قبل ساعات من ظهور  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – بوجه واجم – الاثنين، لوصف تمرد مرتزقة فاغنر بالانقلاب والخيانة، كان مقاتلو المجموعة يجوبون مدينة فورونيج في جنوب روسيا “يأكلون الشاورما” كما تقول صحيفة فاينانشيال تايمز.

بالتزامن مع هذا، عاد يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة المرتزقة إلى اتهام وزارة الدفاع الروسية، من منفاه في بيلاروسيا، باستهداف مجموعته.

ويقول محللون لموقع “الحرة” إن بوتين يبدو ضعيفا، لكن نظامه قد يستفيد مما حصل لإصلاح الأخطاء.

بريغوجين ظهر يحيي الروس الذي تجمعوا لمصافحته .. السبت

إصلاح الأخطاء

في خطاب مقتضب، اتهم بوتين مجددا رئيس فاغنر، من دون أن يسميه، بأنه “خان بلده وشعبه” و”كذب” على مقاتليه.

ولا تزال تهم الخيانة ضد رئيس المرتزقة قائمة، كما تقول فاينانشيال تايمز، مما يمنح النظام “فرصة لملاحقة مستقبلية” كما يقول زميل معهد هدسون الأميركي، البروفيسور ريتشارد وايتز لموقع “الحرة”.

ويقول وايتز إن تحرك بريغوجين ومقاتليه أضعف النظام بشكل كبير، لكن الكرملين قد يستفيد من التمرد لأنه “أوضح نقاط الضعف” في بنية الحكم الروسية.

وكان بريغوجين حليفا قويا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وساهمت قواته في دعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قبل أن يطلق انتقادات علنية ضد الكرملين والقادة العسكريين لطريقة إدارة الحرب.

وتوجه آلاف من مقاتلي فاغنر إلى موسكو، بعد أن سيطروا على مراكز القيادة العسكرية في مدينة روستوف جنوبي البلاد، لكنهم انسحبوا قبل نحو 200 ميل من العاصمة.

وتوجه بريغوجين إلى بيلاروسيا، بعد وساطة حليف بوتين، أليكسندر لوكاشينكو، من أجل التهدئة.

وقال بريغوجين، الاثنين، إن تقدم قواته “كشف مشاكل خطيرة” في نظام الأمن الروسي.

بوتين اتهم بريغوزين - بدون أن يسميه - بالخيانة
بوتين اتهم بريغوزين – بدون أن يسميه – بالخيانة

وبحسب البروفيسور وايتز فإن “وزير الدفاع ورئيس الأركان الروس قد يكونون في ورطة”، بسبب الانقلاب.

وقال وايتز إن “بوتين حاسب المسؤولين، لكنه لن يقيلهما الآن على الأرجح حتى لا تفهم الإقالة خضوعا لبريغوجين”.

ويضيف أن “بوتين مستاء من تناقص شعبية الجيش بعد أن رأى المدنيين يهتفون لبريغوجين وليس له”.

وفي خطاب الإثنين، وضع بوتين مقاتلي فاغنر أمام ثلاثة خيارات، إما التطوع في وزارة الدفاع الروسية، أو العودة إلى منازلهم، أو الخروج لبيلاروسيا.

ونقلت صحيفة التليغراف البريطانية عن قادة أمنيين قولهم أن أجهزة الاستخبارات الروسية هددت عائلات قادة مجموعة “فاغنر”، قبل إعلان قائد المجموعة، يفغيني بريغوجين، الانسحاب وعدم مواصلة الزحف نحو موسكو.

وتقول فاينانشيال تايمز إن الهدنة ما تزال متأرجحة، مع تزايد التساؤلات في روسيا حول ما إذا كانت الصفقة ستصمد.

واستولى الكرملين على مليارات الروبلات نقدا وسبائك ذهبية من بريجوجين، مما ضغط على فاغنر ماليا، لكن بعض الموالين المتحمسين للرئيس فلاديمير بوتين يقترحون حلولا أكثر قسوة.

روس تجمعوا قرب إحدى دبابات واغنر في روستوف

وقال أندريه جوروليوف، وهو نائب روسي بارز مؤيد للحرب إنه “مقتنع بشدة أنه في زمن الحرب ، يجب إطلاق النار على الخونة”.

وأضاف، وفق ما نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز : “مهما كانت القصص الخيالية التي يروونها لك، فإن السبيل الوحيد للخروج لبريغوجين هو رصاصة في الرأس”.

ورغم وعود الكرملين الأولية بإسقاط الملاحقة الجنائية عن بريغوجين، إلا أن وكالات الأنباء الحكومية نقلت عن مصادر قولها إنه لا يزال قيد التحقيق لتنظيمه التمرد.

ومن غير المعروف بعد كيف سيتصرف بريغوجين إزاء الخيارات المقدمة لمقاتليه، وإزاء ملاحقته قضائيا.

ووفقا لآنا بوشفسكايا، الباحثة المختصة بروسيا في معهد واشنطن، فإن من المبكر للغاية معرفة التداعيات الكاملة لتمرد بريغوجين ومجموعته، لكنها تشير إلى أن “بوتين، ووزارة الدفاع، وبريغوجين وفاغنر كلهم خرجوا بمظهر ضعف”.

وتضيف بوشفسكايا لموقع “الحرة” أن “الرابح الوحيد مما حصل هو جهاز الأمن الروسي، الذي ظهر كأنه الجهاز الوحيد الفعال في روسيا، وتحس السلطة الآن بالحاجة المتزايدة إليه”.

وتشير بوشفسكايا إلى أن “الأسئلة التي لا تزال بدون إجابة، مثل كيف تمكنت بريغوجين من التقدم كل هذه المسافة نحو موسكو بدون أن يتم إيقافه؟، ولماذا تم العفو عنه وعن رجاله؟” كلها تظهر النظام الروسي بصورة مغايرة لما توقعه من يعتبر بوتين رجلا حديديا”.

وقالت فاينانشيال تايمز إن نشاط فاغنر في روسيا لم يهدأ بالكامل، على الرغم من الوعود بأنها ستعود إلى معسكراتها في أوكرانيا، ووفقا للصحيفة، لا تزال عدة خطوط هاتفية ساخنة تابعة لفاغنر تعمل في جميع أنحاء روسيا.

واتصلت الصحيفة بهذه الخطوط الاثنين، وقالت إنها لا تزال تجند مقاتلين جدد.

لكن بوشفسكايا تقول إن من شبه المؤكد أن مشاركة فاغنر، بصيغتها الحالية، في القتال في أوكرانيا قد انتهت.

قمع داخلي

و أثار التمرد دعوات لوضع فاغنر تحت سيطرة الدولة بشكل أكثر حزما، وفقا لفاينانشيال تايمز. والاثنين، قال مشرعون كبار إن فاغنر ستمنع من التجنيد من السجون، مما يحرمها من واردات بشرية كبيرة كانت أحد قواعدها الرئيسية.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن “قمعا داخليا” يستهدف مؤيدي بريغوجين ومجموعته يتوقع أن ينطلق في أي لحظة في البلاد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version