بعد 15 شهرا من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، يعيش سكان المناطق الحدودية الروسية رعبا بعد أن أصبحت الضربات على مقربة منهم، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

وبحسب الصحيفة، فإن منطقة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية شهدت عمليات إجلاء للسكان بعد القصف التي تتعرض له.

وأصبحت مدينة شيبيكينو البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة وتبعد 10 كيلومترات من الحدود، جزءا جديدا من خط المواجهة، حيث كثفت أوكرانيا الهجمات داخل روسيا، بما في ذلك على المناطق السكنية بالقرب من حدودها، وفقا للصحيفة الأميركية.

وأشعلت موجة الهجمات آخرها من قبل المجموعات المتحالفة ضد موسكو، أكبر جهد إجلاء عسكري في روسيا منذ عقود، طبقا لـ “نيويورك تايمز” التي قابلت عددا من السكان الروس الذين أفصحوا عن أسمائهم الأولى فقط خوفا من انتقام الحكومة.

وقال مدرب اللغة الإنكليزية، رسلان (27 عاما)، الذي تم إجلاؤه، الخميس، بعد حملة قصف مستمرة، “تحولت المنطقة إلى مدينة أشباح في غضون 24 ساعة”.

روسيا تؤكد إجلاء 2500 شخص

واكتشف الأشخاص بشكل مفاجئ أنهم لا يستطيعون ممارسة أعمالهم اليومية الاعتيادية بعد القصف.

وقال أوليغ، وهو رجل أعمال في المدينة، “نحن عند نقطة تحول الآن”، مردفا: “عندما بدأ كل هذا” في إشارة إلى الحرب، “كان الأشخاص الذين عارضوها هنا أقلية”.

وتابع: “الآن بعد أربعة أيام من تعرضهم للقصف، يغير الناس رأيهم”.

وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، إنه تم إجلاء 2500 شخص من السكان ونقلهم إلى ملاجئ مؤقتة في الصالات الرياضية البعيدة عن الحدود. وأشار سكان في مقابلات إلى أن آلافا آخرين غادروا بمفردهم.

وقال غلادكوف إن تسعة من السكان لقوا حتفهم من جراء القصف على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

ومن غير الواضح عدد القتلى من الروس في المنطقة الحدودية بشكل عام، لكن من المؤكد أن هذا الأسبوع هو الأكثر دموية لمنطقة بيلغورود منذ بداية الحرب.

“كل شيء تغير”

والخميس، أكد الجيش الروسي صد محاولة أوكرانية “لاجتياح” منطقة بيلغورود، بعد أسبوع على توغل ضخم لعناصر مسلحة أثار صدمة وكشف عن ثغرات في ضبط الحدود الروسية.

وتعرضت شيبيكينو الواقعة في منطقة بيلغورود لقصف مدفعي بكثافة غير مسبوقة، ما دفع الآلاف من سكانها للجوء إلى بيلغورود، كبرى مدن المنطقة على مسافة 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي، حيث يتم التكفل بهم.

ومع ذلك، يمكن سماع الانفجارات أيضا في مدينة بيلغورود، العاصمة الإقليمية، حيث بدأ السكان هناك بشكل متزايد في السعي للوصول إلى الأقبية التي يمكن استخدامها كملاجئ للقنابل. 

وقالت داريا، 37 عاما، وهي موظفة في القطاع العام، “كانت شيبيكينو مدينة رائعة على الحدود مع أوكرانيا مليئة بأشخاص سعداء وجيران”. 

وتابعت: “الآن نعيش الألم والموت والبؤس في بلدتنا. لا كهرباء ولا مواصلات عامة ولا أعمال تجارية مفتوحة ولا سكان. مجرد مدينة فارغة”.

FILE PHOTO: A view shows ammunition casing in a damaged street following what was said to be Ukrainian forces' shelling in the…
قصف مستمر تعرضت له مدينة شيبيكينو الروسية خلال الأيام الماضية

ووقعت اشتباكات وقصف عبر الحدود بين القوات الأوكرانية والروسية بشكل منتظم طوال الحرب. لكن الهجمات الأخيرة على بيلغورود شنتها مجموعتان شبه عسكريتان مكونتان من روس يقاتلون من أجل قضية أوكرانيا.

وزعمت المجموعتان أنهما يستهدفان البنية التحتية الأمنية فقط وصوّروا معركتهم على أنها من أجل التحرر من حكم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

لكن ادعاءاتهم تصادمت مع روايات عن تدمير سكني واسع النطاق وصفها شهود وشوهدت في مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها صحيفة “نيويورك تايمز”.

في مدينة بيلغورود، التي يبلغ عدد سكانها 340 ألف نسمة، أصبح الألم والارتباك الناجم عن الحرب أكثر حدة بسبب الروابط التاريخية مع أوكرانيا. 

قبل الحرب، كان الناس من بيلغورود يسافرون إلى خاركيف للتسوق – ثاني أكبر مدن أوكرانيا – أو حتى لقضاء ليلة في الخارج، فيما لدى كثير من الناس في المدينتين روابط عائلية.

وقال رسلان، مدرس اللغة الإنكليزية، إن “كل شيء تغير”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version