الدوحة- اشتهر الجمهور الياباني في كل بطولة أو مباراة يخوضها، بحرصه على التشجيع المثالي والروح الرياضية بل وتنظيف مكانه المدرجات قبل مغادرته الملعب لكن في كأس آسيا لكرة القدم انضم إليه الجمهور الإندونيسي والكوري الجنوبي أيضا في تلك الظاهرة الإيجابية.

ورغم الهزيمة 2-1 أمام إيران وخروج اليابان -المرشح الأول للقب- من الدور ربع النهائي للبطولة المقامة في قطر، فإن الجمهور والفريق ومدربه لم يتخلوا عن عاداتهم الرائعة، فاجتمع مدرب اليابان هاجيمي مورياسو باللاعبين بعد انتهاء المباراة في أرض ملعب المدينة التعليمية وتوجهوا جميعا لتحية جمهورهم والاعتذار له عن الخسارة والخروج.

وفي المقابل لم تهاجم الجماهير فريقها رغم تراجع مستواه في الشوط الثاني للمباراة بل على العكس حيته وصفقت له، وانتظرت حتى غادر الجميع تقريبا المدرجات ثم بدأ بعضهم بشكل منظم يخرج أكياسا زرقاء كبيرة ويطوف على المدرجات يجمع القمامة منها في مظهر حضاري يضاعف من قيمته أنه جاء بعد هزيمة وتوديع بطولة كبرى.

الجزيرة نت رصدت جانبا من عملية تنظيف المدرجات والتقت بأحد الجماهير اليابانية، الذي قال والابتسامة العريضة تعلوا وجهه إن اسمه تاتسرو ويعمل مهندسا للإلكترونيات في طوكيو، وإنه ينظف المدرجات بشكل دائم لأنه تعلم ذلك في بلاده وتعود عليه منذ كان تلميذا في المدرسة وحتى المرحلة الجامعية.

وأوضح الصحفي الياباني كوروكاوا تورو للجزيرة نت هذه الظاهرة بقوله إن الحرص على النظافة والروح الرياضية جزء من تربية الأطفال الذين يتعلمون ذلك في البيت والمدرسة حتى تحول إلى أسلوب حياة يحرص عليه اليابانيون في حياتهم الخاصة والعامة وليس كرة القدم أو الرياضة فقط.

أما المصور الصحفي الياباني كازيكيرو فيقول للجزيرة نت إنه يعتقد أن الروح الرياضية لجماهير بلاده هي الأهم في المشهد وهي أهم ما يميز الجمهور الياباني قبل النظافة، وهذا ليس في المباريات والرياضة فقط بل على المستويات الاجتماعية والسياسية أيضا فالاحترام المتبادل هو السائد في اليابان ولا يوجد أي شغب جماهيري مطلقا في ملاعبهم.

وأضاف أنه يتعجب من أن الجميع ينظر إلى تنظيف الجمهور المدرجات على أنه أمر خارق للعادة، مؤكدا أنه أمر عادي يحدث بشكل يومي في حياة الشعب الياباني وحتى بعض الشعوب الشرق آسيوية.

وعزز سعيد كمال -وهو مصور صحفي إماراتي- كلام كازيكيرو بأنه شاهد لقطة تنظيف المدرجات في كأس آسيا الحالية مع جمهوري كوريا الجنوبية أمام أستراليا وأيضا الجمهور الإندونيسي، مشيرا إلى أن سر شهرة اليابان دون غيرها، أن جمهورها فعلها في كأس العالم 2022 في قطر تحت أعين الكاميرات التي نشرت للعالم.

وأشار الصحفي الكوري الجنوبي مانغا، للجزيرة نت -وهو يشجع إيران في مباراتها مع اليابان- إلى أنه النظافة جزء من الثقافة ليس للشعب الياباني فقط بل معظم دول شرق آسيا أيضا ومنها بلاده، مؤكد أن الجمهور الكوري ينظف المدرجات أيضا منذ زمن بعيد لكن لم تسلط عليه الأضواء مثل اليابان.

وامتدح الصحفي محمد كاريزي مراسل فضائية روداو الرياضية العراقية، الشعب الياباني قائلا إنه شعب منظم ومتحضر وإن ما فعله بعد المباراة يؤكد ذلك، متمنيا أن تنتقل هذه الروح الرياضية والأخلاق الحميدة لشعوبنا والجماهير العربية وفي قطر بالذات لأن “ملاعبها تعتبر كملاعبنا ويجب الحفاظ عليها”.

وأضاف كاريزي للجزيرة نت أنه تملّكه الاستغراب بعد فوز العراق على اليابان في الدور الأول للبطولة عندما استضاف اثنين من الجماهير، الأول اسمه “رسول أبو الكوزي” والثاني مشجع ياباني اسمه “تايو” وفوجئ بالأخير يبتسم ويوجه التهنئة لنظيره العراقي على الفوز بمنتهى الروح الرياضية التي تفتقدها معظم الملاعب حول العالم.

وعلى غرار الجماهير يقوم المنتخب الياباني أيضا بتنظيف غرفة ملابسه وهو ما كان يحدث خلال مونديال قطر 2022، وأكده للجزيرة نت مصور المنتخب الياباني كرياما، في تصريحات سابقة، أكد فيها أن ذلك يحدث بعد كل المباريات وفي كل الملاعب حتى بعد الهزيمة، موضحا أنه يشارك في عملية تنظيف الغرفة والحمامات مجموعة من اللاعبين وبعض أعضاء الجهاز الفني والإداري أيضا، مشيرا إلى أنه شارك كثيرا في عمليات التنظيف كما أنه ينظف مكان عمله على أرضية الملعب أيضا.

 

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version