نجح العالم الأميركي جوزيف ديتوري في تحطيم الرقم القياسي العالمي للعيش أطول مدة تحت الماء بدون تخفيض الضغط على جسم الإنسان؛ حيث تمكن من البقاء 100 يوم.

وكان الرقم القياسي السابق للبقاء أطول مدة تحت الماء تحت ضغط عال ومستمر على الجسم 73 يوما وساعتين و34 دقيقة بحوزة الباحثين بروس كانتريل وجيسيكا فاين من ولاية تينسي سجلاه عام 2014.

ووثق ديتوري عبر حسابه على إنستغرام لحظاته الأولى خارج الغرفة التي قضى بها التجربة، حيث ظهر بينما يحتفي به أصدقاؤه، موثقين الرقم المميز الذي حققه بعد إتمام التجربة التي يعولون عليها في الوصول لبعض النتائج العلمية.

وكتب ديتوري في منشوره “لقد غيرتني هذه التجربة بشكل جوهري، وأملي الأكبر هو أنني قد ألهمت جيلا جديدا من المستكشفين والباحثين لتجاوز كل الحدود”.

وحرص ديتوري على توثيق يومياته أثناء التجربة عبر حساباته المختلفة، كما استمر طيلة رحلته في تدريس مادة الهندسة الطبية الحيوية الخاصة به عبر الإنترنت.

وبدأ البروفيسور ديتوري، المعروف باسم دكتور “أعماق البحار” (Dr. Deep Sea)، مغامرته في بداية مارس/آذار الماضي في غرفة مساحتها 9.2 أمتار تقريبا، وعلى عمق 6.7 أمتار تقريبا بفندق “جولز أندرسي لودج” (Jules Undersea Lodge) شمالي فلوريدا، وهو الفندق الوحيد في الولايات المتحدة الذي يقع تحت سطح البحر.

ويسمى المشروع نبتون 100، ويدرس فيه الأستاذ بجامعة فلوريدا تفاعل جسم الإنسان بعد تعرضه لمدة طويلة لمستويات الضغط القصوى، حيث يفترض ديتوري أن تطبيق آليات العمل المعروفة للطب عالي الضغط يمكن أن تعالج مجموعة واسعة من الأمراض بما فيها الإصابات الرضية الدماغية.

ويبني ديتوري نظريته على استنتاجات توصلت إليها دراسة تفيد بأن الخلايا الجذعية المعرضة لضغط متزايد قد تضاعفت في العدد في غضون 5 أيام، الأمر الذي يشير إلى أن الضغط المتزايد يمكن أن يساعد البشر على إطالة أعمارهم والوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

ووفق ما أشارت إليه الجامعة في بداية التجربة، فإن فريقا مختصا تابع الحالة الصحية لديتوري خلال مدة التجربة، بما يشمل فحوصات للقلب والدم والخلايا الجذعية وغيرها، كما سيخضع للفحص النفسي لبحث الآثار العقلية للوجود في تلك البيئة المعزولة خلال فترة 100 يوم الماضية.

وستحاول التجربة الكشف عن مدى تأثير الضغط المرتفع على مضاعفة الخلايا وإطالة أعمار البشر والوقاية من أمراض الشيخوخة.

وعلميا يعد الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر هو الأمثل للجسد البشري ووظائفه الحيوية، فمع اختلاف الضغط سواء بالنقص أو الزيادة تبدأ هذه الوظائف بالاضطراب، وقد تصل إلى درجة تهديد حياة الإنسان.

وعند انخفاض الضغط الجوي على ارتفاعات شاهقة (مثل قمم الجبال أو الصعود إلى الفضاء) أو زيادته عند أعماق بعيدة تحت الماء (في حالات الغوص)، تكون فترة تعرض الإنسان عاملا حاسما في بقائه على قيد الحياة أو موته.

وخدم ديتوري (55 عاما) في البحرية الأميركية لمدة 28 عاما بصفته ضابط غوص، وبعد تقاعده في عام 2012 وبسبب شغفه بالعلوم التحق بجامعة جنوب فلوريدا للحصول على درجة الدكتوراه لمعرفة المزيد عن إصابات الدماغ الرضية (المرتبطة بالصدمات).

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version