الدوحة ـ لم يقدّم منتخب كوريا الجنوبية كرة جميلة وصبرا وإصرار منقطعي النظير في كأس آسيا حتى الآن، بل أرسل برسالة إلى كل المنتخبات وجماهيرها صغارا وكبارا، عنوانها “في حب كرة القدم”.

وكان في الصفوف الأمامية لتسليم هذه الرسالة قائد المنتخب سون هيونغ مين، الذي كان نجم فوز منتخب “محاربي التايغوك” على أستراليا 2-1، فهو الذي انتزع ركلة جزاء، جاء منها هدف التعادل في الوقت القاتل من الشوط الأول، ثم سجل الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة سجّلها في الشوط الإضافي الأول.

ومثلما كان نجما وقائدا خلال المباراة، أكد سون أنه قائد بعد المباراة ومراعيا للشعور، فلم يفرط في الفرحة كالعادة، وحرص على الاعتذار من جماهير أستراليا وواسى لاعبي أستراليا، في مشهد يتكرر مع كل فوز لكوريا الجنوبية، وعقب كل مباراة لها في البطولة الآسيوية.

وبعد فوزهم المثير و”الدراماتيكي” على السعودية بركلات الترجيح، توجّه سون إلى جماهير “الأخضر” ليعتذر منها، بينما أصرّ على أن يذهب إلى كل لاعب سعودي -بينهم المدافع علي البليهي الذي وقع شجار بينهما والحارس الكسار- لمواساتهم ورفع معنوياتهم.

ويحسب للمنتخب الكوري، الصبر والتركيز والإصرار التي يلعب بها، إذ استطاع في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع، العودة في مباراتين وأنقذته مرتين من توديع البطولة مبكرا:

  • أمام أستراليا سجل هوانغ هي تشان من ركلة جزاء في الدقيقة 6 من الوقت الضائع المقدر بـ7 دقائق
  • أمام السعودية سجل تشو كيو سيونغ في الدقيقة 9 من الوقت بدل الضائع المقدر بـ10 دقائق.

ومن بين جماهير مواجهة -أمس الجمعة- في ملعب “الجنوب” التي قارب عددها 40 ألفا، الذين قدّم لهم سون اعتذاره: آلاف عدة من الأطفال الذين قدِموا للملعب مع عائلاتهم، وكلما ظهرت صورة أحدهم على الشاشة الداخلية للملعب، كانت الجماهير تتفاعل معهم بحرارة كبيرة لم تشهدها تسجيل أهداف المباراة الثلاثة.

فرحة الفوز

وظهر الطفل الفلبيني مارلون روتا (10 سنوات) سعيدا بصحبة شقيقه مارفين (6 سنوات) ووالديه، بعد المباراة وهو يلوّح بعلم كوريا الجنوبية، وسعيدا بفوز منتخبها على أستراليا.

ويقول مارلون الذي حضر المباراة بصحبة والديه للجزيرة نت إنه استمتع بحضور المباراة وتشجيع منتخب كوريا الجنوبية، وإنه تفاعل مع صور الأطفال التي كانت تُعرض على الشاشة الداخلية لاستاد الجنوب.

ويضيف أنه يحب كرة القدم كثيرا، وأن والده يشجعه على ممارستها، ودائما ما يحضر معه المباريات، حيث سبق أن حضر معه في أكثر من مباراة لمنتخب قطر.

أما المشجع الأسترالي توم ديزي  فحضر بصحبة شقيقته إيفا وصديقه شارل غوف لمساندة منتخب بلادهم، واستمتعوا بأجواء المباراة والحضور الجماهيري، ولكنهم حزنوا في النهاية لخروج فريقهم.

ويقول توم (13 عاما) للجزيرة نت إنه مقيم مع والديه في الدوحة منذ 7 سنوات، وأن حضوره لمساندة منتخب بلاده واجب عليه، وأنه تمني كثيرا تحقيق أستراليا للفوز في هذه المباراة.

ويضيف أنه ارتبط كثيرا بالحياة في دولة قطر التي يحبها كثيرا، حيث يستمتع بجميع مظاهر الحياة هنا، مثلما يحدث في بطولة آسيا حاليا، ومثلما حدث في مونديال 2022.

 

 

كرة القدم ممتعة

بينما ظهر المشجع السعودي أحمد الشرارة (27 عاما) حاملا علم كوريا الجنوبية، ومرتديا قميص سون قائد المنتخب، لدعمها في مباراتها أمام استراليا.

ويقول أحمد الشرارة (والدته من كوريا جنوبية) للجزيرة نت، إنه حجز تذكرة المباراة لدعم منتخب السعودية في حال تأهله، ولكن تأهل كوريا الجنوبية لم يمنعه من الحضور بسيارته لمسافة 320 كلم (4 ساعات) لمساندتها، كونها بلده الثاني.

ويضيف أن كرة القدم ممتعة، وأن الهدف من البطولات الاستمتاع بها ومشاهدة اللاعبين، وقد حضرت مباريات السعودية الثلاث في دور المجموعات.

بينما ظهر المشجع الكوري الجنوبي سايرس وو مع عائلته سعيدا بفوز منتخب بلاده بعد المباراة، وبالأداء الذي قدمه اللاعبون، خاصة عدم اليأس والعودة في المباراة خلال الوقت بدل الضائع.

ويقول وو (المقيم في البحرين) للجزيرة نت إنه سعيد بالأجواء التي يعيشها في قطر خلال بطولة آسيا، حيث حضر من المنامة إلى الدوحة مع عائلته لمساندة منتخب بلاده في بطولة آسيا.

ويضيف أن قطر بلد جميل، وقد تغيرت كثيرا وتطورت للأفضل، فهي تشهد نهضة وتنمية كبيرتين على كل الأصعدة، حيث سبق أن زار الدوحة قبل 5 سنوات، ولكنها باتت مختلفة تماما.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version