي اشتهر بتحقيقاته في العديد من قضايا الفساد الكبرى في بلاده.

وأصيب نافالني بالمرض على متن رحلة داخلية من تومسك إلى موسكو، حيث جرى نقله إلى المستشفى في أومسك بعد أن هبطت الطائرة اضطراريا.
ولاحقًا، جرى إلى ألمانيا حيث تلقى مزيدًا من العلاج.

وفي سبتمبر من ذلك العام، أعلنت الحكومة الألمانية أن نافالني قد تسمم بنوفيتشوك.

وقالت أوفسيانيكوفا إن نافالني “بطل”، ولكن بما أنه في السجن، “فلا يوجد زعيم يمكنه توحيد الناس” لمعارضة بوتين.

وقالت أيضا إنها كانت قلقة على صحة نافالني، التي تدهورت بشكل واضح منذ سجنه.

وأوضحت أوفسيانيكوفا، وهي تتحدث عن المعارضة الروسية وكيف يمكن أن تنتهي الحرب: “لا توجد منظمة نشطة. لذلك أعتقد أن النخب ستنقسم، ولا نعرف قد كيف سيتم التخلص من بوتين”.

وأردفت: “قد يحدث الأمر على شكل انقلاب كلاسيكي، فربما لن يتعرض للقتل أو التسمم، لكن قد يأتي إليه شخص من دائرته المقربة يومًا ما ويقول له (فلاديمير بوتين نحن نخسر الحرب. حان وقت الذهاب)”.

وأضافت: ” عندما تخسر روسيا الحرب، فإن ذلك سوف يكون آخر يوم لبوتين على سدة السلطة.. هذا واضح. إنه يخشى على حياته. إنه في ملجأه، وهو معزول”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version