شهد تاريخ مواجهات برشلونة ضد أتلتيكو مدريد في بطولة كأس ملك إسبانيا حادثة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم الإسبانية، وتعود إلى ما قبل 25 عاما.

ويصطدم برشلونة بأتلتيكو مدريد مجددا في نصف نهائي النسخة الحالية من كأس الملك، وهي المرة التاسعة التي يحدث فيها ذلك في المربع الذهبي من المسابقة المحلية.

ويستقبل برشلونة نظيره أتلتيكو، غدا الثلاثاء، على ملعب مونتجويك ذهابا، قبل أن يتواجه الفريقان إيابا على ملعب واندا ميتروبوليتانو يوم الأربعاء 2 أبريل/نيسان المقبل.

وأكثر المواجهات إثارة للجدل بين الفريقين تلك التي جرت في نصف نهائي موسم 1999-2000، حيث رفض برشلونة خوض مواجهة الإياب على ملعب كامب نو، ليهدي أتلتيكو بطاقة الترشح إلى المباراة النهائية.

في تلك الفترة حقق أتلتيكو مدريد فوزا عريضا في الذهاب 3-0 على ملعب فيسينتي كالديرون يوم 12 أبريل/نيسان 2000، ليكون هذا الانتصار بمثابة هدية للرئيس خيسوس خيل العائد إلى منصبه بعد إقالته بقرار قضائي.

ثم سافر الروخي بلانكوس إلى برشلونة يوم 24 من الشهر نفسه، من أجل حسم مسألة التأهل للنهائي، خاصة مع تفوقه الواضح في نتيجة الذهاب، لكن لم يتوقع أحد من مسؤولي النادي المدريدي أن يتم ذلك دون بذل أي مجهود.

وعند وصول لاعبي أتلتيكو مدريد إلى أرضية ملعب كامب نو حدثت المفاجأة، إذ رفض لاعبو برشلونة خوض مباراة الإياب بحجة النقص العددي في صفوف الفريق.

في الحقيقة توفّر لبرشلونة في ذلك اليوم 10 لاعبين فقط بمن فيهم حارس مرمى احتياطي، بعدما تزامنت مواجهة الإياب مع مباريات المنتخبات الوطنية التي استدعت 9 لاعبين من البلوغرانا، بالإضافة إلى معاناة عدد آخر من الإصابة.

اللاعبون التسعة الذين تم استدعاؤهم من برشلونة هم: ريفالدو (البرازيل)، وياري ليتمانن (فنلندا)، ولويس فيغو (البرتغال)، والسداسي الهولندي: بودوين زيندن، وفيليب كوكو، وباتريك كلويفرت، وونستون بوغارد، ومايكل رايزيغير، وفرانك دي بور.

اللاعبون الذين توفروا لخوض المباراة من طرف برشلونة هم: رود هيسب (حارس مرمى)، وبيب غوارديولا، وكارليس بويول، وتشافي هيرنانديز، وسيرجي بارخوان، وغابري غارسيا، وفريديريك ديهو، وسيماو سابروسا، وأبيلاردو فيرنانديز، ودانييل غارسيا.

وعلى إثر ذلك طلب رئيس برشلونة في ذلك الوقت خوسيه لويس نونيز تأجيل المباراة، لكن الاتحاد الإسباني لكرة القدم رفض ذلك.

ومع موعد المباراة دخل لاعبو أتلتيكو إلى أرضية كامب نو، وفي المقابل وقف 11 لاعبا من برشلونة على الخط الجانبي خارج حدود المستطيل الأخضر.

بعدها حدث المشهد التاريخي وفق وصف “سبورت” الإسبانية، إذ تقدّم غوارديولا قائد برشلونة باتجاه نظيره سانتي دينيا كابتن أتلتيكو والحكم، ثم أبلغهما بقرار النادي عدم خوض المباراة، ثم عاد لاعبو البلوغرانا إلى غرف الملابس ليعلن الحكم فوز الروخي بلانكوس إداريا بنتيجة 3-0.

اللافت أن أتلتيكو مدريد خسر المباراة النهائية في تلك النسخة أمام إسبانيول بنتيجة 2-1.

ووفقا للوائح، قرر الاتحاد الإسباني حرمان برشلونة من المشاركة في النسخة التالية من كأس الملك (2000-2001)، لكن بعد أشهر قليلة وتحديدا في الصيف أُلغيت العقوبة بعد إعادة انتخاب أنخيل ماريا فيار رئيسا للاتحاد، وهو ما فجّر جدلا كبيرا في ذلك الوقت.

ووصفت “سبورت” ما جرى يومها بالقول “حدث شيء غير مسبوق في كرة القدم الإسبانية، هو أشبه بقصة سينمائية لكن الواقع يفوق الخيال أحيانا”.

وكانت تلك المرة الأولى والأخيرة حتى الآن التي ينجح فيها أتلتيكو مدريد في بلوغ نهائي كأس الملك بعد تجاوز برشلونة في المربع الذهبي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version