تخطط أوكرانيا وحلفاؤها لعقد قمة على مستوى زعماء العالم تستثني روسيا، وذلك بهدف حشد الدعم لإنهاء الحرب وفقا لشروط كييف، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مستشار رئاسي أوكراني رفيع ودبلوماسيين أوروبيين.

وطبقا للصحيفة الأميركية، فإن القمة المقترحة تحظى بدعم قوي من القادة الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أجل إشراك الدول التي انحازت لصالح روسيا في الصراع أو رفضت اتخاذ موقف بشأن الحرب.

وقال دبلوماسي أوروبي بارز في حديثه عن التخطيط لهذه القمة: “الجميع مرحب به باستثناء الروس”.

ويقول مسؤولون أوروبيون إنهم يعملون مع كييف لإعادة صياغة خطة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط بطرق تجعلها أكثر قبولا للقوى العالمية الأخرى مثل الهند والبرازيل والسعودية والصين.

وقال أندري يرماك، رئيس موظفي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “نحن بحاجة إلى خطة موحدة للعالم المتحضر المسؤول الذي يريد حقا العيش بسلام”. 

وأضاف يرماك في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن المفاوضات المباشرة مع روسيا ليست ممكنة طالما بقيت قواتها في البلاد. 

وأكد أن أوكرانيا لن تتنازل عن وحدة أراضيها، مضيفا: “العملية غير ممكنة بدون العالم بأسره، بما في ذلك قادة جنوب الكرة الأرضية”. وبذلت كييف جهودا منسقة خلال الأشهر الأخيرة للتعامل مع دول مثل الصين والبرازيل والهند. 

وقال يرماك إن أوكرانيا مستعدة للتحدث مع جميع الدول والاستماع إلى آرائها، بما في ذلك ممثلين عن الصين والبرازيل.

وتدعو خطة سلام زيلينسكي المكونة من 10 نقاط إلى استعادة سيطرة أوكرانيا على أراضيها وإعادة أسرى الحرب ومحاكمة جرائم الحرب. 

كما تقترح معالجة السلامة النووية، التي تقول البلاد إنها تعرضت للخطر بسبب احتلال روسيا لمحطة للطاقة النووية، والأمن الغذائي من خلال حماية صادرات الحبوب التي أعاقها الغزو الروسي.

وستتم دعوة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيره من كبار قادة منظمة حلف شمال الأطلسي لحضور القمة، والتي يأمل الدبلوماسيون الغربيون أن تعقد قبل وقت قصير من قمة الناتو السنوية التي تبدأ في 11 يوليو. 

وتأتي الجهود الغربية في الوقت الذي سعت فيه دول أخرى تربطها علاقات أوثق بروسيا إلى أخذ زمام المبادرة في العمل الدبلوماسي لإنهاء الصراع.

وأرسلت كل من البرازيل والصين مبعوثي سلام إلى موسكو وعواصم أوروبية لإجراء مناقشات بشأن إنهاء الحرب. 

ولم يدن أي من البلدين الغزو الروسي لأوكرانيا، ودعا كلاهما إلى وقف سريع لإطلاق النار، الأمر الذي من شأنه أن يترك روسيا تسيطر على مساحات شاسعة من أوكرانيا في الوقت الحالي.

ومنذ فبراير لعام 2022، تشهد أوروبا أعنف نزاع منذ الحرب العالمية الثانية بعد أن شنت القوات الروسية غزوها الشامل على جارتها أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة، فإن توقيت القمة المقترحة قبل اجتماع زعماء دول الناتو يرسل إشارة إلى بقية العالم مفادها أنه بينما ستواصل أوروبا والولايات المتحدة دعم أوكرانيا بالأسلحة، فإنهما يسعيان أيضا إلى حلول دبلوماسية للصراع الذي أضرت تداعياته الاقتصادية بالكثير من دول العالم النامي. 

وتعرضت دول غربية لانتقادات من دول مثل الصين والبرازيل لإرسالها أسلحة إلى أوكرانيا، والتي تقول تلك الدول إنها تؤجج الصراع.

وقال دبلوماسيون أوروبيون إن فكرة القمة تبلورت في البداية من خلال محادثة بين ماكرون وزيلينسكي خلال فبراير الماضي في باريس، حيث ضغط الزعيم الفرنسي على نظيره الأوكراني لقبول أن هناك حاجة في نهاية المطاف إلى إجراء محادثات سلام مع الكرملين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version