بغداد– يتطلع العراق لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من اتفاقية الشراكة مع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا)، التي ستتولى تنظيم دوري المحترفين وإنشاء مراكز تخصصية للرياضة الشعبية الأولى في كل المحافظات.

ووقع الاتحاد العراقي لكرة القدم -الأحد الماضي في العاصمة بغداد- اتفاقية الشراكة مع الليغا، وفق مراسيم أجريت في مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووقعها عن الجانب العراقي رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم عدنان درجال وعن رابطة الدوري الإسباني رئيس اتحاد اللعبة خافيير تيباس.

وقال رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال -بعد توقيع العقد- إن المشروع يتضمن إنشاء مراكز تخصصية لتطوير كرة القدم في البلاد، مشيرا إلى أنه أمام الاتحاد عمل كبير ليعود العراق إلى قمة آسيا.

ومن جهته، ذكر رئيس رابطة الدوري الإسباني تيباس أن الجميع سيبذل جهودا كبيرة من أجل إنجاح هذا المشروع، وهو أكبر من مجرد كرة قدم.

قيمة العقد ومدته

ولم يفصح درجال عن الأرقام المالية الخاصة بالعقد المبرم وقيمته ومدته، غير أن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة والشباب خالد كيبان كشف للجزيرة نت عن أن مدة العقد 3 سنوات، وبقيمة مالية 5,5 ملايين دولار.

ونفى كيبان وجود شركة وسيطة، مبينا أن الشركة المنفذة هي رابطة الليغا، وأن الكرة العراقية يمكنها العودة إلى المحافل الدولية بقوة في حال نجاح المشروع.

ومن ناحيته، يؤكد عضو اتحاد كرة القدم العراقية والمتحدث باسمه أحمد الموسوي أن تنفيذ العقد بدأ فور التوقيع الرسمي، لافتا إلى أن ترشيح مدير تنفيذي سيتم من الرابطة وسيكون إسباني الجنسية، إضافة إلى فريق عمل داعم لتدريب الكوادر العراقية، فضلا عن ذلك ستتم كتابة نظام داخلي والعمل على تشكيل الرابطة.

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن اجتماعا قريبا سيعقد مع أندية الدوري الممتاز لتوضيح حقوق وواجبات الأندية المشاركة بدوري المحترفين، خاصة أن العقد تضمن أيضا الإدارة والإشراف على مشروع الحلم 2030 للفئات العمرية وإنشاء مراكز تخصصية في كل محافظة عراقية.

الموسوي: العقد تضمن الادارة والإشراف على مشروع الحلم 2030 للفئات العمرية

ويتضمن العقد المبرم بين الاتحاد العراقي ورابطة الدوري الإسباني تطوير المواهب الكروية في البلاد ورعاية الدوري العراقي للمحترفين وتحسين خبرات العاملين في الأندية والمدربين.

بنود العقد

وحسب اتحاد الكرة العراقي، فإن العقد الأول المبرم بين الاتحاد العراقي ورابطة الدوري الإسباني يشمل:

  • الإدارة والإشراف على تنفيذ دوري المحترفين في العراق.
  • تعيين مدير تنفيذي إسباني لإدارة المشروع.
  • إعداد فريق عمل عراقي، تقوم رابطة دوري المحترفين بتدريبهم لإدارة اللجان العاملة على تنظيم مسابقة دوري المحترفين.
  • تولي الرابطة جميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري، عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقر الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد.

أما العقد الآخر فهو مشروع الحلم 2030، ويتضمن قيام رابطة الليغا بتطوير المواهب الرياضية العراقية في مجال كرة القدم، كما تتولى الرابطة إقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مراكز الموهبة كافة، من مدربين وإداريين وغيرهم، وتكون هذه المراكز الرافد الرئيس لدعم المنتخبات الوطنية.

مكاسب مشتركة

وعن المكاسب المتوقعة للكرة العراقية بعد إبرام العقد والمباشرة، يرى الخبير الكروي بسام رؤوف أن أهداف التطوير الفني والإداري من أولويات عمل رابطة الدوري الإسباني مع وضع تفاهمات لقيادة المشروع بصورة واضحة بكفاءات أجنبية وعربية وعراقية.

وأضاف أن “ما يعزز ذلك هز أن بوصلة الليغا تتجه اليوم إلى الشرق الأوسط من خلال سياسة الفائدة العامة للدول النامية والمبنية على قراءات مستقبلية، أولها ضمان حضورها وسرعة انتشارها في ما تسمى دول العالم الثالث، والحصول على مكاسب إعلامية واقتصادية قبل أن تكون رياضية، ومن أجل تحفيز الحكومات والشركات الكبرى لتقديم الرعاية للمشروع الإسباني العراقي”.

ويقول رؤوف للجزيرة نت إن توقيع العقد بين الجانبين تم وفق ضوابط محددة، ومن أجل ضمان التنافس وتوسعة رقعة التواصل بين العرب والإسبان بنظرة شرقية، خاصة أن الليغا أسهمت في مشروعات تطوير المواهب في عدد من الدول العربية.

وردا على سؤال عن جاهزية البنى التحتية للمنشآت الرياضية العراقية، أوضح رؤوف أنها جاهزة، وهناك إمكانية لتوسعة وإضافة ملاعب لتخفيف الضغط عن الملاعب الرئيسة الكبرى.

وعن إمكانية عودة العراق إلى المحافل الرياضية الدولية بعد الشراكة مع رابطة الدوري الإسباني، يرى رؤوف أن الأمر ممكن إذا كانت الرؤية حاضرة ودقيقة في دعم البرنامج الإسباني وتوفير سبل ومقومات النجاح للجهاز الفني الإسباني لكرة القدم، ومنها عامل الوقت والمشاركة في البطولات الدولية والقدرة على تنظيم تفرغ اللاعبين المحترفين وإعدادهم بالشكل المثالي.

اختيار اللاعبين

وفي السياق، يقول المحلل الرياضي فلاح خابط إن توقيع هذا العقد خطوة جيدة ستطور الدوري العراقي أولا، وستضمن مستقبلا جيدا للكرة العراقية من خلال مشروع الحلم وهو الاهتمام بالفئات العمرية، مشيرا إلى العراق بإمكانه أن يعود إلى قمة آسيا وبكل قوة من خلال وجود خامات وطاقات ومواهب متعددة.

وبشأن إمكانية قيام رابطة الدوري الإسباني باختيار اللاعبين للمنتخب أو الأندية، قال خابط للجزيرة نت إن الشراكة ستسهم في تطوير الكرة العراقية وتوفير المعسكرات وتأمين المباريات على مستوى عال، لكن لا يحق لها التدخل في اختيار اللاعبين.

يذكر أن المنتخب العراقي يحتل المركز 67 حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للعام الحالي 2023، في حين يضم دوري الكرة الممتاز 20 ناديا جماهيريا، في مقدمتها الأندية العريقة مثل الشرطة والقوة الجوية والزوراء والطلبة وأربيل والكرخ والميناء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version