ظهر اللاعب المصري أحمد بغدودة لأول مرة بعد واقعة مغادرته لمعسكر منتخب مصر للمصارعة في تونس، قبل أسابيع، مؤكدًا أنه ليس هاربًا.

وفي مقطع فيديو، توجه بغدودة بالشكر على الدعوات الرسمية ومنها دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي وجهت له للعودة والحصول على الرعاية المطلوبة، مطالبًا بتوجيه هذا الدعم لجميع الرياضيين الموهوبين الموجودين في مصر، في حين لم يفصح عن خطوته المقبلة.

ووجّه بغدودة الشكر للشعب المصري على دعمه خلال الفترة الماضية، موجها اعتذاره لوالده لأنه سافر دون إخباره، مثمنًا دوره والصعوبات المالية التي واجهها من أجله.

وأصبح بغدودة حديث الساعة في مصر بعد “هروبه” من مقر إقامة منتخب مصر للمصارعة إثر حصول المصارع على الميدالية الفضية لوزن 63 كيلوغراما بالمصارعة الرومانية في منتصف الشهر الماضي.

وقال رئيس الاتحاد المصري للمصارعة اللواء عصام النوار، إن بغدودة خرج قبل عودة البعثة المصرية بيوم واحد من تونس لشراء بعض الهدايا لكنه لم يعد، مشيرا إلى أن الاتحاد لم يقصر مع البطل المصري.

لكن فؤاد بغدودة والد المصارع رد في مداخلة تلفزيونية أيضا بأن ابنه يشعر بالظلم لعدم حصوله على مستحقاته المالية من الاتحاد المصري على مدار عام كامل، فيما رفض وصف مغادرته بالهروب، وموضحا أن “معاملته السيئة” من الاتحاد قد تكون هي التي دفعته لذلك التصرف غير المرتب له.

وأشار والد بغدودة إلى أن مكافأة فوز ابنه بالميدالية الفضية في تونس وقيمتها 16 ألف جنيه (نحو 520 دولارا)، استقطعوا معظمها كضرائب، ليحصل ابنه على 1200 جنيه فقط (أقل من 40 دولارا).

وقال إن ابنه كان يستعير الحذاء الرياضي من زملائه للاشتراك في البطولات، وإنه كان يصرف عليه خلال سنوات عمله كسائق “توك توك” ليصبح بطلا.

تصريحات والد بغدودة الصادمة حول الخصم الكبير من مكافأة ابنه دفعت مصلحة الضرائب المصرية لتوضيح أن المبلغ المخصوم كان عبارة عن “رسوم مؤجلة” لانتقاله من مركز شباب بيلا إلى المشروع القومي للموهوبين، والتي تم تأجيلها لخصمها من أول مستحقات مالية يحصل عليها المصارع الشاب.

ويقول وليد العدوي الصحفي الرياضي بمجلة “روزاليوسف” المصرية -للجزيرة نت- إن “واقعة بغدودة ليست المرة الأولى وللأسف لن تكون الأخيرة، بل قد تكون تكررت آلاف المرات لكنها لم تحظ بنفس الزخم الإعلامي لقضية بغدودة”.

ويضيف العدوي أنه سمع مسؤولا بالاتحاد المصري للمصارعة يقول في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة إن هناك 6 مصارعين رحلوا بنفس طريقة بغدودة خلال العام، لأن هناك شخصا في فرنسا يتتبع أبطال مصر الواعدين ويقنعهم بالانضمام إليه.

ويذكر الصحفي المصري أن أبطالا سابقين منهم المصارع الأولمبي محمد عبد الفتاح “بوجي” -الذي يدرب المصارعة حاليا في الولايات المتحدة- اعترفوا له بندمهم على عدم إكمال مشروع سفرهم لأميركا واللعب باسمها عندما كانوا في أوج نجوميتهم وبطولاتهم.

ويشير العدوي إلى أن اللافت والجديد في هذه الواقعة “حالة التأييد العام لما فعله بغدودة، مع اختفاء الأصوات التي كانت تردد على أمثاله في السابق أنهم باعوا بلدهم”، ويفسر ذلك بالحالة الاقتصادية الصعبة ويقين المجتمع بتجاهل هؤلاء الأبطال المنسيين في الألعاب الفردية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version